هل الدور الخليجي الجديد مناورة في بيئة إفتراضية!

عربي و دولي

1102 مشاهدات 0

عبر البيئة الافتراضية يمارس الخليجيون دورهم الجديد

عبر البيئة الافتراضية virtual environment' يمارس الخليجيون دورهم الجديد في العالم العربي لخدمة مايؤمنون به سياسيا .وقد نجحوا في كسب إحترام الشارع لدفاعهم عن حقوقه وكرامته دون أن يكون لهم جيوش سوى محطّات التلفزيون النافذة،وبالفضاء والانترنت وبوسائل الاعلام التقليدية ،وهي أسلحة مايعرف بالقوة الناعمة 'Soft power'. فهل من صالحنا ان يبقى الدور الخليجي الجديد حبيس هذه البيئة الإفتراضية ؟
قد لا يتقبل المزاج الخليجي التلميح إن دورنا الجديد ليس إلا مناورة في  بيئة إفتراضية. لكن من قال ان العمل ضمن البيئة الافتراضية نقيصة أو اضغاث أحلام لا تغير على أرض الواقع شيئ ! وهل وصف الدور الخليجي  بذلك سيكون ذريعة لرجال عصر ماقبل الربيع العربي في دمشق وطهران وصنعاء للتقليل من شأن هذا الدور رغم ان الأمور مرهونة بخواتيمها .
نراهن في الخليج على العالم الافتراضي virtual world'' لان قوة دول الخليج  المتحصلة حديثا عبره،هي هروب إيجابى من عالم وجدت نفسها عاجزة عن رسم أفقٍ جديد هي فيه الاصغر والاضعف والاقل سكانا والاكثر انكشافا استراتيجي.  ومن المفارقات ان التحليق الخليجي في العالم الافتراضي كان بدوافع عربية.فلولا شاب وحيد من عالم أفتراضي لما نجحنا في ارتياد ذلك العالم. فقبل البوعزيزي وعلى يد رائد المقاومين في الفضاء الافتراضي (زهير يحياوي) الملقب بـ 'التونسي' تشكل أول عالم افتراضي تحول فيه الانترنت إلى سلاح في مواجهة  طغيان بن علي الذي قتل يحياوي عام 2001م .ثم تكون في نفس المجرة عالم  خالد سعيد الافتراضي، و كان كالبئر التي فارت منها السيول في الاسكندرية لتغمر ميدان التحرير حاملة قارب أسماء محفوظ الفتاة التي أنجبت يوم الغضب قائلة ' أنا مش خايفه وسأخرج يوم 25 يناير .'
وتجدر الملاحظة إلى ان العالم الافتراضي الذي لايراه رجال عصر ماقبل البوعزيزي كان قادر على أن يكون حاضن للاقتصاد والمال منذ قرن ،حيث ان الاقتصاد الإنتاجي الحقيقي لم يكن  شكل الاقتصاد الوحيد منذ عقود،بل إن بورصة نيويورك ولندن وطوكيو هي الواقع  الافتراضي للمال الوهمي،وأقطاب ذلك العالم الافتراضي في الاقتصاد المعلوماتي كانت مؤشرات داوجونز ،ناسداك وفوتسي 100.  لقد صار هناك لا إقتصاد افتراضي  فحسب بل تعليم ومدارس افتراضية في قرى المكسيك. وحروب افتراضية بهجوم افتراضي ودفاع افتراضي.ففي الاستراتيجية  الدفاعية الاميركية الحالية لم تعد العقيدة القتالية تقضي بان يتمكن الجيش الاميركي من الانتصار في نزاعين كبيرين في وقت واحد .بل على منع خصم ثان من  تحقيق اهدافه  فقط. وفي ذلك تراجع في غطرسة البنتاغون، لكنها العقيدة الجديدة ركزت في  محاورعدة على العالم الافتراضي،وعلى حتمية النجاح في صد الهجمات التي يتعرض لها عالمها الافتراضي، كما ان استخدام العالم الافتراضي من قبل البنتاغون قد قطع شوطا كبيرا بانشاء قيادة للحرب الافتراضية أو حرب الانترنت 'USCYBERCOM ' ودورها توحيد قيادة عمليات الحرب التي تجري في الفضاء الافتراضي كما تنظم موارد الانترنت. بل وإدارة معركة كاملة تخرج فيه الطائرات بدون طيار ' Drone'من العالم الافتراضي في أجهزة حواسيب البنتاغون لتدك معاقل  حقيقة لطالبان دون مشاركة جندي أميركي واحد .وليست أمريكا وحدها من يجهز المسرح للمعارك الافتراضية فمن جوانب سباق التسلّح  الافتراضي حرب المعلومات. فقد عزل الهاكرز الروس جمهورية أستونيا عن العالم عام 2007م. ولتتجاوز قلب الانترنت في أمريكا،أخذت الصين تحمي نفسها بتنفيذ نطاق عناوين علويّ للانترنت باللغة الصينية.
بعد تحطيم الخليجيين للاقفال المقدسة حول مركز الثقل العربي ونقله الى ضفاف خليجهم في عاصفة افتراضية، لابد أن نتذكر ان بورصة وول ستريت إنهارت في الخميس الأسود 24 أكتوبر 1929م جراء انهيار الاقتصاد الافتراضي بسبب الفرق الشاسع بين قيمة السوق المالية المرتفعة جداً وقيمة الاقتصاد الحقيقي.والدور الخليجي الجديد يتطلب حتى لاينهار ان نقوم  بإرسال صناديق بنادق M16إلى الجيش السوري الحر من أجل أن يدافع عن نفسه ضد العنف الذي يمارسه النظام،تطبيقا لخطة المبعوث العربي والدولي كوفي عنان،بنفس  قوة ضوضاء موسيقى نشرات اخبارنا في قناة الجزيرة وقناة العربية و بنفس زخم حراكنا في  البيئة الإفتراضية .

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك