إلى متى السكوت عن لبنان يا وزير الخارجية؟!.. ناصر الحسينى متسائلاً
زاوية الكتابكتب مايو 21, 2012, 1:18 ص 1441 مشاهدات 0
عالم اليوم
صرخة قلم / يا وزير الخارجية إلى متى السكوت عن لبنان؟!
ناصر الحسيني
تمعن الدولة اللبنانية على جميع المستويات ويوما بعد يوم تعسفا في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات غير منطقية وغير مبررة تجاه المصطافين الخليجيين ومنهم الكويتيون على الأخص وتحديدا من يملك منهم عقارات في المصايف اللبنانية، وإذا علمنا بأن الملاك الكويتيين هم الأعم والسائح الكويتي الأكثر اصطيافا عددا ومدة في لبنان لقدرنا مقدار الضرر المادي والمعنوي عليهم.
لقد تواصلت الكويت سياحيا مع لبنان منذ خمسينيات القرن الماضي حيث شرعت الدولة اللبنانية في تشجيع السياحة وخاصة سياحة الاصطياف من منطقة الخليج وكانت الأغلبية العظمى من المصطافين من الكويت، حيث بدأ الكويتيون في شراء الأراضي والبيوت وتعمير القرى اللبنانية مثل بحمدون وحمانا وفالوغا ثم قرنايل لاحقا وغيرها، كما تدفقت الرساميل الخليجية لتنعش لبنان اقتصاديا وعمرانيا.
وقد تميزت العلاقات الكويتية اللبنانية بخصوصية فريدة لتماثلها في أوجه عدة كما استقر في وجدان الشعب الكويتي شعور عميق بالمحبة تجاه لبنان، وقدمت الكويت -دون منة- كل دعم يحتاجه لبنان ووقفت إلى جانبه في كل الملمات.
ولكن عاما بعد عام اصبحت تتولد لدى الكويتيين غصّة لا بل وألف غصّة، وأضحى لدى كل كويتي أكثر من قصة لما واجهه في لبنان ويواجهه من استغلال وتعامل بشع متعمد وأنا سأقف عند كلمة متعمد لأن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تعمد الكويتي بالأخص في سوء المعاملة؟ والإجابة مباشرة وصريحة: لأن ليس لدينا حكومة تحمي مصالح مواطنيها وترعى شؤونهم.
وعلى الرغم من عدة مقالات كتبت ومقابلات أجريت أفاض فيها المصطافون الكويتيون في تفصيل عن مشاكلهم مع السلطات اللبنانية المختصة وعتبهم على حكومتهم ووزارة خارجيتها وسفرائها الذين تعاقبوا في بيروت، ولكن دون جدوى، ومن هنا تأتي الإجابة على التساؤل لماذا تعمد الإساءة للكويتيين في لبنان؟ فإذا كان سفيرنا في بيروت وبعد أن يقوم بجولته على أكابر القوم في مناطق اصطيافهم ليذكروه بالخير أمام المسؤولين يحمل شنط سفره ويغادر مقر عمله ليظل طاقم السفارة العاجز والذين لا يمونون على شرطي مرور في بيروت حتى!
فأين وزارة الخارجية أو سفارتها من هَمّ المواطن العادي ومشاكله وأتحدى أن تثبت الوزارة العتيدة إن كان سفيرها -أو من سبقه- قد جمع مرة مجموعة من الكويتيين وبحث مشاكلهم مع السلطات وما يعانون منه ليعرضها مع رئيس الحكومة اللبنانية -وكلهم هناك أصدقاء الكويت أو كما يبدو لنا.
وأنا لا ألوم الدولة اللبنانية إذا أهملت السائح والمصطاف الكويتي لأنه لم يصلها شيء قط من أي جهة رسمية كويتية عن المظالم التي يتعرض لها الكويتيون والدليل أن أموال الصندوق الكويتي للتنمية -وهو بالمناسبة يتبع وزير الخارجية- مشرّعة لإعمار لبنان من جنوبه لشماله دون أن يكون هناك في المقابل شعور بالمسؤولية تجاه هموم المواطن الكويتي وما يعانيه من تعسف وسوء معاملة واستغلال.
كما لم تقم الدولة اللبنانية بمراعاة المصطاف والسائح الكويتي كما تراعي السعودي والقطري والإماراتي الذين تقف حكوماتهم وراء مصالحهم وتقوم سفاراتهم بحمايتهم والدفاع عن قضاياهم وانظروا لمصيف عالية الجبلي كمثال.
ومن المضحك أن دولة رئيس وزراء لبنان «ميقاتي» صرح قبل عام لقناة العربية بأنه خصص أرقام هواتف في السراي «دار الحكومة» للأخوة الخليجيين لبث شكاواهم مباشرة، وللعلم لا أحد يعرف هذه الأرقام ولا أصدق أنها وجدت أصلا، ولينظر دولة الرئيس لمعاملة بلدياتهم ومؤسسات دولته للكويتي وليراعي مصالح بلده، قبل مصلحة الكويت قبل أن تتسع الهوة ويصعب الرتق، وقد يكون لا حيلة لك يا دولة الرئيس حيال الغلاء الفاحش في بلدك ولكن ردع كل من يتعمد إهانة المواطن الكويتي أو استغلاله بيدك وتعديل بعض الشروط والقرارات الرعناء التي تجعل هذا المواطن -وغيره من الخليجيين- فريسة سهلة للجشع وسوء الاستغلال تحت نظرك ونظر مسؤوليك، ولكنني وغيري أيضا لا نلومك مرة أخرى يا دولة الرئيس لأن بلدي غير مهتم بمواطنيه ووزارة خارجيتنا ومن ورائها سفارتنا في بيروت مهتمة بقضاء حوائج الأقرباء وعلية القوم فقط لا غير.
ولتعلم وزارة خارجيتنا العتيدة وسفيرنا هناك بأن هموم المواطن الكويتي الذي وضعه حظه العاثر بين براثن الجشع اللبناني ومطرقة الاهمال الرسمي الكويتي عديدة ولكنها سهلة الحل لو حظيت بأقل اهتمام، ولعلي أوجزها هنا لأبسطها أمام الخارجية وسفيرها، في الآتي:
1 - كيف يفرض على الملاك الكويتي الذي لديه منزل بمليون دولار مثلا أو ثلاثة أو اكثر ان تكون له اقامة تجدد سنويا... تخيلوا سنويا، لا لشيء إلا لكي يدفع رسوم ورشاوى وغرامات في حال التأخير «في اوروبا بمجرد تملكك لشقة تحصل فورا على اقامة لا تقل عن خمس سنوات».
2 - كيف يفرض على من يملك منزلا تصل قيمته لملايين الدولارات ولكي يحصل على اقامة لحارس المنزل ان يودع مبلغ 100 مليون ليرة «حوالي 20 الف دينار» ويجمدها طوال اقامة الحارس، علما بان اقامة الحارس لا تتم الا بعد ان يكون للملاك نفسه اقامة تمر بروتين قاس مرير وطويل. ثم يدفع حوالي 2000 دولار رسوم اضافية للتأمين والرسوم الاخرى «عدا الرشاوى».
3 - كيف تضع الدولة اللبنانية عراقيل شتى امام الكويتي- والخليجي- الذي يمتلك سكنا أو يأتي بهدف الاصطياف ويريد جلب سيارته الخاصة لخدمته وأسرته لاسابيع طويلة يقضيها في لبنان يصرف فيها عشرات الآلاف من الدولارات أو خلال تردده لمرات خلال السنة عليها، فتفرض عليه ان يعيد السيارة لبلده رغم علمها بظروف سوريا الحالي وصعوبة المرور فيها ثم اعادتها للبنان مرة اخرى، أليس من المعقول فرض رسوم معتدلة سنوية نظير ابقاء السيارة في لبنان، رغم علم الدولة اللبنانية بالغلاء الفاحش في لبنان وجشع مكاتب تأجير السيارات الذين بالغوا في مضاعفة اسعار التأجير استغلالا للاوضاع المحيطة بلبنان. أليس للكويتي من يدافع عنه ويذلل المصاعب امامه بل ويقترح الحلول الأنسب لعرضها على الجانب اللبناني؟
4 - ولماذا يتعرض المواطن الكويتي في مركزي المصنع والدبوسية اللبنانيين الحدوديين لمعاملة غير انسانية وغير لائقة؟ ولماذا التعالي في تعاطي من يعملون هناك مع كل ما هو كويتي من بشر وحديد وحجر، أو هذا هو جزاء الكويت يا دولة رئيس وزراء لبنان ويا حكومته. وهل هذه قيمة الكويتي في نظرك يا وزارة خارجية الكويت؟ ألا يشعر سفير دولة الكويت بمعاناة الكويتيين هناك، وألم يسمع بها أو يقرأ عنها حتى؟
لقد تحدث الكثير من الكويتيين لمسؤولين لبنانيين عن الاهمال في البلديات والكهرباء وسوء المعاملة وتردي الخدمات والاستغلال البشع الذي يتعرضون له، كما سمع السفير اللبناني في الكويت ذلك ممن زاره في مكتبه ولكن..!، عتبنا على حكومتنا النائمة ووزارة خارجيتنا المهترئة وسفارتنا التي آخر همها ومحط اهتمامها هو المواطن.
لقد ذكر لي عدة مواطنين العديد من الحكايات والقصص عن اهمال السفارة في بيروت للمآسي التي يتعرض لها المواطنون هناك، فالسفير- الحالي ومن سبقه- مشغولون والطواقم عاجزة وغير مقتدره، ومراكزهم يشغلونها للتنفيع والتجارة وخدمة المحاسيب... فلا تلومونا اذا لجأنا للنواب في مجلس الأمة يا وزارة الخارجية.
يا وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.. ارسل يا أبا خالد لسفاراتنا رجال على قدر من المسؤولية يتلمسون مشاكل الكويتيين الحقة ويدافعون عنها.. كفانا عبثا وهدرا للاموال دون مردود ولا طائل، وسخروا أموال الصندوق لمن يحترم الكويت وأهلها... فهل من مجيب يا وزير الخارجية فهناك عدة رسائل وصلتنا من ملاك كويتيون في لبنان.. وللحديث بقية.
تعليقات