'كأنك تراه'

مقالات وأخبار أرشيفية

سلسلة محاضرات رياض الجنة عن الرسول في جابر العلي

1092 مشاهدات 0


نبيل العوضي: كان صلى الله عليه وسلم يشرب من موضع فم عائشة ولا يعيب طعاماً قط.

من معجزاته: الحجر يسلم عليه والبعير يشكو له والحمامة تشكو أخذ ولدها والجزع يحن إليه.

وصف النبي

في المحاضرة الجماهيرية التي أقامها فضيلة الشيخ الدكتور نبيل العوضي في مسجد جابر العلي في إطار سلسلة محاضرات حملة مشروع رياض الجنة التابع لمبرة طريق الإيمان ( كأنك تراه ) عن الرسول الكريم صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم تحدث العوضي عن النبي وكأنك تراه في بيته قائلاً ( يقول جابر في وصف الحبيب النبي .. في ليلة مقمرة خرجت مع النبي في الصحراء فخرج النبي يلبس بردة حمراء فأخذت أنظر إلى رسول الله وأنظر إلى القمر فإذا النبي أجمل من القمر ) وقد وصوفه الله سبحانه وتعالي وصفاً عظيماً .. فقد وصف لسانه فقال ( ما ينطق عن الهوى ) ووصف عينه فقال ( ما زاغ البصر وما طغى ) ووصف قلبه فقال ( ما كذب الفؤاد ما رأى) ووصفه كله فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ووصف رسالته فقال ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وأقسم به فقال ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون).

ما عاب طعام قط

ثم استطرد العوضي عن حياته في بيته الصغير وكان عنده تسعة أزواج قائلاً ( يقول الحسن دخلت بيوت النبي فكانت يدي تلامس السقف وسقفه من جريد وطين ولطخ بنوع من اشعر خارجه وفي داخل البيت نطعاً جلداً معلقاً فيه شئ من شعير وفراش على الأرض من أُدم ( جلد يابس ) وحشوه ليف ووسادته من أُدم وحشوها ليف وعندهم حصير يفرشونه بالنهار ويطوونه بالليل وكان النبي ينام أحياناً على الفراش وأحياناً على الحصير ، دخل عليه عمر ذات مرة فراه نائماً على الحصير وقد أثر في جنبه فقال يا رسول الله ملوك فارس والروم على سرائر من حرير وأنت على هذا الحصير فغضب النبي وقال يا عمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ، ويقول عمر رأيت الرسول يتلوى من شدة الجوع ، فقد كان يصلي الفجر ويعود إلى البيت فيسأل أي من زوجاته ( أعندكم طعام فتبحث فتقول لا فيقول فإني صائم ‘ في يوم من الأيام قال لإحدى زوجاته أتني بالطعام فأتته بطعام يابس فقال أعندكم إدام فبحثت فلم تجد إلا الخل فجئ بالخل فخلطه بالطعام فأخذ يأكل ويقول لزوجته وهو مبتسم نِعم الأُدم الخل حتى يدخل على قلب زوجته السرور ، فما عاب طعام قط في حياته فإن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه .
حبه لزوجاته
وفي حبه لزوجاته يقول العوضي ( مر أبوبكر يوماً على بيت النبي فسمع صوت ابنته عائشة زوج النبي يرتفع فغضب أبوبكر ثم استأذن ودخل فوجد عائشة تناقش النبي ولكن صوتها مرتفعاً بعض الشئ فغضب أبوبكر وتوجه نحو ابنته قائلاً أترفعين صوتك على صوت رسول الله فوقف أمامه النبي يحول بينه وبين عائشة ففهم أبوبكر أن النبي غير راض أن يقترب أحداً من عائشة حتى وإن كان أبيها فخرج أبوبكر وهو غاضب من عائشة فلما ذهب قال النبي أما ترين أني حلت بينك وبين الرجل ثم لا زال يترضاها ( وهو النبي الكريم وخير من مشى على الأرض ) فلما كلمها ضحكت عائشة وضحك النبي معها فيمر أبوبكر بعد قليل فيسمع ضحكهما فيقول أتضحكان .. أشركاني في ضحككما كما أشركتماني في حربكما وضحك الثلاثة في بيت النبي ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .

درع النبي رهناً ليهودي

يقول العوضي ( في حياته صلى الله عليه وسلم ما شبع من خبز رقيق كالذي نأكله اليوم فقد رهن درعه عند يهودي من أجل بعضاً من الشعير وظل الدرع رهناً لليهودي حتى مات النبي ، تأتي فقيرة تطرق باب النبي فتفتح الباب عائشة فتقول ومعها فتاتان صغيرتان أعندك طعام فتبحث عائشة في بيت النبي فلا تجد سوى تمرة واحدة فتعطي التمرة للمرأة الفقيرة فتشق الفقيرة التمرة نصفين وتعطي كل فتاة نصفها وتظل هي طاوية جائعة ثم تذهب فتدمع عين عائشة فلما رجع النبي أخبرته بالخبر فقال لها يا عائشة ( من عال جاريتين فأحسن إليهما كن له وجاء من النار يوم القيامة ) ثم يستطرد العوضي قائلاً ( يحدث ذلك وقد كان العرب يكرهون البنات فيدسونهم في التراب أو لا يعلنون عن ميلادهم ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) أما النبي قبل البعثة فقد كان متزوجاً من خديجة ورزقه الله منها بنات وكم كان يحب بناته ففاطمة إن جاءت كان يستقبلها ويطعمها وإن أرادت أن تخرج يقوم معها ويقول فاطمة مني وأنا منها .

حبه لأمته وأصحابه

يتحدث العوضي عن حب النبي لنا نحن اليوم فيقول ( تقول عائشة ذات ليلة صلى النبي الليل فسمعته يقرأ ويبكي فنظرت فإذا هو قد بل لحيته فبكى حتى بل حجره فبكى حتى بل الأرض فسجد فسمعته في السجود يقول ( اللهم أمتي  أمتي ) ، ويقول أبن مسعود سمعناه في ليلة يبكي بكاءاً فأسفنا عليه فقلنا له في الصباح يا رسول الله أسفنا عليك البارحة فماذا كنت تقرأ فقال كنت أقرأ ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) كان يرددها صلى الله عليه وسلم ويبكي طوال الليل ، ثم يكمل العوضي قائلاً ( كان النبي إذا تكلم علاه البهاء والوقار فذات مرة وهو يتكلم فإذا أحد أصحابه يرتعد من هيبة النبي فقال له النبي إنما أنا عبد أنا أبن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ( والقديد الطعام البسيط ، تأتي له بنت صغيرة فتمسك يده فيقول ماذا تريدين تقول لي حاجه فيقول اذهبي إلى أي مكان شئت أقضي لك حاجتك فتسأله حاجتها فيجيبها ، يمر على الصبيان فيسلم عليهم .. يقول العوضي ( شملت رحمته وعمت فقد كان يخطب في المسجد من فوق جزع ثم سووا له منبراً من خشب وعندما خطب من فوق المنبر .. يقول الصحابة سمعناً صوتاً في المسجد ( صوت حنين ) ولا يدرون من أين الصوت فعلم النبي أنه صوت الجزع فنزل من المنبر إلى الجزع يضمه ويسكته ( فالجر يسلم عليه والبعير يشكو له والحمامة ترفرف تشكو له أخذ ولدها والجزع يحن إليه .

الآن - المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك