أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كالنجوم.. برأي عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 859 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  هل تعرفون بلال؟

عبد العزيز صباح الفضلي

 

هو رجل نال العزة بلا عشيرة، والسمو بلا نسب، والرفعة بلا جاه، لو سألت ملايين المسلمين عنه لقالوا : كيف لا نعرف من وصل بصوته أهل الأرض بأهل السماء، إنه مؤذن رسول الله عليه الصلاة والسلام. 
وجدت في شخصية بلال بن رباح وحياته رمزية لعدة مبادئ كم نحن بحاجة للتعلم منها، كيف لا وهو أحد أبناء ذلك الجيل القرآني الفريد الذي تربى على يد محمد صلى الله عليه وسلم. 
أتذكر كيف واجه العذاب بالصبر والثبات وهو يردد تلك الكلمة التي أغاظت الكفار (أحد أحد) وكنت أظن أن لا أحد يطيق الصبر كبلال وإذ بي أشاهد مقطعا من سورية يذكرنا بموقف بلال، شاب يعذب ويرغم على قول : يا بشار، فيغيظهم بقول : يا الله فيزيدون في تعذيبه ويزيد في ندائه لربه، فلما آيسوا منه حرقوه ونحروه. 
أتذكر موقف بلال يوم الفتح وهو يعتلي سطح الكعبة ليرفع من فوقها الأذان، فسبحان الله كيف لعبد حبشي يرتقي أعظم مكان تعظمه العرب فكيف نال تلك المنزلة؟ 
إنه الإسلام الذي أعز الله تعالى به العرب وحولهم من رعاة غنم إلى قادة للأمم، وهو الإسلام الذي تخلى عنه الجيل الحالي من الأمة فصاروا من أهون الأمم. 
إنه درس لكل من تكبر على الناس بماله، أو افتخر على الآخرين بنسبه، أن يتذكر حقيقة ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) والحقيقة التي أكدها رسول الله عليه الصلاة والسلام ( إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم ). 
من ينسى ذلك الرقي الأخلاقي الذي تحلى به بلال رضي الله عنه عندما جاءه أبو ذر الغفاري معتذرا بعد أن عيره بأمه، ووضع رأسه على الأرض وقال لبلال ضع قدمك على رأسي وخذ حقك، فقال بلال: لا أطأ رأسا سجد لله تعالى.
فكم نحن بحاجة إلى شجاعة الاعتذار والتي لا تزيد صاحبها إلا رفعة، وإلى فضيلة قبول الاعتذار التي تديم المودة.
من الصور التي تمثلت فيها حقيقة روابط الأخوة بين المسلمين حينما قام أبو بكر الصديق ــ بعد أن رأى ما يتعرض له بلال من تعذيب وإهانة ــ بشرائه من سيده بخمس أواق من الذهب، وقالوا لو دفعت أوقية لكفى من هوانه علينا، فقال أبو بكر : لو طلبتم مئة أوقية لدفعتها لكم. إكراما ورفعة لبلال رضي الله عنه. 
هذه الروح الأخوية بين المسلمين نراها اليوم في تلك النصرة في دعم الثورة السورية، والتي بذل فيها المسلمون الغالي والنفيس من أجل رفع المعاناة عن ضحايا بطش النظام السوري. 
لقد رحل بلال عن هذه الدنيا وهو مرابط في أرض الشام حيث وافته المنية في دمشق، ودمشق اليوم كم تشتاق لأن تتنفس هواء الحرية كما تنفسها بلال قبل أكثر من 1400 عام. 
رسالتي 
أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كالنجوم بأيهم اقتدينا اهتدينا، ومن حقهم علينا محبتهم والدفاع عنهم والتذكير بمواقفهم، ونشهد الله تعالى على محبتنا لهم، فحبهم من الإيمان وبغضهم من النفاق، والمرء يحشر مع من أحب.

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك