عن حبس 'المليفي' يكتب وليد الجاسم

زاوية الكتاب

كتب 842 مشاهدات 0


الوطن

من حبس المليفي؟!

وليد جاسم الجاسم

 

لا نتفق أبداً ولا نوافق على ما كتبه الكاتب محمد المليفي.. ولا على استفزازه المتتالي للإخوة الشيعة في الكويت، ولا نميل بشكل عام الى انتهاج أسلوب الإثارة المذهبية إلا في حدود إبراز الخلاف الإيجابي الذي يعكس القدرة على التعايش في ظل الاختلاف بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد، وليس بالضرورة التقارب بين المذاهب فالمهم والمطلوب هو القدرة على التعايش وتقبّل كل طرف للطرف الآخر.
لكن المليفي عندما اندفع وعبّر عما يجول في خلده وبين ثنايا عقله إنما كان جزءاً من حالة مجتمعية عامة سيطرت ليس عليه وحده، بل حتى على من يفترض فيهم أن يكونوا قادة المجتمع وقدوته في العمل نحو التطور والتنمية.. وهم النواب الذين اندفعوا اندفاعاً طائفياً غير مسبوق خصوصاً في السنة الأخيرة، ومن المؤكد ان مثل هذا الاندفاع منهم يلقى تأثيراً في المجتمع يتمثل في حالة الاحتقان الطائفي الدائم التي تعكسها مقالات الكتّاب بالصحف، والمغردين في تويتر وحتى في المناقشات اليومية بين المواطنين في أماكن العمل والديوانيات، بل وامتدت إلى طلبة المدارس أيضا.
إذاً.. فإن الكاتب محمد المليفي عندما أقدم على ما أقدم عليه من خطيئة بحق إخوة لنا في الكويت لهم ما لنا وعليهم ما علينا، إنما كان متأثراً بحالة مجتمعية عامة منساقاً إليها انسياقاً أفلت قدرته على لجم نفسه وضبط قلمه، فجاءت كلماته قاسية جداً الى حد التهور، وبشكل غادر الموضوعية المحتملة في مناقشات حساسة من هذا النوع.
ومما لاشك فيه أننا لا نتدخل في أحكام القضاء ولا ننتقدها.. إنما نعبّر هنا عن رأينا وأمنيتنا أن يأخذ القضاء بعين الاعتبار عموماً، وفي هذه القضية على وجه الخصوص في الاستئناف المقدم من دفاع المليفي أننا نعيش في هذه الحالة المجتمعية العارمة ولا يحكم بمعزل عنها، فهناك أسباب محفزة للاندفاع والتهور لدى الناس والكتّاب أهمها ان «المشرّعين».. أو النواب يقودون – مع الأسف – مثل هذا التوجه الطائفي المزعج الى حد الخطورة على المجتمع في ظل غياب كامل للدولة والحكومة أشعر الجميع بأن من حقهم فعل أي شيء يخطر على بالهم وأن العقاب لن يطولهم، فهم في حمى النواب الأبطال! ولهذا وجدنا من يريد أن يشتم.. يشتم مثلما يشاء ومن يرغب في أن يقتحم.. يقتحم كيفما شاء.. فلا سلطان عليهم ولا قانون ولا هم يحزنون.
لهذا.. أتمنى أن يكون عقاب المليفي في حكم الاستئناف مخففاً وليس بهذه القسوة، وأتمنى على المحكمة الموقرة أن تأخذ بعين الاعتبار اعتذاره للإخوة الشيعة المنشور في جريدة «الوطن» على لسانه، كما أتمنى أن يضع النواب سنة وشيعة.. حضراً وقبائل حدّاً لشطحاتهم وسقفاً لاندفاعاتهم، فهم محميون بالحصانة، ولكن من يتأثرون بهم ويندفعون سيكون مصيرهم أن يضيّعوا سنين هامة من أعمارهم خلف القضبان.. حيث لا ينفع نائب ولا غيره.
اتقوا الله في بلادكم وأهلها.. وشوية عقل يرحمكم الله.

ملحوظة عامة

إذا أكثرنا من انتقادنا للنواب فلأننا نظل نبني عليهم آمالاً، وأن من بينهم من سيفعل شيئاً، أما الحكومة… فلا ننتقدها كثيراً لأنها غير موجودة أصلاً.. فهي مجرد منفذ سيئ لأوامر النواب.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك