برشلونة يسعى للتعويض أمام تشيلسي

رياضة

في إياب الدور النصف النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم

787 مشاهدات 0


سيكون برشلونة الإسباني أمام مفترق طرق، ستحدد وجهته المباراة المرتقبة مع ضيفه تشيلسي الإنجليزي غدا الثلاثاء في تمام الساعة 9:45 مساء بتوقيت دولة الكويت على ملعب كامب نو في إياب الدور النصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ويدخل النادي الكتالوني إلى هذه المواجهة وهو يسعى إلى تعويض خسارته ذهابا في ستامفورد بريدج بهدف سجله الإيفواري ديدييه دروغبا، لكن المهمة لن تكون سهلة في ظل المعنويات المهزوزة للاعبيه بعد فقدانهم الأمل منطقيا في الفوز بلقب الدوري المحلي للموسم الرابع على التوالي بخسارتهم السبت أمام الغريم الأزلي ريال مدريد (1/2) على أرضهم وبين جماهيرهم، ما سمح للنادي الملكي في الابتعاد بالصدارة بفارق 7 نقاط.

وستكون مواجهة الغد بالتالي مصيرية بالنسبة للنادي الكاتالوني، لأن تنازله عن اللقب الأوروبي الذي توج به الموسم الماضي للمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام، قد يشكل فترة انحدار، خصوصا إذا فشلت إدارة النادي في الاحتفاظ بخدمات المدرب بيب غوارديولا، الذي قاد البلاوغرانا إلى لقب الدوري ثلاث مرات والكأس المحلية مرة واحدة والكأس السوبر المحلية ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين والكأس السوبر الأوروبية مرتين وكأس العالم للأندية مرتين أيضا، أي ما مجموعه 13 لقبا منذ استلامه الإشراف على الفريق عام 2008.

وتشير بعض التقارير إلى أن غوارديولا مرشح لاستلام الإشراف على تشيلسي بالذات، إلا أنه نفى هذا الأمر قبيل لقاء الذهاب في لندن، معتبرا هذه الأخبار من 'نسج الخيال'.

وذكرت وسائل الإعلام أن غوارديولا يعتبر الهدف الأول لمالك تشيلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش، الذي أقال المدرب البرتغالي اندري فيلاش بواش وعين مساعده الايطالي روبرتو دي ماتيو بديلا له حتى نهاية الموسم.

لكن إغراءات ابراموفيتش المستعد لكي يمنح غوارديولا راتبا سنويا قدره حوالي 16 مليون دولار بحسب بعض التقارير، لم تلق طريقها إلى المدرب الشاب الذي علّق على هذه الاخبار، قائلا: إنها من نسج الخيال، إنها افتراضية. أنا مدرب برشلونة حاليا وتشيلسي يملك مدربا جيدا نجح في تحقيق نتائج رائعة. ليس من المفيد بالنسبة لتشيلسي أو برشلونة أن نتحدث عن هذه المسألة. لا يوجد الوقت من أجل التحدث عن الموضوع.

ويمر لاعبو برشلونة والنادي بفترة من التشكيك الناجم عن عدم حسم مصير غوارديولا الذي ينتهي عقده الحالي أواخر الموسم.

ورغم ثقة إدارة النادي الكتالوني بقدرتها على إقناع غوارديولا بمواصلة المشوار مع البلوغرانا، فإن لاعب الوسط الدولي السابق ترك تلميحات أثارت قلق مشجعي الفريق وإدارته، ما دفع الصحف إلى التكهن برحيله.

وتأتي هذه الشكوك والمخاوف من التصريحات التي أدلى بها غوارديولا سابقا حيث أشار إلى أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت لكي يحسم مسألة استمراره مع برشلونة من عدمه، مضيفا: في الوقت الحالي، لا أدري، احتاج إلى المزيد من الوقت. لا يمكنني العمل في فريق متطلب من هذا النوع إذا لم يكن في متناولي جميع عناصر القوة.

وفي ظل الضبابية التي تحيط بمسألة بقاء غوارديولا مع الفريق، ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات داخل أروقة النادي مطالبة الأخير بتقديم الحوافز اللازمة من أجل اقناع بيب بمواصلة المشوار، وأبرز هذه الأصوات من اللاعبين انفسهم، وعلى رأسهم النجم الارجنتيني ليونيل ميسي الذي قال مؤخرا: نريد أن يواصل غوارديولا مهامه باسم كل ما يمثله بالنسبة لنا.

ومن المؤكد أن تخطي عقبة تشيلسي ووصول النادي الكتالوني إلى المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخه والفوز باللقب للمرّة الخامسة (توج باللقب أعوام 1992 و2006 و2009 و2011 وخسر أعوام 1961 و1986 و1994)، قد يلعب دوره في بقاء غوارديولا في منصبه أما الخروج على يد النادي اللندني قد يسهل من عملية الطلاق.

وسيسعى برشلونة منذ البداية إلى الوصول لشباك الحارس التشيكي بتر تشيك من أجل إطلاق المواجهة مع النادي اللندني من نقطة الصفر، وقد تحدث لاعب الوسط تشافي هرنانديز عن المباراة قائلا: قد نكون خسرنا لقب الدوري، لكن بانتظارنا نهائي الكأس (أمام اتلتيك بيلباو)، فزنا باللقب (الدوري) ثلاث مرات وما زال بإمكاننا الوصول إلى نهائي دوري الأبطال.

وأكد تشافي أنه لا يوجد هناك متسع من الوقت من أجل التحسر على مباراة السبت أمام ريال مدريد، مضيفا: نحن نلعب الآن من أجل فرصة بلوغ نهائي دوري الأبطال، وذلك كاف لكي يؤكد أهمية الأمر. المشجعون يتمتعون بالذكاء الكافي ليدركوا أن هناك الكثير على المحك في مباراة الثلاثاء ونريد مساندتهم بشدة.

ويطمح برشلونة، الذي لم يذق طعم الهزيمة في ملعبه في المباريات الـ15 الأخيرة على الصعيد القاري، إلى أن يصبح أول فريق يحافظ على لقبه منذ الميلان الايطالي عامي 1989 و1990، وذلك بعد أن أصبح أول فريق يتأهل إلى نصف النهائي خمس مرات متتالية منذ اعتماد النظام الجديد للمسابقة في موسم 1992/1993، لكنه يصطدم بطموح تشيلسي الساعي إلى تحقيق ثأره من النادي الكتالوني الذي أطاح به من نصف نهائي موسم 2008/2009.

وما تزال تلك المواجهة عالقة في الأذهان بعد أن سجل اندريس انيسيتا هدفا قاتلا (1/1) في 6 مايو 2009 خلال لقاء الاياب في 'ستامفورد بريدج' ليقود فريقه إلى النهائي لأن لقاء الذهاب انتهى حينها بالتعادل السلبي.

ويأمل تشيلسي أن يواصل انتفاضته مع مدربه المؤقت الايطالي روبرتو دي ماتيو الذي حل بدلا من البرتغالي اندريه فيلاش بواش، وتحقيق ثأره من مضيفه من أجل بلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 2008 حين خسر أمام مواطنه مانشستر يونايتد، على أمل الفوز باللقب الذي يلهث وراءه مالك النادي ابراموفيتش.

وستكون مواجهة الغد الثانية عشرة بين الفريقين على الصعيد القاري، ويتفوق تشيلسي في عدد الانتصارات بأربعة، مقابل أربعة تعادلات وثلاثة انتصارات لبرشلونة الذي تفوق على منافسه الانجليزي في ثلاث من اربع مواجهات جمعتهما في الأدوار الإقصائية (مباراتي ذهاب وإياب).

كانت الغلبة لتشيلسي في دور المجموعات من موسم 2006/2007 حيث فاز 1/0على أرضه وتعادل 2/2 في كتالونيا.

وفي الدور الثاني من نسخة 2006 عندما أحرز اللقب، تأهل برشلونة لفوزه في لندن 2/1 بهدف متأخر من الكاميروني صامويل ايتو بعد تعادله 1/1 على أرضه، لكن تشيلسي حسم موقعة 2005 لمصلحته في الدور الثاني لخسارته 1/2 ذهابا وفوزه 4/2 إيابا، في حين حقق برشلونة فوزا كاسحا على خصمه في ربع نهائي 2000 على أرضه 5/1 بعد التمديد بمشاركة دي ماتيو مع تشيلسي وغوارديولا مع برشلونة وذلك بعد خسارته ذهابا 3/1، كما تواجه الفريقان في نصف نهائي كأس المدن والمعارض 1966 عندما فاز كل فريق 2/0 على أرضه، قبل أن يفوز برشلونة بمباراة فاصلة 5/0 في برشلونة.

ويحوم الشك حول مشاركة دروغبا في مباراة الغد بعد أن غاب عن مواجهة آرسنال السبت في الدوري المحلي.

ويعاني دروغبا من إصابة في ركبته قد تبعده عن الملاعب لعدة ايام، وذلك بحسب ما كشف دي ماتيو الذي دافع عن مهاجمه الإيفواري ضد الانتقادات التي وجهت إليه بعد مباراة الاربعاء أمام برشلونة بسبب سقوطه المتكرر في أرضية الملعب وإدعائه الإصابة.

وقال دي ماتيو: لكل رأيه الخاص، لكنه كان مراقبا من قبل مدافعين في معظم المباراة وتعرض لتعنيف جسدي، وبالتالي علينا أن نكون موضوعيين في رد فعلنا. لكل أسلوبه الخاص في اللعب لكننا فريق عادل. قدم مساعدة كبيرة للفريق (أمام برشلونة)، سجل لنا هدفا مهما جدا ونحن سعداء بذلك. وأشار دي ماتيو إلى أن لا رأي له في المباحثات القائمة بين إدارة النادي ودروغبا من أجل تجديد عقد اللاعب البالغ من العمر 34 عاما، مضيفا: إنها مباحثات تتم داخل النادي. لا دخل لي فيها.

في المقابل، سيكون نجم برشلونة ميسي، صاحب 63 هدفا في 53 مباراة هذا الموسم، أمام فرصة تحطيم رقم قياسي جديد وهو أكبر عدد من الأهداف في المسابقة القارية الأولى في موسم واحد والذي يتقاسمه راهنا مع الإيطالي البرازيلي جوزيه التافيني صاحب 14 هدفا لميلان الايطالي في موسم 1962/1963.

الآن - وكالات - أحمد الكندري

تعليقات

اكتب تعليقك