سعد الهاجري ينتقد ابتعاد وزارة التربية عن دورها فى السنوات الأخيرة
زاوية الكتابكتب مايو 6, 2012, 12:55 ص 694 مشاهدات 0
عالم اليوم
نقطة نظام / التربية يا الحجرف
سعد حوفان الهاجري
لا شك أن اعتماد أي بلد ونهضته وقيامه وتطوره يعتمد في المقام الأول على العنصر البشري لأن العنصر البشري هو الركيزة الأساسية وحجر الزاوية في بناء المجتمعات فليس من الغرابة عندما تجد دولا تصرف الملايين في الاستثمار البشري لأنها متيقنة ومتأكدة من قوة المردود لها وأنها اختارت أفضل الاستثمار المحافظ على قيامها وديمومتها.
وكلنا يعلم أن أساس هذا الاستثمار البشري والركن المهم في صقل شخصيته وتكوينه هي “وزارة التربية” وأنا أركز التربية دون التعليم لأنها النواة للانطلاقة إلى التحصيل العلمي، فالتربية بعد الله هي الحصن والملاذ الآمن في المحافظة على النشء وتكوينه وزرع المفاهيم التربوية والتعليمية وتشجيعه على بناء الذات وتنمية العقل لديه، لكن للأسف لدينا في الكويت وخصوصا في السنوات الأخيرة ابتعدت وزارة التربية عن دورها في ذلك بدءا من الوزير حتى المعلم مرورا بالمشرفين ومعدي المناهج، ولم تسلم أيضا هذه الوزارة من التدخلات والشد والجذب.
إن الفلسفة من مراحل التعليم الأولي وقبل الانتقال إلى الجامعة هي التربية وهذا هو الأصل وليس التعليم الإعجازي وإخراج مناهج غاية في الصعوبة والتدريس معا، لدرجة أن بعض المدرسين لا يستطيع إيصال المعلومة للطالب لضعف إمكانياته من جانب وصعوبة المناهج من جانب فمثلا في احدى مراحل الدراسة المتوسطة يدرس الطالب ما هي عاصمة “نيكاراجوا”! أين الفائدة المرجوة والعائدة من هذه المعلومة التي ترهق تفكير الطالب ...
في مرحلة المتوسطة أيضا تورد تعريف على الطالب حفظه يقول فيه “ما هوا الناتج القومي” ولزاما عليه حفظه طبعا دون فهمه لحدود إمكانية هذا الطالب، وكأن الأخوة في المناهج يلقون الطلاب في المرحلة الجامعية... والأمر الآخر الذي يحتاج إلى إعادة نظر هو مواعيد الدراسة فهل من المعقول أن التلميذ في مرحلة الطفولة الابتدائية يذهب إلى المدرسة من الساعة 7 صباحا ولا يعود إلى الساعة 2 ظهرا وربما أكثر في ظل الظروف المرورية وزحمة الطرق.
يا وزارة التربية ما هي الطاقة الاستيعابية لدى هذا الطفل وما هوحجم العقل لديه ليتحمل كل هذه المشقة والتعب، إن مراحل الابتدائية بالذات هي مرحلة تشجيع وتحفيز وغرس مفاهيم تربوية لدى هذا التلميذ وليس جهازا تريد المدرسة تخزين كل ما لديها في ذاكرة فقط، من لديه تلميذ يحس بهذه المعاناة ومن ينظر من وراء المكاتب وفي غرف مكيفة لا يعنيه الأمر، فيجب إعادة النظر في ساعات الدراسة وألا يحمّل أبناؤنا فوق طاقتهم، ما أسجل هنا من ملاحظات لم تتطرق إلى الهدر المالي في وزارة التربية الذي يحتاج إلى أكثر من مقال ولكن إلى مسألتين غاية في الأهمية وهي المناهج التعجيزية وأوقات الدراسة وسوف نتطرق إليها في مقالات أخرى.
تعليقات