عن أزمة سكرتيرة 'الطبطبائي' يكتب غسان العتيبي

زاوية الكتاب

كتب 1815 مشاهدات 0


القبس

رأي  / تكسير المجاديف

غسان سليمان العتيبي

 

تعمل السلطتان التشريعية والتنفيذية على القيام ببناء الدول والعناية بالصحة والإسكان والتعليم، وتنظيم القطاع الإداري، وجعل وزارات الدولة خادمة للمواطن وقائمة على توفير ما يلزم من متطلبات الحياة.. وهذا هو الوضع الطبيعي في كل الدول الطبيعية.. ولكن الأمر في ديرتنا مختلف.. فالسلطة التشريعية ممثلة في النواب الأعزاء مهامها التفتيش عن النائب الفلاني والوزير العلاني الذي قضى سهرة ضاجة مملوءة بأطايب الطعام.. والآخر الذي اشترى سيارة من طراز صاروخي.. والأخير الذي ارتبط بفتاة تصغره سنا وهد بيته وزوجته.. وتناسى نوابنا الكرام كل المشاكل التي يئن من وطئها الوطن كالتعليم وأزماته.. والاسكان وهمه.. والبطالة التي استشرت بين الشباب كالنار في الهشيم.. والصحة ومفاسدها.. ومنها على سبيل الذكر سفر أشخاص على نفقة الدولة للعلاج بعد توسط نواب الأمة، لأنهم يعانون من نوبة برد تعالج بقرص «بنادول»، وزيارة مستوصف المنطقة.. ولكن السفر في الواقع ليس للعلاج ولكن لقضاء إجازة الصيف على نفقة الدولة.. تناسى نواب الأمة كل هذا وراحوا يتنابذون وينمنمون ويثرثرون.

قضية الساعة التي هي قيد دراسة نوابنا الأغرار.. هي قضية قومية وأساسية في بناء الديرة والنهوض بها.. هي ركن ركين في الاقتصاد، وهي مفتاح الانطلاقة للقضاء على البطالة.. وهي حل اللغز الذي طال بحثه لتعديل مسار الصحة.. تلك القضية الجهنمية والاشكالية فوق العادية هي قضية سكرتيرة النائب وليد الطبطبائي!

أمر مضحك ومحزن في الوقت ذاته.. المضحك تلك السطحية التي وصل اليها بعض نواب الأمة.. والمحزن والمكدر للصفاء تناسي كل القضايا الأساسية والمحورية والانشغال بتوافه الأمور وتسليط الضوء عليها.. فالجميع راح يتحدث عن سكرتيرة النائب، وهل تذهب الى الدوام أم لا.. وهل؟ وهل؟ وهل؟ وهرج ومرج وضجة إعلامية في الصحافة والتلفزيون.. وكأن جميع النواب منزهون عن الخطيئة.. وسؤالي مَن مِن نواب الأمة لا يملك سيارة؟ بالرغم من ذلك فإن الدولة تهب لكل نائب سيارة؟.. هل يقتصر استخدام السيارة على تحركات النائب المحترم؟! كلا.. بل تجدها في الحفلات والأعراس والتشفيط والتقحيط والمغازلة على شوارع الخليج! هذه واحدة.. الأمر الثاني أنه لا أحد منا سيدنا يوسف.. فنحن بشر، والبشر عرضة للخطأ والصواب.. وما من أحد من نوابنا بلا أخطاء، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمهم بحجر.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك