ما يعيشه الأشقاء المصريون عرس ديموقراطي حقيقي.. بنظر الخرافي
زاوية الكتابكتب مايو 19, 2012, 1:03 ص 959 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / هتنتخب مين؟
سامي الخرافي
لأول مرة أجد الأشقاء المصريين في الكويت يتفاعلون بجدية مع انتخابات تجري في مصر الشقيقة، والتي ستنطلق فعليا داخل مصر يومي 23 و24 مايو الجاري، حيث مارس الإخوة المغتربون المصريون في دول العالم حقهم في الانتخاب خلال الاسبوع الماضي لاختيار من سيكون رئيسهم القادم.
المصريون في الكويت توافدوا إلى سفارة بلادهم ليدلي كل منهم بصوته، وهو يشعر بالسعادة لأنه لأول مرة يمارس حقه الانتخابي بحرية، ولديه قناعة تامة بأن هذه الانتخابات حرة ونزيهة وأن الشعب سيختار رئيسا لمصر لولاية واحدة أو ولايتين على أبعد تقدير، وقد تأثر بعضهم بالمناظر التي حدثت بين اثنين من مرشحي الرئاسة، وبالبرامج الانتخابية التي يعرضها كل مرشح.
من كان يصدق أن مصر «أم الدنيا» سيحدث فيها ما يحدث الآن، وأنهم سيشاهدون على الهواء مباشرة أي «مناظرات» بين مرشحي الرئاسة، كما يحدث في الانتخابات الرئاسية في الدول المتقدمة، وأن ثورة 25 يناير ستغير كثيرا من قناعات هذا الشعب، الذي سلم بالأمر في فترة من الزمن بأن التغيير في بلدهم صعب المنال، بل إن توريث الحكم أصبح قريبا، وسط ترحيب من المطبلين والمزمرين لنظام الحكم السابق، وشعور باليأس بين الغالبية العظمى منهم.
من كان يصدق أن المصريين سيأتي عليهم يوم يسألون فيه بعضهم بعضا «هتنتخب مين؟» وأن هذا السؤال سيكون الأكثر انتشارا بينهم، بل إذا بادر أحدنا بسؤال أي مصري: «هتنتخب مين؟» فسيجيبك على الفور أنه سينتخب المرشح الفلاني لأنه قال كذا، ووعد بكذا، ولأنه ابن الشارع المصري، أو أنه ابن بلد بجد، أو كان من أوائل المؤيدين للثورة أو المشاركين فيها... إلى آخر ما هنالك من أسباب.
ما يعيشه الأشقاء المصريون هذه الأيام عرس ديموقراطي حقيقي، وما هو مطلوب منهم الآن هو أن يحسنوا الاختيار، ويقبلوا بالنتائج التي ستقررها صناديق الانتخاب أيا كانت، وينهوا حالة الاختلاف، وأن يلتفتوا إلى النهوض بالبلد والاقتصاد وتحسين معيشة المواطن المصري، دون أن ننسى أهمية مصر الكبيرة، ودورها الفعال في إحداث التوازن في منطقة الشرق الأوسط، فقد كانت قوة داعمة للسلام، ولها ثقلها على جميع الصعد كونها من دول الاعتدال في المنطقة.
نبارك لأشقائنا المصريين بهذا العرس، ونذكرهم بقول الله تعالى: «إن خير من استأجرت القوي الأمين»، فاختاروا رئيسا قويا يعيد مصر إلى مكانتها الرائدة ويختار البطانة الصالحة التي تعينه على ذلك، وأمينا على ثرواتها وخيراتها وأبنائها، وبالتالي فإن أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير عليه مسؤوليات كبيرة «الله يعينه»، وستكون أنظار العالم مسلطة عليه، فإما أن يسير بمصر إلى الأمام ويرسم ملامح دولة عصرية جديدة، وهذا ما نتمناه ونريده جميعا، وإما أن «ترجع حليمة إلى عادتها القديمة» فتضيع آمال الأشقاء المصريين، التي ناضلوا كثيرا من أجلها.
نسأل الله تعالى أن يديم الأمن والأمان على بلداننا العربية، وأن يبعد عنها شر الفتنة والاقتتال، وأمنياتنا أن تبقى مصر بأيد أمينة، وأن ندخلها جميعا بسلام آمنين.
آخر المطاف: ما فعله الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي في اللحظات الأخيرة من ولايته لفت الأنظار، واستحق الإعجاب، فقد سارع بعد انتهاء الانتخابات الفرنسية إلى تهنئة الرئيس الجديد وقال لأنصاره «إنه يجب احترام اختيار الشعب الفرنسي له» وتمنى له التوفيق في قيادته لفرنسا، فأتمنى من أبناء مصر الشقيقة أن يحترموا من ستختاره الغالبية منهم أيا كان، ويبدأوا عهدا جديدا لمصر يتسع لكل الأطياف ويحترم كل الآراء.
تعليقات