فواز المطرقة: لهذه الأسباب الاتحاد الخليجي ضرورة!
زاوية الكتابكتب مايو 18, 2012, 1:04 ص 1189 مشاهدات 0
عالم اليوم
رأي الأمة / الاتحاد الخليجي ضرورة وقوة وحماية لنا!!!
فواز ملفي المطرقة
من رحم الضعف تولد القوة، وفي خضم المشكلات تتوارد الحلول، إنه لسان حال المتابعين بشغف للساحة السياسية الخليجية، بعد تأجيل إعلان الاتحاد الخليجي (الكنفدرالية الخليجية) لقمة استثنائية، سوف يتم تحديد موعدها فيما بعد، وذلك لمناقشة موضوع الاتحاد وسبل إعلانه وذلك بدءا باتحاد المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقتين.
إن الاتحاد الخليجي ضرورة ملحة، كما أنها ليس فكرة جديدة على المنطقة الخليجية فقد شهدتها الدولة الإسلامية على مر تاريخها العريق حيث كان الخليفة في العصور الإسلامية المتعاقبة يسير الجيوش من عدة أماكن في الدولة الإسلامية تحت لواء واحد هو لواء الإسلام.
ولنا في الاتحاد القائم بين الإمارات العربية السبعة والمكونة لدولة الإمارات العربية المتحدة المثل والعبرة، حيث تم الاتحاد بين تلك الإمارات في أواخر عام 1971م، وكانت ست إمارات لحقت بهم إمارة رأس الخيمة في بدايات عام 1972م.
كذلك تتكون الولايات المتحدة الأميركية من مجموعة من الولايات، التي تتبنى كل منها سياسة داخلية منفصلة، غير أن لها سياسة خارجية واحدة ونظام دفاعي وأمني واحد اضفى على تلك الدولة القوة.
كذلك تقتضي الظروف العالمية والإقليمية والمحلية قيام هذا الاتحاد، التي تتغير فيها القوى المؤثرة في العالم وتتأرجح فيها بين دول عدة وفي مناطق مختلفة من العالم، ، وان قيام هذا الاتحاد الخليجي وما سوف يندرج تحت مظلته من تحالفات اقتصادية مع القوى العالمية سوف يكون لها شأن كبير في الفترة القادمة على الساحة الاقتصادية الدولية.
أما الضرورة الإقليمية لقيام هذا الاتحاد فتتمثل بدون جدال في ذلك الشيطان المتربص بأهل السنة في العالم، وفي منطقة الخليج العربي بشكل خاص، تلك الدولة التي ترى فينا – أهل السنة والجماعة - خطرا على مخططها الشيطاني، للاستيلاء على مقدرات المنطقة ومقوماتها المادية والبشرية العملاقة التي قد لا تتوافر لمنطقة أخرى في العالم.
فبنظرة سريعة لما يشاهد في المنطقة من السعي لتحقيق هذه المخططات والمؤامرات المدبرة ، نجد ان قيام أحمدي نجاد بزيارة جزر دولة الامارات العربية المتحدة التي تحتلها إيران وهي (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) وإعلان حكومته إنشاء محافظة خليج فارس التي ستضم إليها هذه الجزر إداريا عبارة عن حلقة من حلقات هذا المخطط.
كذلك فإن توجيهها للموالين والعملاء عن طريق قنوات فضائية في بعض دول الخليج لبث الفرقة والفتن الطائفية والدينية داخل دول الخليج ماهو الا جزء من هذه الاطماع .
وما فعلته كذلك في التدخل السافر في مملكة البحرين الشقيقة ودعمها الدائم لأعمال العنف التي عصفت بأمن تلك الدولة واستقرارها ما هو إلا حلقة تلو الحلقة في الصراع الدائر بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي فيما يشبه الحرب الباردة التي طالما سمعنا عنها والتي استمرت سنوات بين الاتحاد السوفيتي السابق، والولايات المتحدة الأمريكية، ولولا وجود الاتحاد الامني لجيوش دول الخليج والمتمثل بدرع الجزيرة العربية ووقوفه ضد تلك الفئة المندسة في البحرين لتطورت تلك الأحداث ووصلت إلى درجة من السوء لم تكن تحمد عقباها، وتقديرا لهذا الدور ولمساندة دول مجلس التعاون الخليجي للبحرين في مشكلتها فقد نقلت وكالة الأنباء السعودية عن ملك البحرين – سمو الشيخ - حمد بن عيسى آل خليفة قوله إن “قيام الاتحاد مشاركة في الركب الحضاري العالمي، واستجابة للمتغيرات والتحديات”.
كما أكد سموه على أن “مواقف دول المجلس تجاه البحرين ومساندتهم لنا نابعة من مشاعر مشتركة وآمال وطموحات متشابهة”.
أما على الصعيد المحلي فهناك العديد من المشكلات التي لا يمكن مواجهتها إلا من خلال هذا الاتحاد فالملف الأمني، وكذلك المسار الاقتصادي، ومنظومة الدفاع الخليجي المشترك، كلها أمور وقضايا تستوجب الإسراع في إقرار هذا الاتحاد والعمل على تفعيله بين دول المجلس كافة وبدون تأخير.ولا يفوتني ان اذكر واسجل الموقف البطولي لابناء دول الخليج العربي والذين ارتوت الرمال بدمائهم باستبسالهم لاجل تحرير الكويت من العدو الغاشم .
وإن قيام هذا الاتحاد وما يعنيه من توحيد للسياسة الأمنية في منطقة الخليج العربي بالكامل من خلال تبني مشروعات وإصدار قوانين أمنية موحدة، وكذلك توحيد السياسات الخارجية تجاه القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، من شأنه أن يحقق لتلك الأمة القوة والوصول إلى المكانة التي تستحقها بين الأمم.
وان مايحدث لاخواننا في سوريا وما يقوم به القزم العلوي واعوانه المدعوم من تلك الدولة لهو خير دليل على وجود هذا الخطر المحيط بنا .
إن من شأن وجود مثل هذا الاتحاد أن تصبح دول مجلس التعاون الخليجي أو الاتحاد الخليجي على الأقل قوة اقتصادية عظمى في العالم حيث تتحكم في أهم مصدر للطاقة في العالم، فقد بلغ الناتج المحلي الاجمالي لدول مجلس التعاون من النفط عام 2011 اكثر من 1.4 تريليون دولار.
كذلك تمتلك دولة الاتحاد نحو 630 مليار دولار من الاحتياطي النقدي الرسمي العالمي، ونحو تريليوني دولار من الاستثمارات الخارجية تشمل موجودات الصناديق السيادية، ناهيك عن امتلاكها لقوى بشرية عظيمة حيث يبلغ عدد سكان دول الاتحاد مجتمعة نحو 27 مليون نسمة من غير المغتربين.
وهي تصدر ما لا يقل عن 15 مليون برميل من النفط يوميا.
فيا قادة دول مجلس التعاون الخليجي انطلقوا على بركة الله مخلصين له النية، صادقي العزم لتكوين هذا الاتحاد متمثلين قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103)، تحقيقا لأعظم أهداف الدين الإسلامي والمتمثل في جمع كلمة الأمة والحفاظ على وحدتها وسلامة كيانها.
حفظ الله الخليج العربي وشعوبه من كل سوء . والله ولي التوفيق،
تعليقات