د.شملان العيسى: لهذه الأسباب فاز الإسلاميون وخسر الليبراليون!

زاوية الكتاب

كتب 914 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  لماذا فاز الإسلاميون وخسر الليبراليون!

د. شملان يوسف العيسى

 

شهدت الساحة المحلية هذه الايام سيلا من المقالات والندوات والمحاضرات التي تتهجم على رموز التيار الوطني والليبرالي واتهامهم بالتقاعس وعدم العمل وان سبب فوز الاسلاميين والقبليين يعود بالدرجة الاولى الى تقاعس الليبراليين وعدم تنظيم صفوفهم وكثرة خلافاتهم..
لا احد ينكر بأن الفكر الليبرالي لا يلقى له قبول على الساحة المحلية لأننا بكل صراحة نطرح مفاهيم جديدة ليست موجودة لا في عاداتنا ولا تقاليدنا.. منها مثلا قضية الحرية الشخصية والحريات بشكل عام والحريات الاقتصادية.. وهذه المفاهيم النبيلة لا تلقى قبولا عند الناس العاديين من البسطاء فهم يفسرون الحرية بأنها الحرية المطلقة غير المسؤولة.. مثل الدعوة للفجور والتفسخ والدعارة وغيرها، كما اطلقها احد الدعاة الاسلاميين.. الذي اكد بأن الليبراليين يبيحون الجنس لاولادهم وبناتهم وزوجاتهم، وغيرها من اتهامات السخافة ولغة الشارع المبتذلة.. ولا احد فهم معنى الحرية بأنها الحرية المسؤولة التي ينظمها القانون لمنع تعسف الدولة أو المنظمات الرئيسة.
الليبراليون يدعون الى الحرية الاقتصادية بمعنى تقليل هيمنة الدولة على الاقتصاد وفتح المجال للجميع للمنافسة الحرة الشريفة البعيدة عن الاحتكار والاستغلال، نحن الليبراليين نصر على الدولة المدنية التي يحكمها الدستور والقانون ونرفض زج الدين بالسياسة.. لأن ذلك يقوض اسس الدولة المدنية ويخلق الخلافات المذهبية والدليل على ذلك استجواب النائب محمد هايف لوزير الاوقاف فقط لأنه لم يراقب الحسينيات.. لماذا يريد النائب السلفي مراقبة الحسينيات؟ وهل هذه من اولويات الدولة؟ وماذا نستفيد كشعب من شق المجتمع؟ النائب المحترم منطلقه العقائدي السلفي يرفض فيه التعايش مع الآخرين الذين يختلفون عنه بالمذهب.. لذلك لا تهمه الوحدة الوطنية ما دام هناك قاعدة شعبية انتخبته بسبب انتمائه القبلي والديني.. التيار المدني يريد دولة القانون الذي يتساوى فيها الجميع.. لكن الناس البسطاء لا يريدون تطبيق القانون.. بل يريدونها فوضى وحسب المزاج.. هل يعقل ان يسعى نواب في مجلس تشريعي يحترم نفسه للدعوة لفرض «عقوبة الاعدام» مرة واحدة على كل من يسيء للخالق أو الرسول محمد وصحابته؟.. هنا ستبرز عدة اشكاليات قانونية اذا ما طبق مثل هذا القانون غير العقلاني من الذي سيحدد الاساءة؟ وما ظروفها؟ وما وسيلتها.. وهل يطبق القانون على المجانين والاطفال وغيره ممن فقدوا عقولهم..
نحن نرى بأن تحكيم العقل والقانون هو الفيصل في حل كل مشاكلنا وليس ضجيج الشارع وتظاهرات الدهماء من الجهلة.
لماذا نجح الاسلام السياسي؟ هناك اسباب كثيرة اهمها قوة التنظيم وبساطة الايديولوجية السياسية وشعبيتها.. فكل مسلم يعتقد بأن الاسلام هو الحل.. كما ان الاحزاب الاسلامية خصوصا في الخليج هادنت الحكومات وعملت معها على كبح التيارات الوطنية والقومية والليبرالية.. فالتيار الاسلامي لديه بنوك وشركات اسلامية واكثر من وزارة يهيمنون عليها ويفرغون كوادرهم الحزبية للعمل لصالح الحزب من اموال الدولة.. كما أن لا احد يعرف اين تذهب اموالهم وكيف تصرف؟ لأن الدولة غير قادرة على جمع اموال فواتير الكهرباء والماء والخدمات فما بالك بمراقبة اين تذهب اموال جماعات الاسلام السياسي؟!!
واخيرا مطلوب من جميع القوى المدنية جمع صفوفها وتنظيم نفسها والابتعاد عن الشخصانية وحب الذات وتشجيع الشباب والشابات على تأصيل مفاهيم الدولة المدنية وهي دولة القانون والدستور والحريات العامة والعدالة والمساواة وحقوق الانسان ورفض الوصاية على المجتمع التي يحاول بعض النواب فرضها علينا.. نريدها مدنية لا اسلامية.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك