مصر ضحية العسكر والإخوان والسلف.. برأي مبارك الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 896 مشاهدات 0


الراي

أوراق وحروف  /  مصر عايزة... محمد علي!

مبارك محمد الهاجري

 

كم خسرت مصر المحروسة، الكثير الكثير بسقوط الملكية، التي يتحسر المصريون على فقدانها بسبب انقلاب نفذه بعض الطامعين المهووسين بالسلطة المطلقة من قادة الجيش الذين رسخوا حكمهم بالبطش والقهر وتكميم الأفواه، فبعد أن كانت تلك الأفواه تنطق وتنتقد في عهد آخر ملوك مصر فاروق، أصبحت في عهد العسكر صامتة صمت القبور، ومن يهمس مصيره الغياب القسري وراء أشعة الشمس!
مصر، ضحية العسكر، والإخوان، والسلف، وكلٌ بما لديهم فرحون، يعرضون بضائعهم الكاسدة، لعلهم يظفرون بكرسي الرئاسة والزعامة على عرش محمد علي، فهل يوجد من بين هؤلاء شبيه بمحمد علي، الذي رفع من شأن مصر بين الأمم، وحقق لها أعظم الانجازات وجعل منها منارة علمية وصناعية عظيمة ذاع صيتها في ذاك الزمان؟... 
اليوم تندب مصر حظها العاثر الذي أوقعها بين العسكر والأحزاب المتأسلمة، خياران لا ثالث لهما، ما لم ينهض الشعب ويعيد إلى مصر أمجادها باختياره الصالح والأمين بعيدا عن الفريقين اللذين بانت مطامعهما وطموحاتهما غير المشروعة، فريق أتى عبر انقلاب على الملكية، وفريق يدعي التدين، وهو يمارس سياسة، والسياسة وكما هو معلوم تدخل المرء في السيئ والأسوأ، فأي تدين هذا، وأنت تلعب على الأمة وتخدعها، تهادن وتساوم، لأجل مصالحك الدنيوية الآنية؟! 
لو كان الأمر بيدي، لأرجعت الملكية إلى مصر، ملكية دستورية، وزمام الأمور بيد الحكومة، كما الحال في بريطانيا حيث الاستقرار السياسي، والحقوق المتساوية بين الجميع، والحياة ماشية تمام التمام، دون نكد الإخوان، وتزمت السلف، وديكتاتورية العسكر!
* * *
النظام الانقلابي في السودان، يسير ببلده إلى الهاوية السحيقة، ولم يعد هناك من مفر سوى بإعادة الحكم الديموقراطي إلى الشعب المطحون بسبب الحروب المفتعلة من قبل هذا النظام، الذي أحرق الأخضر واليابس في جنوبه وشرقه، وحارب مكونات مجتمعه في محاولة يائسة للاستمرار في السلطة فترة أطول، وها هو رأس النظام يقول للتلفزيون الرسمي، المناخ الآن هو أقرب إلى مناخ الحرب من مناخ السلام!.. أي حرب هذه التي تدعو لها، وبلدك يئن من وطأة همومه، ألم يكفه أن نظامك قطع السودان، شمالا، وجنوبا، هذا عدا قضية دارفور، وغيرها من القضايا التي تجعل المرء يستغرب استمرار هذا النظام في السلطة حتى اليوم!.. يبدو أن النظام لم يقرأ أحداث الربيع العربي جيدا، ولم يتعظ مما حدث في البلدان المجاورة له، كمصر، وليبيا!

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك