علي الكندري يتسائل: لماذا تذيلنا قائمة الدول في جميع المجالات؟

زاوية الكتاب

كتب 625 مشاهدات 0


القبس

حكومات مجلس إدارة جمعية تعاونية

علي الكندري

 

الدراسة القيّمة التي قدمتها القبس حول الوضع التعليمي في الكويت، يفترض ان تكون منهاجاً وبرنامجاً للحكومة لانقاذ الوضع التعليمي المتردي في البلاد، الا اننا نشك في الحكومة، اي حكومة، ان تفعل شيئاً لمصلحة مستقبل الوطن، حكوماتنا جميعا، وكأنها حكومات تصريف العاجل من الامور، لم نجد يوماً اي حكومة قدمت برنامجاً لمصلحة مستقبل الكويت، سواء في التعليم أو الصحة أو اي مجال آخر.. قدمت برامج انشائية مكتوبة، نعم، ولكنها لم تحاول تنفيذ اي شيء مما قدمته، ولا اعتقد انها تفعل طالما تنظر الى مستقبل الوطن مثل نظرة مجلس ادارة جمعية تعاونية توزع الأرباح وتقدم الخدمات للمساهمين كي يحوزوا رضا المساهمين، اضافة الى استفاداتهم الشخصية من عضويتهم في مجلس الادارة، حيث اولوية الخدمات لهم ولعوائلهم واقربائهم، اما المشاريع المتعلقة بتطوير منطقة عمل الجمعية، فآخر ما يفكرون فيها لانها لا تكسبهم انتخابياً.

ليخرج كائن من كان ويقول ويشرح: لماذا صرنا في ذيل قائمة الدول في جميع المجالات؟ لماذا تعليمنا مترد، وهابط، ولا يخلق مواطناً صالحاً متعلماً ناكراً للذات؟ لماذا الخدمات الصحية عندنا صفر على الشمال، والعيادات الخاصة تتكاثر يومياًَ بالعشرات، رغم صرف الملايين على الصحة؟ لماذا اقتصادنا متدهور وما الذي يؤخر امكانية تحويل بلادنا الى مركز مالي وتجاري عالمي؟ لماذا اي مشروع تنفذه وزارة الاشغال ولا يستغرق شهراً يستمر سنتين، ولماذا معظم مناطق البلاد وامام المنازل تحولت الى حفريات دائمة؟ ومتى ينتهي العمل في شارع المطار؟ نصف كيلومتر اكثر من سنة.. وهل يا ترى تستطيع الحكومة او هي قادرة على حل مشكلة المرور والاختناقات القاتلة؟

لا اعتقد ان الحكومة قادرة على حل ابسط المشاكل، ومشكلة المرور مثال، ليتفضل من يشكك في ما نطرح ويجيبنا عن هذه الاسئلة، بل على مئات الاسئلة المشابهة، ما الذي ينقصنا حتى نكون في مقدمة الدول المتقدمة؟ المال متوافر وبكثرة، الكفاءات البشرية متوافرة وبكثرة ايضا، ولكن ينقصنا الاخلاص والامانة في اداء اعمالنا، والضمير الغائب وحب الوطن.

سنوات طويلة ونحن نكتب عن التعليم المتردي والمستوى الهابط، ولم تفكر حكوماتنا يوماً بأن التعليم الحقيقي اساس تقدم الدول وتطورها، والتعليم المتطور هو الذي يخلق شعباً متطوراً في التفكير، ومثابراً في العمل والانتاج، ومنذ التحرير من الغزو العراقي الغاشم، وكل امورنا في ترد، بينما كان العكس هو المفروض ان يحصل، ويبدو ان الغالبية اقتنعت بأننا دولة مؤقتة ويجب ان نصفّر الميزانية قبل انتهاء الدولة، حتى كتلة ال‍ 35 في مجلس الامة، وهي القادرة لو ارادت على انتشالنا من الاوضاع المتردية المزرية، غائبة، قضية التعليم لم ترد ضمن اولوياتها ال‍ 28.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك