بث الصلاة عبر الميكروفونات زيادة لا حاجة لها.. برأي فيصل الزامل

زاوية الكتاب

كتب 881 مشاهدات 0


الأنباء

كلام مباشر  /  الميكرفونات عون على العبادة بغير أذى للعباد

فيصل الزامل

 

انزعج النبي صلى الله عليه وسلم من معاذ بن جبل، ليس لمعصية وقع فيها ولا لمخالفته أمرا أمره إياه ولكن لإطالته الصلاة وهو يؤم الناس في صلاة الفجر، حتى خرج من الصلاة بعض أصحاب الأعمال الشاقة التي تتطلب وجودهم مع دوابهم أو في مزارعهم في وقت مبكر، فلما رفع الأمر الى النبي صلى الله عليه وسلم قال له «أفتان أنت يا معاذ؟» وفي حديث آخر«أيها الناس إن منكم منفرين، من صلى بالناس فليخفف فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة» البخاري، من هنا ندخل الى موضوع فتح مكبرات الصوت في فترة أداء الصلاة الجهرية، وهو أمر يتعلق بالمواءمة التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من عمر تخفيض صوته في القراءة أثناء الصلاة، كي لا يشغل غيره، ولقوله صلى الله عليه وسلم «أيها الناس انكم لا تدعون أصم ولا غائبا» وأيضا طلب من أبي بكر رفع الصوت قليلا لأنه كان يصلي في الجهرية كما غيرها، من جهة خفض الصوت.

سبب طرح هذا الموضوع هو الحديث عن فتح الميكروفونات في المساجد أثناء أداء الصلاة، وذلك في مناطق سكنية، بالاضافة الى صوت الأذان، وهي زيادة لا حاجة لها، فالمصلون قد علموا بدخول الوقت، أو تم تذكيرهم به برفع الأذان علانية، وحتى هذا التذكير لا ينبغي أن يتم بصوت مرتفع فوق الحاجة، فللبيوت المجاورة حقوق مثلما أن على أهلها الواجب المناط بمجاور المسجد، ومن حقوقها ألا يرتفع الصوت ليبلغ آخر الحي على حساب السكان المجاورين، وأما بث الصلاة عبر الميكروفونات فهي زيادة أيضا لا حاجة لها، والفضل لله عليّ شخصيا أن معظم صلوات اليوم أؤديها في المسجد ولست مجاورا للمسجد في السكن ولكننا مطالبون بتحري الملاءمة بغير ميل لأي جانب، وبالطبع ينطبق الشيء نفسه على الحسينيات وأي جهة أخرى، سواء كان موقعها بين المساكن أو الى جانب المكاتب والمؤسسات والمصارف، وقديما قيل «الزيادة كما النقص».

أتمنى أن يكون شعار الجميع هو قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض الى نفسك عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى»، وبالطبع كل غيرة على الدين محل تقدير واحترام، والمرجو أن نرتفع بهذه الغيرة عن أي دوافع لا تكون في سمو هذا الدين وحنانه على جميع أتباعه، سواء في المذهب الواحد أو مع بقية المذاهب.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك