صيف ساخن بأسواق النفط العالمية

الاقتصاد الآن

إحتياجات دول الخليج ومقاطعة إيران تشعلان الأسعار

1854 مشاهدات 0


صيف هذا العام سيكون حارا ودرجة حرارة أسعار النفط الخام سترتفع عالميا وبالرغم من المحاولات العديدة المستمرة من كبرى منتجي النفط في منظمة ' أوبك ' من تهدئة اسعار النفط وان تكون في نطاق  100 دولار للبرميل . هذه المحاولات ستفشل وهي نفسها ستكون المسببة في ارتفاع الأسعار .
والدول النفطية الخليجية هي التي ستكون مسؤولة في رفع اسعار النفط في خلال فترة الصيف وذلك بسبب زيادة احتياجاتها المحلية من النفط والمنتجات النفطية والغاز. هذا و ان لم تبدأ نفس هذه الدول مثل السعودية والعراق والإمارات و ايران من زيادة استيرادها من المنتجات النفطية لتلبية الطلب المحلي المتزايد من الكهرباء و الماء من مختلف دول العالم.
ولنكن أكثر دقة فإن المملكة العربيةالسعودية ستحتاج الى حوالي 3 ملايين برميل من النفط لتلبية الطاقة المحلية اي مايعادل حوالي 30% من طاقاتها الإنتاجية من النفط الخام والعراق بحاجة الى استيراد جميع المشتقات النفطية من وقود البنزين والديزل والفيول أويل مما يعادل تقريبا 900 الف برميل من النفط  وتستهلك الإمارات المتحدة حوالي 700 الف برميل  وايران مايعادل  تقريبا 2  مليون برميل . مما يعني ان اجمالي استهلاك هذه الدول من النفط الخام سيكون مابين 5 الى 6 مليون برميل في اليوم في  خلال ذروة الصيف مما سينعكس هذا على كميات التصدير الخارجي من النفط الى العالم والتي ستكون في حدود 30% من اجمالي انتاج الدول النفطية الخليجية. وهذه المعدلات في تزايد مستمر نتيجة لنمو زيادة  معدلات الاستهلاك من الكهرباء والماء و من وقود السيارات نتيجة لرخص اسعار المحروقات في هذه الدول ومن دون استثناء مما يسيزيد الضغط على حكومات هذه الدول من بناء مصافي جديدة وزيادة الدعم الحكومي على المحروقات ومن دون عائد مالي حقيقي على الدولة .
وهذا مما لا شك فيه سيؤثر حتما على كميات التصدير الخارجي ومن ثم تواصل إرتفاعات في اسعار النفط الى مافوق ال100 دولار حتما ولن تؤدي الى تهدئة اسعار النفط  بل العكس وخاصة وان شهر رمضان المبارك سيكون في عز الصيف ومن زيادة في  نمط الاستهلاك من المحروقات في جميع الدول الاسلامية ومن ثم زيادة في سعر المشتقات النفطية بدون شك.
الدول النفطية الخليجية ستكون المسبب الأكبر في إرتفاع أسعار النفط خلال فترات الصيف هذا بالإضافة الى المقاطعة الكاملة على النفط الايراني، من نهاية شهر يونيو القادم، مما سيزيد  من وتيرة المضاربات اليومية على اسعار النفط . وقد تقود أسعار المشتقات النفطية الى رفع أسعار النفط الخام وسيؤدي الى عدم التوازن في الأسواق النفطية الرئيسية في سنغافورة والخليج العربي ومنطقة حوض الشرق الأوسط . 
طبعا منظمة ' اوبك' مازالت تضخ اكبر الكميات من النفط الخام في الأسواق حاليا وبمعدل 32 مليون برميل وبزيادة 2 مليون برميل عن سقف الانتاج الرسمي والذي أعلن عنه في العام الماضي، الا ان الكل ينتج بكامل طاقته من النفط و ويحاول ان  يسد اي عجز في الإمدادات نتيجة للمقاطعة الاوروبية على النفط الايراني وان تزيد من حصتها في الاسواق الآسيوية ايضا نتيجة لخفض اعتماد الدول الآسيوية على ايران، مثل اليابان وكوريا والصين والهند وبقية الدول  الآسيوية .
صيف هذا العام سيكون مقلقا للدول النفطية نتيجة لعوامل كثيرة وأهمها المقاطعة العالمية على النفط الايراني وكيفية تعامل الدول المنتجة للكبري للنفط، وهل تستطيع  الدول النفطية الخليجية العربية من أن تملأ الفراغ النفطي الايراني وهي نفسها بحاجة كبيرة في نفس الوقت من المشتقات النفطية وذلك من خلال تشغيل المصافي بكامل طاقات الإنتاجية وفي نفس الوقت من زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط الخام وهما عاملان مهمان في كيفية التعامل في سد النقص النفطي مما يؤثر على معدلات اسعار النفط .
هذا هو التحدي الحقيقي للنفط ومن جميع نواحيه . الأمر مقلق والصيف يطرق ابوابنا بسرعة وبحرارة شديدة. و الكل يترقب. فهل نستطيع من نحقق المعادلة المطلوبة بتخفيض أسعار النفط في ساعات الذروة. وهل سنتجاوز امتحان اسعار النفط  في فصل الإمتحانات.. لننتظر ونرى.


كامل عبدالله الحرمي    
كاتب ومحلل نفطي مستقل  

 

الآن - كامل الحرمي- كاتب ومحلل نفطي مستقل

تعليقات

اكتب تعليقك