لاتقزموا المجلس بالإستجوابات

زاوية الكتاب

كتب 858 مشاهدات 0

د. حمد العصيدان

بداية اسمحولي ان قلت لكم ان نواب الاستجوابات يساهمون في قتل المجلس بقصدا او بغير قصد وهذه حقيقة. إن توالي السيل المنهمر في قصة الاستجوابات يقزم المجلس ولا يساعد في رفعته ولا يدفع به إلى الأمام فهناك قوانين لها أولوياتها  يجب أن تقر من جانب النواب كقوانين التقاعد المبكر، وتقليص مدة وإجراءات الحبس الاحتياطي،وقانون التأمين ضد البطالة لحماية أبناء الكويت من تداعيات مشكلة البطالة، وقانون المشروعات الصغيرة والوسطى، وكذلك تعديل قانون المناقصات للمحافظة على المال العام من الهدر، وقانون إنشاء المدن الطبية لتحسين المستوى المتردي. وهذه بالفعل قوانين مطروحة ويجب أن نستمر في تأييدها من أجل تحريك البوصلة نحو الاتجاه الصحيح .

 

إن تحريك البوصلة نحو اتجاه القوانين والتشريع وكذلك الرقابة لا يمنع الدور المهم للنواب في كشف الفساد وهو ما كان ظاهرا في البرلمان السابق ويجب أن يستمر النواب الشرفاء في تلك الرسالة ، ونحن في ذلك مع التعاون وليس التهاون .. ولكن كل شيئ يجب أن يتم وفق القواعد القانونية وليس مجرد تكتيك لتضييع الوقت والمغالبة اللفظية بهدف التأزيم والشو الإعلامي .

 

إننا أيضا لا نريد مشهدا فكاهيا فيه نوع من صراع الديوك في برامج التوك شو أو مشهدا ضاريا فيه تكسير للعظام كما يحدث في حلبات المصارعة يعكس صراع الإرادات بين الأغلبية والأقلية بسبب الانقلاب الذي حدث في تشكيلة المجلس في الانتخابات الأخيرة . فهذا يتحفز لهذا ، وهذا يتحفز لهذا من أجل الغلبة وليس لمصلحة الكويت . . وبالتالي تلوح في أفق الحياة السياسية الكويتية بوادر أزمة تنذر بعاصفة متكررة من الاستجوابات لرئيس الحكومة وعدد من الوزراء، وسط توقعات بأن لا تقتصر أضرارها على تحويل دور الانعقاد الحالي إلى مسرح للتجاذبات السياسية بين الأغلبية البرلمانية التي تمكنت من الإمساك بمفاصل البرلمان، والأقلية التي كانت أغلبية سابقاً وتشعر بالانزواء وعدم القدرة على المواجهة بعد تخلي الحكومة عنها واصطفافها مع الأغلبية التي تضمن بقاءها .

 

فهل المعادلة أصبحت بهذا التضاد الخاسر بين أغلبية مجاهدة وأقلية منزوية ..؟ تلك الأغلبية التي تمكنت بعد معارك وحروب شرسة ومظاهرات وتجمعات في 'ساحة الإرادة ' وحراك شبابي ساعد على تصدره ربيع عربي اجتاح المنطقة، باتت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أجندتها كاملة، وتلك الأقلية التي ابتعدت عنها مقادير الأمور بعد زمن طويل تحكمت فيه في كل شيء، وأصبح شغلها الشاغل الآن الحفاظ على مواقع تحققت أو مواطئ قدم في معادلة التأثير، وهدفها قلب الطاولة في أي وقت تتمكن فيه من ذلك لإعادة ترتيب وصياغة المعادلة من جديد .

إن الخاسر هو المجلس الذي نحذر من تقزيمه ومن قبله الكويت ذلك البلد الكبير بموارده ورجاله ويأبى على التصدع والتقزيم .

 

الدكتور/ حمد العصيدان

كتب: د. حمد العصيدان

تعليقات

اكتب تعليقك