محطات الوقود بالسعودية تهدد المياه الجوفية بالتسمم
الاقتصاد الآنمايو 14, 2012, 3:05 م 718 مشاهدات 0
نبّه باحثون إلى خطر 25 في المائة من محطات الوقود في السعودية، التي قد تلوّث مخزوناتها المياه الجوفية نتيجة التسرُّبات، مؤكدين أن نحو 3500 محطة من بين 14 ألف محطة في البلاد تمّ بناؤها على أيدي مقاولين غير متخصّصين.
وأكدوا أن تلك المحطات لا تحتوي على مصائد للزيوت والشحوم، ولم يُجْرَ لها تقييمٌ بيئي قبل إنشائها، ما يمثل أضراراً جسيمة على صحة المواطنين والعاملين والبيئة المحيطة بها.
وقال كلٌّ من الباحثين بسام الطوابيني من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعلي القحطاني من إدارة الدفاع المدني: إن عديداً من محطات بيع الوقود في المملكة أقيمت منذ مدة طويلة وبشكل عشوائي دون مراعاة لكثير من الأمور التصميمية والتنظيمية ودون إشراف أو مراقبة لأداء هذه المحطات.
وأوضحا في دراسة نشرتها صحيفة الاقتصادية أنه من المحتمل أن يكون كثير من خزانات الوقود الأرضية التابعة لبعض هذه المحطات قد تجاوزت أعمارها الافتراضية، ولم يتم استبدالها من قِبل أصحابها منذ تاريخ إنشائها، ما يجعلها تتسبّب في تلويث المياه الجوفية والتربة نتيجة تسربات الوقود من الخزانات الأرضية القديمة، إلى جانب تراكم المخلفات الصلبة والسائلة كالزيوت والشحوم وتصاعد الأبخرة الضارة المتطايرة من الوقود.
وذكر الباحثان في دراسة حملت عنوان (التلوث البيئي الناتج عن محطات بيع الوقود في مدينة الدمام)، أن أكثر من 30 في المئة من محطات الدمام تم إنشاؤها قبل 19 عاماً، وأن الغالبية العظمى من المحطات القديمة لم تخضع لعمليات تحديث أو استبدال للخزانات الأرضية، ما يشير إلى احتمال حدوث مشكلة التسرب نظراً لتجاوز هذه الخزانات عمرها الافتراضي.
من جهتها، كشفت الباحثة السعودية دينا إبراهيم موصلي، عن خطورة وقود السيارات على العاملين في محطات الوقود ومرتاديها ومن يسكن حولها، وما تؤدي إليه المادة البديلة لمادة الرصاص من تسمم وتليف رئوي.
وتوصلت الباحثة في دراستها لنيل درجة الماجستير من كلية العلوم في جامعة الملك عبد العزيز بعنوان 'دراسات نسيجية وتركيبية دقيقة على التغيرات المستحدثة في كبد ورئة ذكور الفئران بوقود السيارات'، إلى توصيات طالبت بتنفيذها لحماية المجتمع من مخاطر مادة MTBE المؤكسدة، منها: إنشاء محطات البنزين في مناطق غير مأهولة بالسكان، وعدم السماح بوجود أماكن لبيع المأكولات والمشروبات، التي تتمثل عادة في المشروبات والمأكولات السريعة والخفيفة بجانب محطات التعبئة، وذلك لتطاير الهيدروكربون بشكل سريع، الذي يؤدي بدوره إلى تلوث الغذاء المبتلع بالوقود بطريقة غير مباشرة، إصدار قرار باعتماد نظام التعبئة الذاتية الذي يعتبر أقل ضرراً من التعرض اليومي لاستنشاق الوقود، والتوعية الصحية للعاملين في محطات تعبئة الوقود بمخاطره وتأثيراته السامة في أعضاء الجسم استنشاقاً وملامسة.
تعليقات