الذين يسبحون عكس التيار

زاوية الكتاب

كتب 1201 مشاهدات 0


 يبدو أن السيد أحمد الجار الله رئيس تحرير السياسة الكويتية يبحر عكس التيار ، كما يبحر المجلس العسكري في مصر حاليا في الاتجاه المعاكس فيرشح عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع ليعود بالثورة المصرية إلى المربع صفر . لقد عنون السيد الجار الله مقالة أخيرة له في سياسته الكويتيه ' شفيق ، عمر سليمان ، وعمرو موسى ' وقال في مقالته كلاما غريبا بأن هؤلاء الثلاثة هم الذين سيحافظون على هوية مصر الليبرالية وصب غضبه على الإسلاميين والإخوان المسلمين وقال إنهم سبب البلاء في مصر والكويت . والسيد الجار الله نسي أو تناسى أن هناك ثورة قامت في مصر فغيرت أجواء الفساد والعفن الذي ناصره التيار الليبرالي الذي يدافع عنه السيد الجارالله . وكان النظام السابق يحتضنه من أجل مناصرة العلمانية ضد الإسلامية رغم أن هوية مصر هي إسلامية ولم تكن علمانية أبدا... نعم هي دولة مدنية فيها معالم الحضارة ولكن تاريخها الإسلامي جب ما كان من تواريخ سابقة أيام الفراعنة والرومان .وقامت بعدها حضارة إسلامية أبهرت العقول . ثم .. نحن نريد أن نعرف كيف كان الإسلاميون سببا في تخلف الكويت ومصر .. ولم يحدث أن سرق الإسلاميون ، أو حولوا القناطير المقنطرة من الذهب والفضة خارج البلاد في فضائح الايداعات المليونية وغيرها ، لم نعرف أن الإسلاميين كانوا كذابين أو مداهنين  أو لهم أجندات خاصة تتصل بالعمالة مع الصهاينة والأمريكان . إن العداء للإسلاميين يصب في صالح العدو ليس إلا .. وإلا بالله قل لي بالله عليك  كيف سيستقر وطن كمصر أو الكويت والمخطط من أجل إفشال الإسلاميين سواء في البرلمان المصري أو البرلمان الكويتي يدبر بليل ..؟ ففي مصر ، يؤدي البرلمان أداء رائعا ولكنه يصطدم بحكومة شبه عاجزة لا تنفذ له قراراته . وفي الكويت  ، تحاول الأقلية تمزيق المجلس وتقزيمه بما يسمى بالاستجوابات  وهي كلمة حق يراد بها باطل ، الغرض منها تضييع الوقت في الملاسنة والصدامات وترك الأولويات .. وما يدور ذلك إلا بسبب أن الأقلية كانت في يوم من الأيام هي الأغلبية فتريد ضعضعة الاسلاميين عن عرشهم الجديد .. وليست الغاية مصلحة الكويت ، ولكنه الهدم ليس إلا .. كما يحدث في مصر بالضبط .. والآلة الإعلامية واحدة هنا وهناك  تهدم ولا تبني ، ولا يهمها إلا التشويه والتدليس وقلب الحقائق .. ولكن يبدو أن طريق التغيير طويل ويحتاج إلى الصبر والمثابرة .

الدكتور: حمد العصيدان

كتب: الدكتور: حمد العصيدان

تعليقات

اكتب تعليقك