تأجل الاتحاد وبقي المزاج الخليجي الوحدوي

عربي و دولي

3584 مشاهدات 0


تأجل صدور بيان إعلان النوايا في شأن الاتحاد بين دول مجلس التعاون .بسبب الحرص على تلافي اخطاء قد تقوض بنيانه كما حدث لمشاريع وحدة اخرى مما استدعي ضرورة بحث 'تفاصيل التفاصيل'  حيث أمر القادة باستمرار عمل اللجان ومناقشة مشروع الاتحاد الخليجي في قمة استثنائية لاحقا. كما قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل . حيث نتمنى حقا ان لانكون قد خرجنا من هياكل مجلس التعاون السابقة وترحيل البنود من قمة الى اخرى لندخل في نفق دراسة التفاصيل وتفاصيل التفاصيل .

لكن ماهو جدير بالملاحظة أن سعود الفيصل لم ينتهي  مع أمين مجلس التعاون  الدكتور عبداللطيف الزياني من مؤتمرهم الصحفي حتى شرع مناوئي الوحدة الخليجية في شن الانتقادات وإطلاق صيحات التشفي من الخليجيين الذين لم يعلنوا الوحدة كما كان متوقعا وكان من تفسيراتهم :

 1-تأخر إعلان الوحدة يعود لضغوط  الرفض الشعبية من داخل دول المجلس .

2- أخذ  قادة المجلس مأخذ الجد الموقف الايراني الحازم من قضية سلب البحرين سيادته وذوبانه في الوحدة.

3- انكشاف حقيقة عدم وجود خطر يستدعي الوحدة،وان مجلس التعاون هو الصيغة القصوى المقبولة للعمل الخليجي .

لم تعلن الوحدة الخليجية لا بشكل جماعي ولا بين دولتين أو ثلاث في القمة التشاورية 14، لكنها ما زالت عالقة في هواء دول المجلس، لكونها مطلب شعبي قبل ان يكون قراررسمي،فالوحدة في حد ذاتها استكمال لمسيرة الاصلاح السياسي الخليجي على مستوى اقليمي. وإذا كان للربيع العربي اشكال عدة في العواصم المجاورة فالوحدة الخليجية هي لون زهوره على ضفاف الخليج. كما إن تأصلها وقابلية تحققها ترجع الى أن نواة الوحدة تقبع  في ثنايا النظام الاساسي لمجلس التعاون،حيث تقول الفقرة الرابعة عن أهداف المجلس : تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول في جميع الميادين وصولا الى وحدتها.

لقد تشكل مزاج خليجي وحدوي كان من مؤشراته العفوية الموقف الخليجي الشعبي والرسمي  من التدخل الايراني في مملكة  البحرين  الشقيقة،كما كان من مؤشراته الغضب الخليجي بسبب زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى وقوله بايرانيتها وبفارسية الخليج ثم بجعلها عاصمة إدارية لما حولها ونشر قواته فيها.

إن التحدي الكبير هو تفهم الشارع الخليجي  لما وصل اليه قادة المجلس في القمة 14 في الرياض، وتقدير الاراء التي ترى ضرورة إيجاد آليات  محكمة لتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي والامني ليخدم  دول  الخليج الأصغر والأفقر قبل الاغنى والاكبر. فالتكتلات الكبيرة محكمة التكوين هي القادرة على فرض مصالحها وتوجهاتها. ولنا ان نتصور كتلة اقتصادية الناتج الإجمالي لدولها يبلغ 1.4 تريليون دولار، وهو مايوازي نصف الإنتاج القومي العربي.

سيعود قادة مجلس التعاون في قمة تشاورية قريبة كما قال الامير سعود الفيصل ، وكما نتوقع ستقر الوحدة الخليجية لعدم زوال الاسباب التي دفعت لطرحها في الاصل وهي :

1-     تبدد الوهم بالامن الاستراتيجي تحت مظلة أتفاقيات التعاون مع الغرب ،حيث مزق هذا الوهم التدخل الايراني السافر في شئون المجلس في البحرين والكويت والامارات،رافق ذلك أرتباك موقف بعض دول الغرب أمام مفجرات الصراع لقصور مشين في نظرتهم و فهمهم لما جرى في البحرين .

2- الامن الجماعي الخليجي هو صمام الامان،والاتحاد هو الهيكل الامثل والاسلس للتكامل العسكري، حتى لايصبح دخول قوات درع الجزيرة لبلد خليجي تدخل اجنبي كما سوق مناوئ التعاون الخليجي .

3-  لازلنا نتحاشى السقوط في ثقب سود 'Black Hole' تشكل بفعل الانسحاب الاميركي  العجول من العراق ،وعدم الاستقرار في سوريا واليمن .

4-     عدم جدوى التعامل الخليجي الفردي مع الازمات والقضايا الدولية العابرة للحدود .

5-     كهيكل أستنفذ اغراضة لم يعد  لمجلس التعاون قبل بمواجهة استحقاقات اقليمية معقدة تتطلب جبهة أكبر مساحة وأوضح اشتراطات في تعاقداتها مع بعضها البعض .

 للخليجيين أرث في أقامة اشكال  من الوحدة بينهم،و لم يفشلوا مرة واحدة في إقامتها كلما اجبرتهم الظروف على ذلك .  فقد نجحت وحدة تكوين المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز في 23 سبتمبر 1932، ، وقامت دولة الامارات العربية المتحدة   2 ديسمبر سنة 1971 كما قام مجلس التعاون في  25 مايو 1981م .قد يكون من المبكر إستقراء أبعاد ودلالات تأجيل الاتحاد الخليجي،أو موعد قيامه  لكن  المؤكد  إن المزاج الوحدوي الخليجي لازالت تعبق به خطب صلاة الجمعة وتغريدات الشباب على تويتر.

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك