جفوة .. وراس بو متعب
زاوية الكتابكتب مايو 16, 2012, 4:14 م 1030 مشاهدات 0
عندما كنا نتعارك ونحن صغار اول ما تبدأ به بحثك ن شيء يجعل خصمك يقول أخ.عصاة ، كرسي أو حتى حصى.وفي غمرة تلك المعارك قد يبتليك الله (بنعال) طائشه تفسد عليك إنقضاضك ولكنك لن تتوقف عند تلك النعال لتلعنها،بل ستبحث عن اليد التي القت بها عليك.
كثر الكلام عن دور أبناءالأسرة في الصراعات السياسية ووقوفهم مع طرف دون أخر.ولو كان الوقوف بالعلن أو على الأقل برأي وجيه وموقف سديد فلا بأس بل هذا من حقهم كمشاريع حكام.ولكن أن يكونوا قاذفوا (نعل) فهذا ما لا نرتضيه لهم ولا لأنفسنا فيفترض بهم أن يكونوا صمام أمان لا طرف نزاع.
لم هان أبناء الأسرة على الناس فأصبح الطعن بأحد منهم أهون بكثير من الطعن بغيرهم ؟! لماذا أصبح قرب أو ملازمة شيخ وصمة عار يتبرأ منها السياسي؟! لماذا العمل إن كان فيه شيخ فهو متهم إلى أن تثبت براءته؟! لماذا أصبح الشيخ الوزير يحتاج إلى صك براءة من رموز سياسية كي يحسن الناس فيه الظن. وإن سامه رمز ما بسوء فلا براءة له ولو أقسم بأغلظ الأيمان وهو متعلق بأستار الكعبة ؟!لماذا تغني كلمة النائب عن أي دليل والشيخ يحتاج لمن يشهد له؟! لماذا هذه الجفوة بين الناس وبين الأسرة.ولماذا تزداد الهوة يوما بعد يوم ؟! لماذا أصبح الكثير من النواب (رموزا) هي أقرب وأصدق عند الناس من الكثير من أبناء الأسرة؟!
في غمرة صراع أبناء الأسرة على الكراسي من أجل طموحهم السياسي.كانت تلك (الرموز) تصارع من أجل الناس ومصالحها.أبناء الأسرة حملوا همومهم والرموز حملت هموم الناس. ابناء الأسرة خاطبوا الناس من وراء صحف يملكون معظمها وتلفاز يتحدث عن رأيهم بالوكالة أما الرموز تنزل للناس تخاطبهم في مجالسهم ومنتدياتهم، أبناء الأسرة يخوضون صراعاتهم ببيادق شطرنج نيابة عنهم والرموز شرعت صدورها دفاعا عن حق الناس. ناهيك عن الإنتهاكات المالية خلال العقدين الماضيين فقط. فهل يلام الناس أن كانوا للرموز أقرب ولهم أسمع وعن أبناء الأسرة أبعد؟!
كنت في يوم أتناول العشاء أنا وصديق لي في أحد مطاعم دولة أوروبية. وبجانبنا طاولة عليها شابان سعوديان. فلما فرغوا من طعامهم بدأت معركة من سيدفع الفاتورة. فقال الذي ربح المعركة (وراس بو متعب ما تدفع شيء). ذاك الشاب لم يقسم برأس ملكه وملكنا، ملك المملكة العربية السعودية (عبدالله بن عبدالعزيز) أدامه الله بصحة وعافية إلا لأنه يرى أنه يقسم بعزيز (وإن أخطأ بقسمه - من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت - كما قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام).بو متعب أحس بهموم الناس وبشكوى قلوبهم ،فكانت قلوبهم له سكناً.
فالشيخة ليست (بشت) ملقى على أكتاف الإسم ليزينه.بل هي مسؤولية أنتم محاسبون عليها.عودوا للناس ولهمومهم كي يعودوا إليكم.وأول طريق للإصلاح كف (نعلكم) و(جهالكم) عن الناس.ترى قدركم أكبر ونحن نستحق أكثر.
جاسم فيصل القضيبي
تعليقات