الزيد يكتب: هذا ما يريده الفضالة و'التيار العنصري'؟!

زاوية الكتاب

كتب 281 مشاهدات 0


النهار

الخلاصة  /  الفضالة يطارد سراباً (2)

زايد الزيد

 

أزعم ان السيد صالح الفضالة رئيس ما يسمى بجهاز معالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية حين قبل ان يتسلم مسؤولية هذا الجهاز، كان يتصور ان باستطاعته ان يحل قضية «البدون» بسهولة من خلال تطبيق منظوره العنصري، أزعم أنه كان يتصور ان مزيدا من التضييق على «البدون» كفيل بحل المشكلة.
جاء الرجل للجنة فقرر ان الحل سيستغرق خمس سنوات، وهي مدة طويلة الغرض منها ممارسة المزيد من محاولات المماطلة بالقضية وبأهلها، غير آبه بالآثار السياسية والاجتماعية والأمنية التي ستترتب على ترك المشكلة من دون حلول.
وجاء الحراك السياسي الشعبي المحلي، وأعقبه ربيع الثورات العربية، فقام «البدون» بتظاهراتهم السلمية المطالبة بانهاء مآسيهم، مستفيدين من تلك الأجواء، صحيح أن السلطة تعاملت بعنف شديد مع «البدون» المتظاهرين، فحبست بعضهم، وهددت بعضهم الآخر، إلا ان السلطة أدركت أن سياسات التضييق على «البدون» والتعامل الأمني معهم لن يجدي نفعا، بل أنها أيقنت ان مثل هذه الأساليب - في عصر الثورات العربية والاعلام المنفتح - ستفجر الأوضاع الأمنية في البلد، وقد كتبت بعض التقارير الأمنية بهذا  المضمون، وسلمت للقيادة السياسية، ومن هنا تراجعت حظوظ التيار العنصري المتمثل في الفضالة في تسلم هذا الملف الحساس، لذا فإن الفضالة قام بتسريب اشاعة عن استقالته من الجهاز، بعد ان سمع من أكثر من طرف ان السلطة اعتبرته مخادعا لها في تبسيط قضية البدون من خلال منظوره العنصري الذي يرتكز على التضييق على البدون ولا شيء آخر غيره، في المقابل قام الفضالة بتحريك مجموعة من «العنصريين» الذين يطلق عليهم زورا وبهتانا «رجال دولة» بالضغط على السلطة لابقائه على سدة الجهاز مقابل اتخاذه اجراءات أكثر مرونة مع «البدون».. وقد كان.
بعد هذا مباشرة، تحدث الفضالة عن استحقاق اعداد من «البدون» للجنسية، لكنه لم يقل لماذا لا يشرع جهازه بتجنيسهم ماداموا مستحقين؟! طبعا هذا يثبت ان الرجل يتبع نهج المماطلة في التعامل مع الملف ولا يريد الحل، وتفتق ذهنه عن بحث القضية مع العراق ودول الخليج، رغم انه يعلم تماما ان العراقيين يتعاملون مع أي قضية مشتركة يطرحها الجانب الكويتي، بابتزاز كبير، كما فعلوا ويفعلون مع قضايا الديون والتعويضات المستحقة عليهم، فإذا كان العراقيون يبتزوننا في مستحقاتنا، فكيف سيتصرفون تجاه قضية نريد منهم ان يساعدوننا بها؟
أما دول الخليج فليس لديها مايمكن ان تقدمه لقضية هي كويتية بامتياز وهم غير معنيين بها لا من قريب ولا بعيد، ولو كان الفضالة يريد فعلا ان يتبادل المعلومات عن البدون مع دول الخليج، لغلف زياراته بالسرية، لكنه حرص على اشاعتها من خلال بهرجة اعلامية غير مسبوقة في التعامل مع ملف بهذه الحساسية، والأمر اللافت للنظر ان زيارة الفضالة لم تحظ بأي تغطيات صحافية من جانب الاعلام الخليجي، ما يدل على ان الفضالة ومن يدعمه من «التيار العنصري» في الكويت، يريدون ان يوصلوا اكثر من رسالة «مخادعة» لأكثر من طرف، فبالنسبة للسلطة يريدون ان يوهموها بأنهم يعملون باجتهاد لحل القضية، وبالنسبة لمجلس الأمة يريدون ان يقطعوا الطريق على مشاريع القوانين التي تعالج قضية «البدون» والتخفيف على أهلها، أما الرسالة التي يريدون ان يوصلوها لـ«البدون» فهي ليست سوى محاولة قطع آمالاهم من اي بوادر لحل القضية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك