أحمد البريكي ينتقد سياسة 'البشير' في تقطيع أوصال السودان

زاوية الكتاب

كتب 1213 مشاهدات 0


الكويتية

وادي كلمة  /  حدوتة سودانية..!

أحمد مبارك البريكي

 

وقــف بشيــر السودان يومــا أمام عدسات مصوري الفضائيــات، متهندمــا لباســا أبيــض، واضعــا على رأســه طاقـيـة خام صيفــي (36 مترا)، ماسكــا بيده عصــا من خيـــزران، منتعــلا حذاء السندبــاد البحري، مكتسيا «صديري فــرو».. بعــز الحـر، يرقص رقصة فلكلوريـة أم درمانية غريبــة في «بـلاده» غريبــة وكأنـه استعاد أمجاد إمبراطوريـة بني عبـاس، ويصيــح في قومــه بأعلى «صوط»: يا جمــاعة.. السودان من جنوبه إلى غربه ومن شمــاله إلى شرقــه (العقــل والمنطق يقول من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه!).. كله يعاهدنــي على السمع والطــاعة، الحبيب خرب الاتجاهات، ففصـل الشمال عن الجنــوب، والشرق كما قال دمجه مع الشمــال، فأصبحت اتجاهاته جميعهــا تحت الصيانــة..!
السودان أكبر البلاد العربيّة مساحــة قطعها ذلك الخيزراني بسكيــن سطوتــه، وقلـة بصيرتــه إلى فتــات، بلاد تركب الأفيــال والجمــال معــا، وينتشر الجمــال الطبيعي في أصقاعها، ويجري النيل بلونيــه الأبيــض والأزرق عبر شرايينــها، وتنتشــر الغابات والأشجــار في أراضيها، كانتشــار النار في هشيـم ذلك الغشيــم، فتحها المسلمون في عصور النــور، فأمست وأضحت أرضــا عربية إسلاميــة، تشــع أدبــا وعلمــا.
قرون الإسـلام، أضاعتهــا قرون «الثيــران»، فانــهدم جدار السودان، وبقــي هذا «الزول.. اللي جعلــه للزوال»، يرقــص رقصتــه الفلكلوريــة الأم درمانية، متوهمــا أنــه انتصــر..!
الطيب صالح عبقري الرواية العربية قال في موسم هجرته إلى الشمــال «.. فكرت قليلا في البلد الذي خلفتــه ورائي، فكان مثل جبل ضربت خيمتي عنده وفي الصباح قلعت الأوتـــاد وسرجت بعيري!»، هاجر الطيب صالح من الشمـال إلى رحمة اللـه تعالــى، وأكمل البشير تقطيــع أوصال بلده.. ليحكم الشمــال!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك