من وراء هذه الكارثة؟
زاوية الكتابكتب إبريل 17, 2012, 10:19 م 1295 مشاهدات 0
ليس هي المرة الأولى التي تتعرض بها الكويت لكارثة بيئية بهذا الشكل ولكن هي المرة الأولى التي يكون فاعلها مشكوك في أمره وهو من داخل الكويت، فالمرة الأولى كانت بسبب الغزو الغاشم على الكويت والقصد منه إضعاف اقتصاد الدولة فضلا عن التلوث البيئي الذي يمكن أن يؤثر على البيئة البشرية ، وقد جاهدت الكويت بعد التحرير بإطفاء حرائق الآبار النفطية وكان آخر بئر تم إطفائه في 6/11/1991. ولكن هذه المرة ما القصد من تعريض الدولة لكارثة بيئية كان من الممكن الانتظار لإيجاد حلول لها؟
لقد تقدم منذ أيام مجموعة من نواب مجلس الأمة بالمشاركة مع أحد نواب المجلس البلدي بطرح مشكلة بيئية تتمثل في تراكم الإطارات المستعملة في منطقة 'رحيّة' بالقرب من مدينة 'الجهراء' ، ومن ثم تحول إلى تهديد بالمساءلة إذا لم تستجب الحكومة وتتلافى حدوث كارثة بيئية جراء وجود هذه الكمية من الإطارات المكدسة في تلك المنطقة . ويفترض أن تأخذ الحكومة قليلا من الوقت لاتخاذ إجراء أو حتى التصريح بالإجراء. ولكن حدث الحريق!
وانتقلنا الآن مع النواب إلى المطالبة بالتحقيق في الحريق، يا سبحان الله .... يملك نوابنا حاسة قوية في استشعار حدوث الكوارث والمصائب ، فالأمس تحذير من كارثة واليوم وقعت الكارثة ... كنا نتمنى أن تكون لديهم ملكة التعامل مع الكوارث بدلا من تصريح بالتهديدات والاستجوابات . والتساؤل الذي يطرح نفسه هو : إذا تم طرح الثقة بالوزير المختص الآن هل سيحد هذا من تفاقم التلوث البيئي؟
والأمر الأهم نحن نعلم أن الحريق بفعل فاعل : هل سيظهر؟ أم أنه احترق مع ما احترق؟ والأهم الأهم هل النواب لديهم منهج في التعامل مع الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية أم أنهم لا يملكون إلا منهج التهديد والوعيد ... الأفضل هو النظر في مدى توفر الإمكانات الطبية ومطالبة الحكومة بتوفيرها للحد من انتشار الأمراض ، والنظر كذلك في كيفية معالجة باقي المشكلة وكيفية التخلص منها بدلا من التهديد والوعيد؟
د. فاطمة الشايجي
تعليقات