تحت شعار 'إعاقتي لا تعيق قراءتي'

محليات وبرلمان

الاحتفال باليوم العالمي لكتاب الطفل

792 مشاهدات 0


بدأت الحركة الثقافية في الكويت في فترة مبكرة جدا من تاريخها تكاد تكون متزامنة مع تأسيسها، على الرغم مما كانت تعانيه قديما من شظف العيش وقسوة الحياة، وقد ساعد الكويت على معانقة العمل الثقافي ما تمتع به شعبها من مرونة وانفتاح ونبذ للتعصب والتزمت المحيط بها، وما تهيأ لها من شخصيات إصلاحية متنورة قادت بواكير الحركة الثقافية والتنويرية في القرون القليلة الماضية إلى الحد الذي أصبحت فيه أغلب هذه الشخصيات شخصيات إقليمية ودولية تتنازعها أكثر من دولة حيث إنها ساهمت في قيادة التنوير والحركة الثقافية في الكويت وخارجها كما هي الحال بالنسبة إلى الشيخ عبدالعزيز الرشيد، خالد الفرج، الطبطبائي، الشيخ يوسف بن عيسى وغيرهم. وهذه الحركة الثقافية والتنويرية سرعان ما أضحت مصدر تنوير في المنطقة برمتها.هذه الحركة الثقافية المستنيرة أخذت تنمو وتتوسع وما لبثت أن تحولت قبل الاستقلال ومع بدايات عصر النفط، إلى رسالة ثقافية رائدة عربيا تجسدت في إسهامات الكويت الثقافية عبر مجلة «العربي» خاصة ومطبوعات وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عامة إلى جانب الريادة في المسرح وبقية المؤسسات الثقافية.وقد انضم إلى هذه النهضة الثقافية رافد جديد يتجسد في اهتمام الكويت بثقافة المكفوفين وهو اهتمام مبكر جدا تزامن مع حركة الثقافة في الكويت وبدايتها بدخول طريقة برايل والبداية المبكرة لتعليم المكفوفين وطباعة برايل الخاصة بهم.ولا يخفى على أحد أن المكفوفين في الكويت كانوا فاعلين ومشاركين في الثقافة وإنتاجها من أمثال البصير، الشبيب، العسكر، عبدالله الفضالة، ومن سبقهم ومن سيأتي بعدهم.وبما أننا في عصر المؤسسات فإن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حرص منذ تأسيسه على الاهتمام بهذا المجال، وقد تجسد ذلك في التعاون مع مؤسسات المكفوفين خاصة جمعية المكفوفين الكويتية التي تزامن تأسيسها مع تأسيس المجلس الوطني، إذ إن الطرفين يلتقيان حول هدف مشترك هو المساهمة في رسالة الكويت الثقافية، والاهتمام ثقافيا بهذه الفئة.انطلاقا من إيمان القائمين عليهما بأهمية وضرورة أن يكون لذوي الإعاقة البصرية حقهم الثقافي والإنساني في متابعة الجديد في عالم النشر، باستخدام الوسائل القادرة على تحقيق ذلك، وإذا علمنا أن نصيب المواطن العربي من الكتب منخفض مقارنة بنصيب الفرد في بلاد العالم الأخرى، فإن الأمر يكاد يكون معدوما أو نزرا يسيرا بالنسبة إلى القارئ العربي الكفيف، فضلا عن ارتفاع ثمن هذه المطبوعات وصعوبة طباعتها.ويأتي هذا التعاون ليسد حاجة ضرورية وحيوية، باعتبارها موجهة لقطاع كبير من القراء العرب وهو جمهور متنوع جنسا وعمرا وثقافة.إن أهمية هذا التعاون لا تأتي من كونه مجرد سلسلة كتب تطبع بطريقة برايل، إنما هو مشروع توعوي تنموي يقدم إضافات جديدة إلى رصيد الكفيف الثقافي بالمساهمة في إخراجه من قوقعة الثقافة التقليدية والكلاسيكية ويقدم له ثقافته العربية وتراثه الكويتي ويفتح له نافذة جديدة على أحدث الإصدارات والتيارات الحديثة في الأدب والفكر بمختلف مجالاته.نأمل أن يكون هذا التعاون شجرة مثمرة تثري هذا القطاع الإنساني وتجسد وتؤكد وتعمق اهتمام الكويت بالمكفوفين.يمثل هذا التعاون نموذجا يحتذى للتعاون والتآزر بين مؤسسات المجتمع والتنسيق بينها دون انقطاع رغم تغير الأشخاص، ونموذجا للاقتصاد والاستثمار في الوقت والجهد والتكلفة، بحيث إن المكفوفين لا يضطرون للبدء من الصفر في بناء مشاريع ثقافية تتطلب الكثير من الجهد والوقت والمال في التخطيط والدراسة والتأليف ولا يحتاج المجلس الوطني لتأسيس مطابع للإنتاج بطريقة برايل، إذ إن الاستفادة من إمكانات كل طرف ودمجها في جهد واحد مشترك سيأتي بنتيجة أفضل.مراحل الاهتمام الثقافية بالمكفوفين:منذ بدايته حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الاهتمام بالمكفوفين بتزويدهم بإنتاجه الثقافي ومطبوعاته كمرحلة أولى تلتها الثانية بتخصيص جناح لمطبوعات برايل في معرض الكويت الدولي للكتاب بالتعاون مع جمعية المكفوفين الكويتية منذ عام 1996، ومازال مستمرا. وتلتها المرحلة الثالثة التي تمثلت في القيام بإنتاج مطبوعات بطريقة برايل كإسهام في فعاليات الكويت عاصمة الثقافة العربية في عام 2001 تمثلت في:- قصة للأطفال باسم (ساداكو).ـ كتاب (هويتنا، تراث وآثار) للدكتورة غادة الحجاوي.- سلسلة (المقتطف) من مطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بطريقة برايل (9 أعداد).وفي عام 2006، تم البدء في طبع طبعة خاصة بطريقة برايل من (سلسلة إبداعات عالمية).والمجلس الوطني وجمعية المكفوفين الكويتية يتوجان هذا التعاون بتدشين مكتبة للمكفوفين ضمن المكتبة الوطنية إلى جانب البدء قريبا بتحويل كافة مطبوعات المجلس الوطني إلى طريقة برايل.يمثل هذا التعاون نموذجا يحتذى وتجربة فذة تعكس الوجه الحضاري المشرق لدولة الكويت وتساهم في التنمية الثقافية.الإصدارات:تم إصدار عدد 31 كتابا بطريقة برايل (46 مجلدا) باعتبار أن بعض الكتب أكثر من مجلد.ثمرة التعاون بين المجلس الوطني وجمعية المكفوفين الكويتية على النحو التالي:> قصة للأطفال بعنوان ساداكو.> كتاب هويتنا تراث وآثار.> سلسلة المقتطف (9 كتب).> سلسلة إبداعات عالمية (21 كتابا - 36 مجلدا).

الآن- محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك