الإرادة السياسية وراء ضعف التجارة بين العرب
الاقتصاد الآنمايو 12, 2012, 1:56 م 444 مشاهدات 0
كشف الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء السابق أن التجارة بين الدول العربية ضعيفة، ولا تتلاءم وقدراتها وإمكانياتها، ولذا أول وسيلة يجب البدء بها على الفور هى النقل البحرى لأنه مفتوح حتى فى ظل الموانئ الحالية، سواء الممتازة منها أو ذات المستوى المقبول.
وأوضح شرف العائد من العاصمة اللبنانية بيروت بعد حضوره 'مؤتمر الربط البحري بين الدول العربية' أنه باعتباره متخصصا فى الطرق، أستطيع التأكيد أنه لا بد من العمل وخلق المصالح المشتركة بين الدول العربية عن طريق التواصل والنقل، خاصة النقل البحرى، ولدينا الدراسات العديدة فى هذا المجال، ولا ينقصها سوى النية الخالصة لتفعيل العمل العربي العربى.
وحول غياب الإرادة السياسية فى توحد الدول العربية بالمقارنة بالاتحاد الأوروبى، أشار شرف إلى أنه تحدث عن هذا الموضوع أمام قمة اقتصادية عربية سابقة، وأكد أننا يجب ألا ننتظر الإرادة السياسية العليا لتحقيق التكامل العربى، وأنه يمكن تحقيق المصالح المشتركة من خلال الجمعيات الأهلية والقطاع الخاص، وهذا يفرض نفسه على القرار السياسى.
وأضاف إذا عدنا إلى الاتحاد الأوروبى فقد بدأ بست دول، والآن ارتفع إلى 27 دولة، وازداد التواصل بينهما فى مختلف القطاعات، وهذا فرض نفسه على القطاع السياسى، ولذا فزيادة العمل الأهلى والقطاع الخاص، ووضع خطط حقيقة وخلق المصالح المشتركة سيفرض نفسه على الإرادة السياسية فى الدول العربية، لأننا نعلم أن الإرادة السياسية تكون مشغولة بأشياء أخرى.
وبالنسبة للتحديات التى تواجه الربط البحرى، قال إن أهم شىء ليس التمويل أو القدرات الفنية، ولكن أى نظام نقل له شقان، الأول الشق الصلب والثانى الإجراءات، وأننا اقترحنا تكوين شركات قابضة عملاقة لا تخضع لأى تدخل لإرادة الدول العربية، وتقوم الشركات بوضع الخطط وتستجيب الحكومات لهذه الخطط.
فيما أكد وزير النقل د. جلال السعيد العائد أيضا من حضور المؤتمر، أن مصر تشهد نقلة كبيرة في مجال تطوير الموانئ محليا ودوليا خدمة للمشروع العربي للربط البحري ضمن خطة تطوير كبيرة لإعادة تأهيل الموانئ المصرية أسوة بما تم في ميناء شرق بورسعيد الذي يعد ثاني أكبر ميناء في المنطقة، وجار العمل ليكون الأول، وأن تواصل أعمال التطوير في الموانئ العربية سيكون له الأثر الكبير على عملية التواصل العربي وخدمة الشعوب العربية.
ولفت وزير النقل الى أن الدول العربية حباها الله بموقع متميز وتطل على بحار عديدة ولكنها لم تستفد من هذا الموقع بشكل كبير من أجل تعظيم حركة التجارة البينية بين الدول العربية، وكذلك بين العرب والعالم وحث الدول على الاستفادة القصوى من الموقع الفريد للموقع العربى محليا ودوليا، مشيرًا إلى وجود بعض التحديات التي تواجه الربط البحري العربي مثل حجم الأساطيل العربية ومسألة تطوير الموانئ وقضية التواصل العربي والمؤسسي في مجال النقل البحري.
فيما أشار د.إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية البحرية إلى التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم وتكوين التكتلات الكبيرة في سوق تنافسية، مما يفرض على الأنظمة العربية تكتلا اقتصاديا للتعامل مع هذه الاقتصادات.
واستغرب وجود عوائق أمام تعزيز التجارة البينية نظرا للارتفاع الشديد لتكلفة النقل واللوجستيات وإهمالها للنقل البحري كإحدى وسائل النقل ذات التكلفة المنخفضة نسبيا حيث إن التجارة العربية المنقولة بحرا لا تزيد على 10% والباقي ينقل برا بتكاليف أكثر ارتفاعا إضافة إلى غياب التكامل بين وسائط النقل المتعددة وعدم إعمال المفاهيم العلمية لإدارة اللوجستيات.
وقال إن جميع الدول العربية تطل على منافذ بحرية تجعلها مؤهلة لعمل مشروع طموح للعمل البحري كنواة ومطلب سابق لتحقيق طفرة في منظومة النقل متعدد الوسائط وبناء نظام لوجستي عربي متكامل، والذي يعد الأساس لتنمية التجارة وتأكيد على دور الاتحاد العربي لغرفة الملاحة في الربط البحرى بين الدول العربية.
تعليقات