ما دام بيننا أكثر من مسطول فتخلفنا سيطول!..هكذا يعتقد جعفر رجب

زاوية الكتاب

كتب 1105 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  أساطيلهم ومساطيلنا

جعفر رجب

 

الأسرع هو سرعة الضوء، الا في بلادنا الأسرع هو سرعة الظلام، ها نحن نركب ناقة عرجاء، تسير بنا نحو خرائبنا، وخرائبنا في نظرنا عروش مذهبة، ماض جميل، ومستقبل زاهر، وحاضر مليء بالفخار والعزة والمجد والسؤدد!
نسير نحو الظلام، لانه لا توجد امة تعبث بتاريخها مثلنا، ولا امة تنبش في خرائبها مثلنا، ولا امة تستحضر كل حروب العرب والعجم، المماليك والصعاليك، الخوارج والقرامطة، الشوافع والاحناف، الشيعة والسنة مثلنا...!
في القيلولة نتعاطى «قات» صنع من اوراق كتب التاريخ، لننسى حاضرنا، مخدرين نعيش أوهام الفرسان والفتوحات، وننتظر في آخر النهار ان يعود التاريخ ذليلا زاحفا عند اقدامنا!
شعوب الكون، تتعلم من ماضيها، ونحن نرسب في ماضينا، نعيش وسط خرائبه، نريد ان ننظف انفسنا في مستنقعاته، نموت فيها ومن اجلها، وكم من مسكين ذهب الى ربه بسبب فتاوى الغربان، يحمل في رقبته عشرات القتلى، ومئات الايتام والثكالى، كل هذا من اجل ان ينتقم ممن يعتقد أنهم اعداء الله! 
الاساطيل الاجنبية تتهادى قرب شواطئنا، والمساطيل يحذروننا من بعضنا البعض، يريدون منك ان تلبس حزاما ناسفا وتفجر حتى سابع جار، فقط لانه يخالفك المذهب، معتبرين المخالف خلايا نائمة، وورما سرطانيا، ومتآمرا ضد التوحيد، يجب الحذر منه، فهو رجس من عمل الشيطان!
بعضهم يخطب في الناس: «يا قوم، كل مخالف مذهبيا اخطر من الاعداء، ثم يفلسفها ويقول: نعم نحن نعرف اعداءنا اليهود والنصارى، ولكن لا نعرف اعداءنا من الذين يتخفون بالدين، ويتلبسون لباس المسلمين»... ويحرك الاتباع رؤوسهم كخراف العيد!
كل حروب الدنيا تقام في بلادنا، وكل نزاعات العالم في ديارنا، والتي اصبحت حلبة مصارعة دولية، تقام فيها الحروب وندفع ثمنها اموالنا ودماءنا، ومع ذلك مازلنا نفكر في نتائج حرب صفين، وتداعيات الجمل... وليس مهما كم قتل في اسرائيل، افغانستان، والعراق، وليبيا... على يد طيارات بلا طيارين، وقنابل ذكية، ما دامت لدينا عقول غبية مازالت تحسب عدد القتلى في حرب داحس والغبراء!
أبشروا، ما دام بيننا أكثر من مسطول، فتخلفنا سيطول!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك