ناصر المطيري عن العدساني والفضالة : حُسن الخاتمة

زاوية الكتاب

طالبهما بأن يعتزلا منصبيهما بديوان المحاسبة وجهاز البدون

كتب 2670 مشاهدات 0


السيدان عبدالعزيز العدساني وصالح الفضالة رجلان وطنيان لهما تاريخ حافل بالمواقف الوطنية والسياسية المشهود لها، وعرف عنهما نظافة اليد ونزاهة النفس طوال مسيرتهما الحياتية والعملية من الناحية السياسية كما أن هناك من يتفق معهما وهناك أيضا من يختلف معهما في الرأي والموقف وهذه طبيعة الأمور.

الرجلان اختتما مسيرتهما السياسية النيابية واعتزلا العمل البرلماني بعد أن قدما ما لديهما من جهد وطني مخلص وبقيت مواقفهما وتاريخهما محفوظين في ذاكرة محبيهما ومؤيديهما، حتى من يختلف معهما يحمل في نفسه لهما التقدير والاحترام، وبعد فترة من الاعتزال السياسي عادا لواجهة الأحداث في منصبين كبيرين مهمين وحيويين، ديوان المحاسبة والجهاز المركزي لمعالجة أوضاع البدون.

منذ أن تسلم العدساني منصب رئيس ديوان المحاسبة حتى دار الجدل وأثير اللغط حول عمل الديوان وما ارتبط به من قضايا محاسبية كبرى ولجان تحقيق واستقالة بعض القياديين أو تجميد وايقاف بعضهم.. وأحكام قضائية دانت قرارات رئيس الديوان بخصوص موقفه من بعض القياديين في الديوان وغير ذلك من قضايا، حتى ساد شعور لدى الكثير من المتابعين للشأن العام بأن الصورة السابقة لديوان المحاسبة كمؤسسة رقابية محترفة وعادلة قد تجرحت في المصداقية والثقة.

سؤالنا للعم عبد العزيز العدساني هل كنت مضطرا لقبول هذا المنصب أم كنت في حاجة له؟ هل أضاف لك أم أخذ منك؟ أما كان من الأجدى لك البقاء بعيدا محافظا على رصيدك الوطني في قلوب محبيك؟

ونأتي للعم صالح الفضالة الموجود اليوم على رأس الجهاز المركزي للبدون وما يرتبط بهذا الجهاز من قضايا انسانية مريرة وقصص لا تنتهي من معاناة هذه الفئة من المجتمع.. لا نعترض على ما يقوم به السيد الفضالة من دور في كشف غير المستحقين ولكن السؤال الحائر والمؤسف دائما لماذا تبدأون بالتصفية قبل الإنصاف؟

ألم تقل أنت شخصيا ان هناك حوالي خمسة وثلاثين ألفا يمكن النظر في تجنيسهم وهم حملة احصاء 1965؟.. سيرضى الناس وضمير المجتمع لو أنصفت خمسة آلاف من هؤلاء فقط.. ولكن شيئا من هذا لم يحدث، وبقي من حمل السلاح دفاعا عن الكويت وأصبح أحفاده من الجيل الثالث الذي عاش في كنف هذا الوطن يقتات على تصريحات التسويف والمماطلة التي لا يستفيد منها سوى بعض الصحف التي تأخذ منها «مانشيتات للبيع»!

البدون الحقيقيون مازالوا «بدون»، ومن تم تجنيسهم هم ليسوا «بدون» بل هم من أبناء الأرامل والمطلقات المعروفة جنسيات آبائهم عربية وآسيوية وأجنبية !

خلاصة القول : بعض الرجال لا ترفعهم المناصب بقدر ما يرفعهم العمل الصالح والذكر الطيب لأن الحياة قصيرة مهما امتد العمر والأرض لله يورثها لمن يشاء من خلقه.

النهار - مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك