سمير سعيد .. كثيرون تمنوا موته!!

زاوية الكتاب

كتب 8130 مشاهدات 0


بداية أتقدم بخالص العزاء لأسرة الفقيد الذي كان يحترمه الصغير و الكبير .. لدماثة خلقه و تاريخه الرياضي المشرف , خاصة و أنهيمثل بالنسبة لي ذاكرة جميلة تعود لأيام الصبا حيث الابتدائية والمتوسطة حيث كان كلما يدور ببالنا إنت قدساوي ولا عرباوي .. بخلاف الحال الآن إنت برشلوني و لا ريالمدريدي !!

أعود لعنوان المقال .. و المقصود منه هم فئتان: الأولى الطائفيون .. الذين لم يتحملو أن يروا الشعب الكويتي متكاتفاً ومتعاضداً في حادثة الفقيد سمير سعيد .. لقد اختفت من شريط العناوين الإخبارية و من أحاديث الدواوين تلك اللغة التي تمتزج بالكراهية و العنصرية لمجرد الاختلاف مع الآخر ..لقد شعرنا بآدميتنا و معنى الأخوة الإنسانية و الحب في الإسلام , لقد أصبحتالتغريدات في التويتر نظيفة .. بريئة .. طاهرة .. يملؤها روح الفريق الواحد .. مثلما كنا نرى الفقيد مع زملائه في الملعب .

و لكن هذا الجو الربيعي لم يحتمله أصحاب الأحقاد والقلوب السوداء .. لم يتحملوا أن يلعبوا هذه التمثيلية لأكثر من ذلك أمامالآخرين .. لقد كادت قلوبهم تنفطر ألما .. ليس من مشهد الفقيد و هو مسجى على سرير الإنعاش .. بل لم يحتملوا رؤية أنفسهم في المرآة و هم في رداء الملائكة و في وقار الحكماء .. لذلك فإنهم قد تمنوا في قرارة أنفسهم أن ينتهي الأمر سريعاً .

أما الفئة الثانية فهم مجرموا الطرقات سافكوا الدماء على الأسفلت الأسود .. كل منتهك لقانون المرور يمشي بسيارته وكأنها نعش طائر .. يهدد حياة كل من يمر أمامها أو يمشي على ظلالها , هؤلاء أصحاب دعسة البنزين فوق المئة وعشرين و كأن من حولهم هم جراد منتثر يدوس فيهم و لا يكترث .. كم من أسر ترملت نساؤها و تيتمت أبناؤها بسبب مستهتر لم يراع الله في أمانته التي وهبها إياه.. ونسى قول الله تعالى وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًاإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ – 18 سورةلقمان . لقد تمنوا أن ينتهي الأمر سريعاً لكي لا يتألم ضميرهم أكثر من ذلك!

لقد مات سمير سعيد .. و من كان يعتقد أنا لوحدة الوطنية أو الالتزام بالقانون هما مرتبطان بحياة الفقيد فهو مخطيء .. إنهامستمرة ما دامت الكويت لقيام الساعة إن شاء الله .. شاء من شاء و أبى من أبى .. منأهل الفجور بالخصومة أوالرعونة في الطريق . نسأل الله المغفرة و الرحمة لسمير سعيدو أن يلهم ذويه الصبر و السلوان .

نبراسيات : أسوأ السجون .. هي تلك التي لا تحدها جدران .. ولا يتوقفها زمان

 

عبدالله فيروز /كاتب كويتي و ناشط حقوقي

كتب: عبدالله فيروز /كاتب كويتي وناشط حقوقي

تعليقات

اكتب تعليقك