عن ديموقراطية العُقل والأحذية يكتب الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 822 مشاهدات 0


القبس

أهان نواب الأمة ومن انتخبهم.. ولا يزال يتمختر مع البراك وأمام السعدون

عبد اللطيف الدعيج

 

عندما اعلن الشيخ طلال فهد الأحمد انه «سيلسب» اللواء فيصل الجزاف ـــ على ما اعتقد ـــ ثارت ثائرة كثيرين، خصوصا جماعة «الشعبي» والمعارضة الجديدة. باعتبار هذا عودة الى عصر «الطق» والحكم بلا ادلة او قضاء، علما بان المغزى في تصريح الشيخ طلال كان واضحا فهو ربط التلسيب بالقضاء. بالعربي قال راح «ألسبه» قضائيا، في اشارة الى الحكم القضائي الذي انتصر له، وليس الى الخيزرانة او السوط كما اتهم. لكن طبعا طلال الفهد «شيخ»، والشيوخ ليس لديهم غفارية عند البعض.

قائد «الشعبي» ومنظر جماعة المقاطعة الجديد، السيد عباس الشعبي، نقل عنه يوم امس قوله انه «لم يُلسب الجويهل بس.. لكنه لسب الثمانية آلاف مواطن الذين انتخبوه»! يعترف بانه تعدى على عضو مجلس الامة الحالي، ويهين كالحيوانات ثمانية آلاف مواطن من ناخبي الدائرة الثالثة، ومع هذا يبقى بطلا في نظر الكثيرين من مؤيدي نواب المعارضة والمعجبين بالرموز والضمائر من جماعة القطيع العربي. هذا ليس مهما كثيرا عندنا، رغم ان خطر السيد عباس الشعبي قد يمتد في القادم من ايام، ليصل الى اي نائب يعترض على سياسات الاغلبية او اي مواطن تسول له نفسه استحسان او تشجيع اداء نواب الاقلية. وليس مهما ايضا ان يغض النظر مكتب المجلس عن «جرائم» السيد عباس، لانه يبدو من تصريحاته واستئساده انه هو من يسيّرهم، وهو المنظّر والمخطّط لجماعة المقاطعة باكملهم. لذلك سيكون صعبا وغير منطقي الطلب من مكتب مجلس الامة ممارسة دوره ومعاقبة عباس الشعبي على تعديه على نائب في المجلس وعلى تهديده العلني للبقية.

لكن ما يعنينا هنا، طالما ان السيد الشعبي هو المنظّر والمخطّط للمعارضة الجديدة، هي السياسات القادمة لجماعة المعارضة والاوضاع السياسية التي سنعيشها في ما لو سمح الله وقدر لهم ان يغيروا نظام البلد، ويعينوا الشعبي او من ايده رئيساً لحكومة الكويت! ما يعنينا هو البحث والتساؤل عن طبيعة الحرية التي منانا بها جماعة القطيع العربي، والديموقراطية التي وحدونا من اجلها. هل هي ديموقراطية العُقل والاحذية التي رموا بها كل من عارضهم، ام هي ديموقراطية الاقصاء والعزل التي مارسوها ويمارسونها ضد الغير وضد اقلية مجلس الامة بالذات؟

سؤالنا هذا ليس موجها لهم. فنحن على يقين مليون في المائة انهم اعجز من ان يجيبوا، تماما كما عجزوا عن الاجابة عن سبب صمتهم و«تخادنهم» مع السيد عباس الشعبي، رغم انهم طبقوا اللائحة ويبحثون عن مزيد ضد السيد الجويهل.. ولكن سؤالنا الى ربعنا ممن ايدوهم وربما لا يزالون، متى ستدينونهم كما ايدتموهم؟.. ومتى ستعتذرون لقواعدكم وللشعب الكويتي عن ذلك التأييد؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك