دول الخليج العربي .. القوة القادمة ..بقلم د. عبدالعزيز بن علي المقوشي

الاقتصاد الآن

607 مشاهدات 0


هناك فرق يدركه العارفون ببواطن الأمور بين التعاون والاتحاد، ذلك أنّ التعاون قد لا يعني وحدة الكلمة ووحدة الصف لكن الاتحاد يشير بوضوح إلى أنّ الكل شيء واحد توجهاً وقراراً وموقفاً سياسياً وقوة.. وهنا مربط الفرس حيث انّ الدعوة الكريمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تؤكد على أهمية التحول الجاد من التعاون إلى الاتحاد وتحمل بين طياتها بعد النظر ووضوح الرؤية من حيث أهمية أن تكون دول الخليج العربية قوة واحدة ذات رأي جماعي مستقر وذات توجهات سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية وتنموية واحدة.

والعارفون ببواطن الأمور أيضاً يعلمون حق المعرفة أنّ الاقتصاد هو الذي يهندس خارطة العالم، وأنّ الاقتصاد هو الذي يصنع السياسة، ذلك أنّ العصر الحالي الذي نعيشه عصر طغت فيه المسألة الاقتصادية على كافة شؤون الحياة في معترك السياسة والتعاملات الدولية. وحيث انّ دول الخليج العربية تمتلك كافة العناصر التي تجعل منها قوة يكون لها أثرها البارز في القرار الاقتصادي والسياسي العالمي مثل امتلاكها النسبة الأكبر في تغذية الاقتصاد العالمي من خلال الثروات النفطية والمعدنية، وكذلك موقعها الإستراتيجي الذي يربط بين قارات العالم ويتمركز على عدد من بحاره وخلجانه ومضائقه الحيوية، والتقارب الاجتماعي من حيث الدين واللغة، فإنّ هذه العناصر مجتمعة تجعل التوجه الوحدوي يكون فرض عين كما يقول الفقهاء.. وهو فرض شعبي وقرار قيادي ونهج دولي جربته الدول الأوروبية في اتحادها فزادت قوة إلى قوتها، وهو ما نتطلع إليه في قادم الأيام بحول الله.

أعتقد جازماً أنّ اتحاداً خليجياً قادماً سيكتب له بحول الله كثير من العزة وكثير من النجاح، وسيحقق رفاهاً إيجابياً مجتمعياً تستمتع به مجتمعاتنا الخليجية.. ودمتم.

الآن:الرياض

تعليقات

اكتب تعليقك