عن الحرية وأشكالها تكتب فاطمة الشايجي
زاوية الكتابكتب مايو 21, 2012, 12:36 ص 1530 مشاهدات 0
الشاهد
إهداء إلى الغالية الكويت... الحرية
فاطمة الشايجي
الحرية حق من حقوق الإنسان، لكن موضوع الحرية يطرح تساؤلات كثيرة في ذهن الإنسان وأهمها: ماذا تعني الحرية؟هل هي التحرر من القيود؟ هل هي العمل وفق إرادة؟ هل هي في قول الحقيقة؟ هل هي اختيار بين احتمالات؟ أم اختيار الحدود التي نقف عندها لحفظها؟ ولكل منا إجابة ويصعب الاتفاق على مفهوم واحد لها.
ولكن أجد أن أفضل سؤال يجب أن يطرحه الإنسان لكي يستطيع أن يمارس الحرية هو: ما أشكال الحرية؟ فهناك خلط كثير عند الناس بين الحرية الشخصية وبين أشكال الحرية التالية، وقبل المضي قدما في عرضها يجب أن أوضح مفهوماً في بالغ الأهمية وهو مفهوم الحرية الشخصية، فهو يعني أنك تؤمن بشيء أو ترغب بشيء لم يظهر خارج حدود شخصيتك، أي أنه مكنون بداخلك، ولكن عندما يخرج من مكنون نفسك ويظهر في الخارج ويشاركك فيه مجموعة من الأفراد تنتفي عنه الشخصانية ويصبح إيمانا مشتركا، أو رغبة مشتركة. وبعدها تتشكل فئة في المجتمع يكون من حقها أن تطالب بقانون يقر الحرية التي اتفقت عليها هذه الفئة.وقد يكون الفهم الخطأ للحرية الشخصية هو السبب في تصادم أصحابها مع المجتمع لعدم توافق ردود الأفعال عندما يستهجن أو يستنكر المجتمع لحرية شخص ما في فعل ما معين. والغريب أن التبرير الوحيد الذي يقدمه صاحب فكرة الحرية الشخصية قول يتردد على مسامعنا بكثرة وهو أنها حرية شخصية ليس لكم دخل فيها. لذلك الحرية الشخصية لا تعتبر شكلا من أشكال الحرية.
أما أشكال الحرية فهي: حرية فكر،وعقيدة، ورأي، وتعبير،وعمل ومقوماتها البيئة والتعليم والعادة والدافع والوعي، وعلاقاتها كثيرة فهي مرتبطة بالسلام والسلطة والقوة والمسؤولية والقانون. ونأتي لحرية العقيدة التي تندرج تحتها الديانة، المذهب أنت حر في اعتناق العقيدة التي فطرت عليها أو التي اقتنعت بها في حياتك ... أنت لك حرية التغيير مادمت تشعر أن التغيير من عقيدة إلى أخرى يشعرك بالأمان والاطمئنان. أما حرية الفكر فهي فكرة تراودك في مجال اهتمامك أو نتيجة ميل خاص تعتقد أن انتشارها وتطبيقها يفيد البشرية. وحرية الرأي هي عبارة عن رأيك بالفكرة أو الأفكار التي تطرح أمامك وتكون إما موافقا عليها أو معترضا عليها.
أما حرية التعبير يجب أن نقف عندها كثيرا فهي تعتبر المنهج أو الوسيلة التي تنشر حرية العقيدة والفكر والرأي لذلك يجب أن نراعي الآتي: أننا »جميعنا أحرار« فبما أنك تعتقد بأنك حر إذا يجب أن تؤمن بأن الآخر لديه نفس الاعتقاد، »الاحترام« بما أنك تطالب الآخر أن يحترمك يجب أن تبدأ أنت بالاحترام، »المرونة« بما أنك ترفض أن يفرض عليك رأيا يجب أن لا تستخدم أسلوب الفرض على الآخر، فكرة »الاختلاف« يجب أن تتعمق في تفكيرك فبما أنك اختلفت مع الجماعة في أمر لابد أن تضع في اعتبارك أن الاختلاف قد يأتي من الآخر. يتبقى الاقتناع يجب أن تكون لديك المبادرة في »الاقتناع« في إيجابيات فكر الآخر حال وجودها فهي دعوة منك للآخر للحوار المثمر. وإذا افتقد الآخر للايجابيات عليك إظهار ايجابيات فكرك بشكل مقنع.
تعليقات