(تحديث3) نظراً لتوتر الأوضاع الأمنية
عربي و دوليالإمارات وقطر والبحرين تدعو مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان ، ووزير الخارجية اللبناني : الأمور لا تستدعي ردة فعل قطر والإمارات
مايو 19, 2012, 1:27 م 3002 مشاهدات 0
دعت وزارة الخارجية البحرينية المواطنين البحرينيين إلى عدم السفر إلى جمهورية لبنان الشقيقة في الوقت الحالي حرصاً على أمنهم وسلامتهم، نظراً لما تشهده تلك البلاد من أوضاع أمنية غير مستقرة.
ودعت الوزارة في بيان لها اليوم السبت المواطنين الموجودين في لبنان إلى مغادرته حالا أو الابتعاد عن المناطق غير الآمنة.
وطلبت الوزارة -في حال حدوث أي طارئ- الاتصال بسفارة مملكة البحرين في الأردن.
كما دعا وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور دولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة لاعادة النظر في قراريهما دعوة مواطنيهما لعدم السفر الى لبنان خلال الفترة الراهنة.
جاء ذلك في بيان للوزير اللبناني علق فيه على القرارين القطري والاماراتي اللذين نقلتهما وسائل الاعلام ويدعوان المواطنين القطريين والاماراتيين الى عدم التوجه الى لبنان والموجودين فيه الى مغادرته نظرا للاوضاع الامنية فيه.
واضاف منصور 'نأمل من الاخوة المسؤولين في دولتي قطر والامارات العربية المتحدة اعادة النظر في هذين القرارين لان الاوضاع في لبنان لا تستدعي من المسؤولين في البلدين الشقيقين اتخاذ مثل هذه القرارات لان الاخوة القطريين والاماراتيين شأنهم شأن الاخوة العرب ولهم مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين وان وشائج الاخوة والقربى التي تربط لبنان بهم اكبر من اي حادث عرضي وعابر وهم بالتالي مرحب بهم في لبنان في اي وقت لانهم في نهاية الامر في بلدهم الثاني الذي يحتضنهم مثلما يحتضن مواطنيه'.
فيما تمر عربات مدرعة في الشوارع التي تحمل آثار الأعيرة النارية يعترض لبنانيون طريق جنود أضافوهم الآن الى قائمة أعدائهم: 'يا خونة.'
في مدينة طرابلس بشمال لبنان ربما يكون الجيش قد أوقف الاشتباكات العنيفة التي استمرت ثلاثة ايام وأذكتها الاضطرابات في سوريا المجاورة لكن الغضب لايزال مشتعلا. ويخفي مقاتلون بالشوارع بالكاد غضبهم من الدولة لمنعهم.
وأذكت الانتفاضة السورية المستمرة منذ 14 شهرا والصراعات الطائفية اللبنانية نفسها حدة التوتر في مدينة طرابلس لتندلع الاشتباكات هذا الأسبوع بين السنة الذين يؤيدون الانتفاضة السورية والعلويين الذين يناصرون الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي الى طائفتهم.
وصاح وليد بحار (45 عاما) وهو سني مستنكرا 'لم يعد هذا جيش لبنان إنه الجيش السوري. يجب الا يوقفونا. يجب أن يأتوا الى هنا ويقاتلوا معنا' مشيرا الى ساقه التي غطتها الجروح. وأضاف 'نحن ضد الجيش.'
ويذكر القتال الذي أودى بحياة ثمانية اشخاص وأسفر عن إصابة العشرات في ثالث موجة من الاشتباكات من هذا النوع في العام الحالي بأن الاضطرابات على الجانب الآخر من الحدود يمكن أن تمتد الى لبنان هذه الدولة الصغيرة التي لاتزال تتعافي من الحرب الأهلية التي عاشتها.
ويقع الخط الأمامي للمعركة بين حي البحار وباب التبانة ومنطقة جبل محسن.
ويغلب على سكان باب التبانة السنة على غرار معظم طرابلس. وسكانه من أشد المؤيدين للانتفاضة التي يقودها السنة في سوريا. اما منطقة جبل محسن فيسكنها العلويون الذين يمثلون اقلية وهي نفس الطائفة التي ينتمي لها الأسد.
ينتشر الجنود في الشوارع لهذا فإن الحركة في باب التبانة بطيئة. وينطلق فتيان على دراجات نارية ورجال في سيارات في الشوارع التي تناثرت فيها الأنقاض واشجار النخيل المحترقة.
تدفعهم موجة من إطلاق النيران الى التحرك فيجرون البراميل واكياس الرمل المخبأة في الأزقة ليعدوا مخابيء بسرعة.
وتختفي مركبات الجيش عن الأنظار سريعا لعزوفها فيما يبدو عن استخدام القوة. لكن شبانا يقولون إنه إنذار كاذب. ويعودون الى مواقعهم وكذلك يفعل الجنود.
وليست التوترات في هذه الأجزاء من طرابلس جديدة. وتكررت الاشتباكات بين السنة والعلويين من حين لآخر منذ أرسلت سوريا قوات الى لبنان خلال الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 .
على بعد بضعة كيلومترات من جبل محسن يشير رجل مسن الى ناصية شارع لحقت بها أضرار وقال 'منذ 30 عاما قتل رجل بالرصاص هناك. امس قتل أحد أقاربه في نفس المكان. سنعيش هكذا دائما. سيعيش ابنائي هكذا وكذلك ابنائه. هذا لن ينتهي حتى نجر لبنان كله الى حرب أخرى.'
ويتحدث زعماء محليون يسعون جاهدين لتهدئة طرابلس عن محاولة حل مشاكلها وكأنهم يقطعون اذرع اخطبوط فالمزيد من الصراعات تظهر دائما.
ويوم الثلاثاء بعد ساعات من الاتفاق على هدنة بين زعماء في جبل محسن وباب التبانة امتد العنف الى السوق القديمة بطرابلس.
هناك انتهى عراك بالأيدي الى اشتباكات في الشوارع داهمها عشرات من رجال الأمن الذين دهسوا الخضروات والطلقات الفارغة بأرجلهم وهم يشقون طريقهم بين السكان المذهولين.
وقال رجل فر من دوي إطلاق النيران الى خارج منزله بخفيه وملابسه الداخلية فقط 'في أحيان كان يصفع رجلان أحدهما الآخر دون أن يعني هذا شيئا. الآن يتحول الأمر الى تبادل لإطلاق النيران بين أطراف سياسية.'
وأضاف 'كل هذا بسبب سوريا.'
ويتهم سكان محليون حلفاء سوريا في لبنان بمحاولة تخفيف الضغط عن الأسد من خلال إثارة اضطرابات في طرابلس.
لكنهم يقولون إن جماعات سنية تستغل التعاطف المحلي مع الانتفاضة السورية لإثارة صراع املا في إضعاف الحكومة الحالية المتحالفة مع خصمها الرئيسي حزب الله الشيعي اللبناني.
وقال نبيل رحيم وهو رجل دين سني محلي التقى بزعماء سياسيين لإنهاء التوترات في طرابلس 'في الوقت الحالي الحل صعب. المسألة السورية ليست في ايدينا وكذلك مشاكل لبنان فيما يبدو.'
وأضاف انه بخلاف هذه المشاحنات السياسية هناك قضية ظروف المعيشة. فاهالي طرابلس يعانون فعلا من البطالة والتهميش وهذا سبب آخر في تفجر الوضع هنا.
وهناك ايضا بعض المؤشرات على الاضطراب.
وسيطر اسلاميون على الميدان الرئيسي بطرابلس مطالبين بالإفراج عن رجل يقولون إنه اعتقل ظلما لأنه يعمل لحساب المعارضة السورية.
ووجه الاتهام لشادي المولوي بالعمل لحساب 'جماعة إرهابية' ويواجه محاكمة عسكرية.
بدا الميدان وكأنه محترق بسبب إحراق الإطارات على مدى ايام.
ويلتقي ساسة وزعماء دينيون لإنهاء التوتر ويتهكم عليهم مسؤولون محليون يقولون إنهم هم أنفسهم الذين يذكون الاضطرابات.
وقال صالح عبد اللطيف وهو مسؤول محلي في جبل محسن 'يتركونهم مثل النار تحت الرماد. متى يريدون يستطيعون استثارة الناس.'
غير أن الزعماء المحليين قد يجدون أن بعض الشبان فقدوا الاهتمام بما يقولونه.
وفي حين استؤنفت حركة المرور في أجزاء أخرى من طرابلس ويحاول سكان إعادة الحياة الى طبيعتها في باب التبانة يتجمع رجال لينصتوا الى شاب تلقى كلماته صيحات الترحيب وتقابل بالتصفيق.
وقال الشاب 'لا أحد يهتم لأمرنا. ليست لدينا وظائف او رعاية صحية. لا يوجد شيء هنا... لكن هؤلاء الشيوخ يحاولون أن يأتوا ويخبروننا متى نبدأ ومتى نتوقف.
'لا أحد يمثلنا. نحن نمثل انفسنا.'
ودعت قطر مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان في الوقت الحالي حرصًا على أمنهم وسلامتهم. كما دعت المواطنين القطريين المتواجدين في لبنان حاليًا إلى المغادرة.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لوكالة الأنباء القطرية 'قنا' اليوم إنه نظرًا إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة في الجمهورية اللبنانية وما قد يترتب عليها من تداعيات، فإن وزارة الخارجية تدعو كل المواطنين القطريين إلى عدم السفر إلى لبنان في الوقت الحالي حرصًا على أمنهم وسلامتهم.
كما تدعو الوزارة المواطنين القطريين المتواجدين في لبنان حاليًا إلى المغادرة، وفي حالة ضرورة بقائهم فعليهم الاتصال بسفارة دولة قطر في بيروت لإبلاغهم بالأسماء ومقر الإقامة وكيفية الاتصال.
من جهتها دعت وزارة الخارجية الإماراتية مواطني الدولة إلى عدم السفر للجمهورية اللبنانية الشقيقة في الوقت الحالي نظرا لتوتر الأوضاع الأمنية فيها .
وقال سعادة السفير عيسى عبدالله الكلباني مدير إدارة شؤون المواطنين بالوزارة إن هذا الإجراء يأتي انطلاقاً من حرص دولة الإمارات على سلامة رعايا ومواطنيها.
ودعا الكلباني المواطنين المتواجدين حاليا في لبنان إلى المغادرة وفي حال ضرورة بقائهم في لبنان الاتصال بسفارة الدولة في بيروت على الرقم 009611857000 لمعرفة أماكن أقامتهم ووسيلة الاتصال بهم .
وأكد الكلباني ضرورة التسجيل في خدمة ' تواجدي ' لمواطني الدولة على الموقع الالكتروني للوزارة عند سفرهم إلى الخارج.
تعليقات