حكاية حلم
زاوية الكتابكتب إبريل 22, 2012, 1:50 م 1266 مشاهدات 0
يحكى أن هنالك أباً متقاعداً لايملك من قوت يومه إلا اليسير ..لديه أبنه رائعه الجمال والخُلق ، إلا أنها قاربت سن اليأس لكثرة عرقلته لمشاريع زواجات مضت ، واضعاً عصاه في دواليب الطامعين .
ولغاية في نفس يعقوب .. وإن عرف السبب بطل العجب !!
أنه يرى فيها مشروع تجاري ناجح يغدق عليه أمولاً طائلة ، ولن يتنازل عنه إلا بعد آخر قطره ولسان حاله يقول ' أنا أولى بهذه الخيرات ، تلك أبنتي من دمي ولحمي ، لن أدعها لقمة سائغة للأغراب .. سأظل أحلبُ من ضرعها حتى ينضب .. عندها سأتركها لهم ..!!
حينها لن يرغب بها أحد يالشدة قساوته
هو يمثل تلك الحكومة بمعية بعض من أعضاء مجلس الأمة بنسب متفاوته .. أما الأبنه ( البدون الكويتيين ) !!
أستعرض كل منهم عضلاته الخطابية في تلك القضية متناسين قول الفاروق ' عمربن الخطاب ' رضي الله عنه ' متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ' دون رؤية أوخطة ولا حتى برنامج عمل واضح يلامس ذلك الواقع ويرصده عن كثب ..
فمالعمل حينما تحل تلك القضية ..؟؟
هل هنالك قضية أخرى يسوق لها ..؟؟
٣٠ عاماً من التسويف والمماطلة .. تدحرجت قضيتهم ككرة ثلج .. أستفحلت وأستفحل معها الألم والمعاناة .. وجوه عابسة تقابل تلك الحالمة ، تصر وتماطل بتلك القضية ، فاتحة أبواب تلك الأحلام على مصراعيها للخروج من تلك البوابة مطلقة صرخة مدوية ' أنا لدي حلم ' لايمت صلة لحلم ' مارتن لوثر كينغ ' واصلاً لتحقيق أبعد مما حلم به 'رئيس الولايات المتحدة ' أما هم فلا زالوا في بوتقة ذلك الحلم أثباتاً لهوية الإنتماء لهذا الوطن .. يالها من مفارقة .. يالها من مفارقة عجيبة ..!!
ولكن تلك الرواية لم تخلو من مجموعة نساء زهدن حياة الترف محاولةً منهن تسجيل موقف ما في سبيل إنهاء تلك المعاناة وقد أتجهن الي ذلك العالم المجهول .. لاأمان .. لاشهادة ميلاد .. لازواج ولا شهادة وفاة ..
وأخيراً وليس آخراً ' لاتعليم ' جعلوه يرقب التلاميذ ، يفصل بينهما سور تلك المدرسة هم يلعبون ويتعلمون في الداخل .. أما هو فأخذ يصارع للبقاء ، أمتهن بيع الفواكه والخضراوات على قارعة الطريق شاعراً بضنك العيش ماسحاً دموع تلك الأم المكلومة على ضياع أبنائها ...
زمن تتجلى فيه الغرابة .. يحاسب طفل بذنب لم يقترفه أبداً .. حاملاً أخطاء غيره لايعرف أرضاً غيرها !!
وكيف يتحكم في مصير أنتمائه لهذه البقعة .. وبهذه القسوة ..
تواجدن في تلك الساحة ' ساحة الحرية في تيماء ' تجولن في أزقة تئن بأوجاع أهلها ، تعرف تلك الوجوه ، نعم تعرفها جيداً ، ميزت تلك التقاسيم عن سواها كيف لا ..؟؟
وهي من شهدت آلامهن حسرتهن حزنهن ودموعهن ، على هول المشهد وقسوته .
' مسرحية رعب ' تجلى فيها القهر وإهدار الكرامة ..
فصول مسرحية كاملة بلا إجتزاء .
ولكننا نلمح هناك في تلك الأفق بصيص أمل يقرب شيئاً فشيئاً يخترق ذلك النفق المظلم ، إقتراح بمشروع قانون أشير أليه في ندوة ( البدون قضية وحل ) أمر لايحتمل التأجيل .. نحمل مسؤولية ذلك بإستعجاله ليتضح لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود ..
ختاماً .. كل الشكر والإمتنان لمجموعة ٢٩ لفتحهم هذا الملف الشائك واضعاً تلك التصورات والحلول ، مظهراً مدى إبداع تلك الشريحة وقد كانت ومازالت في طي النسيان .
محمد السبيعي
تعليقات