الانتخابات الايرانية.. صراع بين الاصوليين والاصلاحيين

عربي و دولي

275 مشاهدات 0


الإنتخابات النيابية الإيرانية المقرر إجراؤها في 14 مارس الجاري، جذبت إنتباه المراقبين ووسائل الإعلام العالمية بشكل لافت و ذلك بسببين رئيسيين هما: الوضع الإقليمي الراهن و الصراع الخفي – المعلن الجاري بين ايران و الولايات المتحدة في إطار الملف النووي و تأثير التغييرات المحتملة في تركيبة المجلس التشريعي على مصير هذا الصراع؛ و أيضا الإنقسامات و الإصطفاف الداخلي في ايران بين القوى السياسية و بشكل خاص بين قوى الأصوليين المقربين من مصادر الحكم في هذا البلد و الذي تضخم بشكل لافت خلال الأشهر الماضية.
و بما أن تغيير تركيبة الكتل البرلمانية المحتمل نابع من الإنقسامات السياسية الفاعلة في الساحة السياسية على المراقب أن يتعرف على اللاعبين الأساسيين في هذه الإنتخابات و المؤثرات على مجرياته ليتمكن من التكهن بما سيجري في الإنتخابات المقبلة.
بالرغم من وجود معارضة ايرانية خارج البلاد، تحاول التأثير على الإنتخابات و مسار الحياة السياسية في ايران لكنها تبقى غيرفعالة بسبب إنقساماتها الكبيرة و التاريخية و عدم وجود تنظيم قوي في مابينها و عدم توصلها الى آلية عملها السياسي المعارض و لذلك يبقى الدور الأساسي في مجريات أمور الساحة السياسية الإيرانية للتيارات السياسية الموالية للنظام الإسلامي.
و هذه التكتلات السياسية الوفية لنظام الجمهورية الإسلامية في ايران تنقسم الى تيارين أساسيين رغم إنقساماتها الداخلية؛ هما الأصوليين أو (اليمين حسب التعبير الإيراني) و الإصلاحيين (تيارات اليسار في التعبير الإيراني).
الأصوليون  أو المبدئيون هم تيار عريق في الحياة السياسية و الإجتماعية الإيرانية كثيرا ما يعرفون بالمحافظين في الإعلام العربي و ذلك بسبب تركيزهم على المحافظة على المبادئ الدينية و الثورية في السياسة الإيرانية و موقفهم من الأجانب في السياسة الخارجية و لهم صلات قوية مع القوى الدينية الفاعلة و المؤثرة الإقتصادية التقليدية(البازار) و الدينية( الحوزات و المراجع).
ويضم هذا التيار كثيرا من التكتلات و الحركات السياسية العريقة و المؤثرة في داخله كحركة روحانيت مبارز(الروحانيين المناضلين)، تكتل مدرسين الحوزة العلمية بقم ، حزب المؤتلفة الإسلامية، و مجموعة المهندسيى الإسلاميين الى جانب الكثير من الحركات و التكتلات الجديدة التي يرجع تاريخها أقدمها الى ماقبل خمس أو ست سنوات ك 'آبادغران'(رواد البناء) و جمعية المضحين و حزب الله ايران ؛ و مجموعات بدأت نشاطها قبيل إنتخابات الرئاسية السابقة ك 'رائحه خوش خدمت' (رائحة الخدمة الذكية) و حزب العدالة و التنمية و غيره من الأحزاب و التكتلات التي تتمحور حوزل أحد الأقطاب الأصوليين الثلاثة أي محسن رضائي رئيس الحرس الثوري الأسبق و أمين مجمع تشخيص المصلحة الإيراني و قاليباف مرشح الرئاسي السابق و عمدة طهران حاليا و على لاريجاني رئيس الإذاعة و التلفزيون الإيراني و أمين مجلس الأمن القومي الإيراني السابق و ممثل مرشد الثورة في هذا المجلس حاليا.
إجتمعت تكتلات السياسية الأصولية للتوصل الى قائمة موحدة في الإنتخابات البلديات التي أجريت العام الماضي لكنها فشلت من تحقيق ذلك فإنقسمت فيما بينها الى فريقين أحدهما موال للرئيس أحمدي نجاد  و الآخر موال لعمدة طهران قاليباف و أدت في النهاية الى فوز معارضي الرئيس بالأقلبية في طهران و فازت مجموعة الرئيس في الكثير من المدن الكبيرة الأخرى.
مع هذه الخلفية بدأت جهود توحيد الصفوف بين الأصوليين في الإنتخابات النيابية مبكرة تحت إطار'جبهة الأصوليين الموحدة' و إستطاعت أن تقطع شوطا كبيرا بإستقطاب معظم التيارات السياسية المخضرمة و الفعالة لكنها فشلت في النهاية من إستقطاب مثلث الأصوليين بسبب إعتراضهم على طريقة إختيار أسماء القائمة الموحدة و ما سموه بالتقسيم الغير العادل للحصص في القائمة؛ لكن بنفس الوقت إستطاعول بفضل مداخلة بعض المقامات و الوجوه الرفيعة الدرجة من تأخير الصراع الداخلي الى مرحلة مابعد الإنتخابات و ظهور النتايج بحث لاريجاني للترشيح من مدينة قم و منع المثلث من إعلان دعمهم الصريح من قائمة الأصوليين الثانية التي خرجت تحت إسم 'قائمة الأصوليين الشاملة'.
و النتائج الإنتخابية ستحدد مصير التيار الأصولي قريبا بتحكيم التحالفات و موقع الرئيس نجاد للإستمرا في الرئاسة للدورة الثانية في حال فوز مجموعته المقربة و الذي من شانه أن يجعل من مجموعة مثلث المنشقين معارضة أصولية فعالة في البرلمان الإيراني ستكون نواة تيار أساسي جديد في الساحة السياسية الإيرانية ستمهد الطريق بهدوء لمرحلة مابعد نجاد و تعمل بمثابة حاجز سرعة أمام تطلعاته خلال فترة حكمه بتحالف غيرمعلن مع المجموعات الإصلاحيية كما جرى في بلدية طهران و إعادة  إنتخاب قاليباف في منصب عمدة طهران رغم معارضة أنصار الرئيس الحادة.
و في حال فوز مجموعة المقربين من هذا المثلث بعدد كبير من مقاعد البرلمان سيمهد ذلك لهم فتح المجال للتحدث عن تغيير الرئيس بعد إنتهاء موعد ولاينه الأولى بإستقطاب مجموعات من الأصوليين أو على أقل تقدير تضمين الحصول على كرسي رئاسة البرلمان المقبل لعلي لاريجاني.
ستواصل الآن مع قراءها الحديث حول الإنقسامات في التيار الثاني الفعال في السياسة الإيرانية أي الإصلاحيين غدا.
طهران - الآن

تعليقات

اكتب تعليقك