أسعار المحاصيل المرتفعة تثير المخاوف من أزمة غذاء جديدة ..بقلم خافيير بلاس

الاقتصاد الآن

972 مشاهدات 0


إذا لم تكن أسعار النفط المتزايدة كافية، فإن المستثمرين عليهم الآن أن يتعاملوا مع خطر أكبر وهو تكرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية كما حدث في 2007/2008.

ففي الوقت الحالي تشهد أسعار السلع مثل فول الصويا والذرة وبذور اللفت والأعلاف حالة من الارتفاع، بسبب تضافر سوء الأحوال الجوية والطلب القوي في الصين، ما يعمل على تقليص الإمدادات وزيادة المخاوف من تضخم أسعار المواد الغذائية.

ويحذر خبراء من احتمال استمرار ارتفاع أسعار هذه المحاصيل. وحسب ريتشارد فيلتس، نائب رئيس شركة السمسرة ''أر جي أوبراين'' في شيكاغو: ''لن تشهد السوق تراجعاً لتضخم أسعار الغذاء في العام ونصف العام إلى العامين المقبلين''.

لكن من غير المحتمل أن تعكس هذه الموجة ارتفاع الأسعار الذي حدث عام 2007/2008، لأن تكلفة القمح والأرز، وهما أهم سلعتين زراعيتين للأمن الغذائي العالمي - كونهما تشكلان غذاء رئيسا لمليارات من البشر في جنوب آسيا وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا - لا تزال مستقرة، بسبب توافر جزء كبير من تلك المحاصيل على مدى السنوات القليلة الماضية.

وانخفضت أيضا تكلفة السكر، وهو مصدر مهم للسعرات الحرارية في الهند وغيرها من البلدان الناشئة، من أعلى مستوياتها السابقة.

وبدلاً من ذلك، تتركز المخاوف الرئيسة على أسعار البذور الزيتية، مثل فول الصويا، وبذور اللفت، وزيت الكانولا، والذرة.

ومحاصيل البذور الزيتية ليست فقط مصدرا لزيت الطعام اللازم للغذاء والأغذية المصنعة، بل هي أيضا مصدر للأعلاف الرئيسة الغنية بالبروتين والتي تستخدم لتسمين الأبقار والأغنام والخنازير والدواجن. وتعتبر الذرة أيضا من أهم مصادر علف الماشية، ولذلك يحذر المحللون من أن ارتفاع أسعار الأعلاف يؤدي بالفعل إلى ارتفاع تكاليف اللحوم في جميع أنحاء العالم.

ومنذ بداية العام ارتفعت أسعار فول الصويا أكثر من 20 في المائة ووصلت إلى 15.09 دولار للبوشل يوم الجمعة الماضي، وهو أعلى سعر تبلغه خلال أربع سنوات. ويرجح تجار أن ترتفع الأسعار إلى 16-17 دولارا للبوشل، وصولاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق 16.63 دولار المسجل في منتصف عام 2008.

ويقول أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في أحد دور تداول السلع الغذائية: ''إنني متفائل جدا''.

ووصلت أسعار زيت الكانولا إلى 665.90 دولار للطن خلال الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ تموز (يوليو) 2008. ويقل هذا السعر بدرجة طفيفة عن أعلى مستوى وصل إليه خلال الأزمة الغذائية في 2007/2008. ووصلت أسعار بذور اللفت في أوروبا إلى 514 يورو للطن، أي أقل بنسبة 2 في المائة من الذروة التي وصلت إليها خلال عام 2008.

وانخفض إنتاج فول الصويا بشكل حاد في الحزام الزراعي لأمريكا اللاتينية، بما في ذلك البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي بعد ظاهرة الطقس المعروفة باسم النينا، التي عرَّضت الحقول لطقس حار وجفاف، ما أضر بالمحاصيل.

وانخفض الإنتاج في المنطقة التي تمثل أكثر من نصف صادرات العالم من السلع الأساسية، فيما زادت الواردات الصينية بنسبة أكثر من 20 في المائة في الربع الأول.

ويقول كريس جاد، المحلل لدى ماكواري: إن التجار الصينيين قادرون على دفع أسعار عالية مقومة بالدولار، نظراً لانخفاض أسعار الشحن وارتفاع سعر صرف الرنمينبي.

وعلاوة على ذلك، انخفض الإنتاج الصيني من الصويا، لأن المزارعين اختاروا زيادة الرقعة المزروعة بالذرة التي تجلب أسعاراً قياسية في الصين.

والمتداولون في السلع أكثر تحفظاً بشأن النظرة المستقبلية لأسعار الذرة، لكنهم يحذرون من احتمال أن تبقى التكاليف عند مستويات عالية، على الرغم من الارتفاع المتوقع في إنتاج الولايات المتحدة، نظراً لارتفاع الطلب الصيني بشكل غير عادي.

وكانت بكين مستورداً عرضياً للذرة خلال الـ50 عاماً الماضية، باستثناء شرائها كميات كبيرة منها في ثلاث فترات قصيرة: 1973–1975 و1978–1983 و1994–1996. وأصبحت تلك الواردات المتفرقة أكثر شيوعاً، ويتوقع المتداولون أن تقوم الصين في موسمي 2011/2012 و2012/2013 بأكبر مشترياتها من الذرة منذ بدأت السجلات في ستينيات القرن الماضي.

ويتوقع عبد الرضا عباسيان، كبير اقتصاديي الحبوب في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في روما، أن تشتري بكين ما بين ثمانية وعشرة ملايين طن خلال الموسمين.

وارتفعت تكلفة الذرة في الصين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في آذار (مارس) الماضي، حين بلغت 2497 رنمينبي للطن، وهو سعر يزيد 10 في المائة تقريباً على ما كان عليه بداية العام، وذلك بعد أن قالت بكين إن مخزوناتها أقل مما كان يعتقد. ومنذ ذلك الحين يقول المتداولون الزراعيون إن ساينوجرين، وهي دار التداول التي تدير احتياطيات الدولة من الحبوب، موجودة في السوق وتقوم بشراء الذرة لسد النقص في مخزونها الاستراتيجي.

وارتفعت أسعار الذرة إلى 6.58 دولار للبوشل أمس الأول بعد أن قالت حكومة الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي إن التجار أبرموا أكبر اتفاقيات لبيع الذرة في يوم واحد منذ عام 1991. وتفترض السوق أن الذرة في طريقها إلى الصين. وخلال أزمة الغذاء في 2007/2008 ارتفع سعر الذرة إلى 7.65 دولار للبوشل.

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك