هل بالإمكان أن نأخذ إجازة شهر بدون التحدث عن السياسة؟.. صنيدح متسائلاً
زاوية الكتابكتب مايو 16, 2012, 12:59 ص 525 مشاهدات 0
الوطن
فيض المشاعر / شهر بدون سياسة
مبارك صنيدح
إذا كان دافنشي استغرق اربع سنوات في رسم لوحته الاسطورية (موناليزا) فلوحتنا السياسية الدستورية استغرقنا نصف قرن في رسمها وهي اليوم باهتة من غير الوان زاهية ولا أبعاد او خطوط تنطق بمعانيها، ومن اي زاوية نظرت اليها تعكس اليك نظرة الحزن والقهر على الواقع السياسي وتداعياته المستمرة..مما جعلني أتذكر مقولة الشيخ سعيد النورسي رحمه الله (اعوذ بالله من الشيطان ومن السياسة)..واستفزني سؤال جريء… هل بالامكان أن ناخذ إجازة لمدة شهر لنتحدث فيها عن السياسة يتوقف فيها النواب عن التصريح وعن التهديد والوعيد ويضعون سيوفهم في اغمادها ويعملون بدون ضجيج اعلامي وصخب سياسي..والكتاب يأخذون اقلامهم جولة حول الاتحاد الخليجي وبشار النعجة وانتخابات الرئاسة المصرية..والمغردون يغلقون (الآيفون وجلاكسي) ويعودون الى (نوكيا) وحكومتنا الرشيدة تعمل بصمت وبدون اثارة مشاكل او انبطاح سياسي..والاعلام يسلط الضوء على مرافق الدولة وخدماتها ويبتعد عن مانشيتات الاثارة السياسية..والديوانية تترك احاديث السياسة وتعود الى ميراثها ويتعلم الصغار من تجارب الكبار..وفي نهاية مطاف يومك تضع راسك على مخدة من ريش النعام وتنام قرير العين بدون منغصات سياسية ولا تهديد بنتف ريش اوتطشير مخ اوتعليق وزير على منصة استجواب.
مجرد اماني ودفتر يومياتنا يسجل المعاناة اليومية التي نتعايش معها مجبرين في حديث الشأن السياسي وانتقلنا معها لاشعوريا الى منطقة اللاوعي في حالة هستيرية من الضجيج والصخب والعراك السياسي والخصام النكد..والعواصف الهوجاء المشحونة بالكراهية والتي تزمجر بداخلنا أغرقتنا في خصومات وعداوات ورسم حدود سياسية لكل منا ممنوع الاقتراب منها..واللغة الوحيدة المشتركة هي الاتهام المتبادل والطعن في الاشخاص وكراماتهم بتهم ترمى جزافا بدون دليل وللاسف الشديد ان الاخيار لهم نصيب من الاثم السياسي واصابهم شرر من نافخ الكير..وجحافل التويتر خيولها تثير النقع وسهامها تطيش بكل اتجاه دون وازع من ضمير او رادع من قانون وليس هناك خطوط حمراء يتوقفون عندها.
شهر إجازة فقط ننعم فيها براحة البال ومن القيل والقال وكثرة السؤال وهرج السياسة ومرجها..دعوة تحتاج للتفكير.
تعليقات