'الأولويات' الغائب الأكبر في استجوابات النواب.. فوزية أبل مستنكرة

زاوية الكتاب

كتب 484 مشاهدات 0


القبس

الأولويات.. وقطار الاستجوابات

فوزية أبل

 

أسئلة ملحّة لابد من طرحها في ضوء الاستجواب الذي تعرّض له سمو رئيس مجلس الوزراء والتلويح باستجوابات أخرى، وأيضاً التفسيرات المتباينة لطروحات هذه الكتلة أو تلك، والأهم التفسيرات لمفهوم «الأغلبية» و«الأقلية». في الحقيقة لقد أفرزت الانتخابات البرلمانية الأخيرة بنية جديدة لتركيبة مجلس الأمة، فهناك أغلبية تتألف من كتل عدة، وكذلك بالنسبة إلى الأقلية، وهناك ممارسات مختلفة داخل كل من «الطرفين» إذا صح وصفها على هذا النحو.

واللغط الذي برز في استجواب رئيس الوزراء لا ندري ما إذا كان سيأخذ أبعاداً أخرى، وما إذا كان مجلس الأمة سيكون هو الخاسر في النهاية إذا استمر خلط الأوراق، وطغيان الاعتبارات الشخصية على أي اعتبار آخر، وعلى أي موجبات ذات صلة بالانتماء إلى كتلة محددة.

فالاستجواب الذي قدمه النائب صالح عاشور صورته بعض وسائل الإعلام - صحافة وتلفزة - على أنه استجواب «الأقلية» إلى «الأكثرية»، وأصرّ البعض على الحسم في هذا التوصيف غير الدقيق، فعلى ماذا استند المحللون في القول انه استجواب الأقلية؟!

قد يصح القول إنه توصيف «عددي» صرف، بالقول إن هؤلاء هم نواب الأقلية لمجرد انهم جميعاً خارج مظلة الأغلبية، فأي استجواب يتبناه نائب منهم يقال إنه مقدم باسم الأقلية، وكذلك الحال بالنسبة إلى ما يطرحه نائب من الأغلبية.

ونمضي بالقول، إن الاستجواب يعتبر أقوى أدوات الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة، فتلويح النائب الاستجواب يمثل إزعاجاً للحكومة، كون الاستجواب هو المعبر الدستوري الوحيد الذي من خلاله يمكن عزل الوزير والإجهاز عليه سياسياً أو رفع كتاب عدم التعاون مع رئيس الحكومة لصاحب السمو أمير البلاد لكي يتخذ ما يراه مناسباً، إما بحل المجلس أو إقالة الحكومة.

فالاستجواب لا يعني صحيفة تقدَّم للأمانة العامة وتتم مناقشتها، ولكنه في حقيقته حسبة سياسية - نيابية دقيقة، كل طرف (الحكومة والمستجوب) يجري حساباً: من معه ومن ضده.

ومن خلال هذا السياق، استغرب الرأي العام قفز «الأغلبية» على الأولويات إلى ماراثون من الاستجوابات، مما يدفع الشارع الكويتي إلى التساؤل عن مبررات هذه الاستجوابات وتوقيتها؟!

فيما بدا تلويح النائب مسلم البراك باستجواب وزير المالية، وهو نفسه من أخمد استجواب النائب د. عبيد الوسمي ضد سمو رئيس الوزراء، وصاحب التصريح الشهير «ماكو استجواب»، فيما يعود من جديد ويلوِّح النائب الوسمي بالاستجواب، وهو أيضاً صاحب الحديث الشهير «... وبنفخة واحدة أطيركم..»!

ومضى النائب محمد هايف في استجوابه لوزير الأوقاف، واستجواب النائب د.وليد الطبطبائي للنائب الأول وزير الداخلية، وإعلان النائب الصيفي استجوابه لوزير الشؤون، إلى جانب استجواب النائب حسين القلاف لوزير الإعلام، واستجواب النائب محمد الجويهل لوزير الداخلية.

بعيداً عن أي اصطفاف، نرجو ألا يستنكر أحد على أحد الحديث أو توجيه اللوم إلى الأقلية أو الأغلبية، فكلاهما اليوم في صدارة المشهد السياسي في الكويت، وتحت مجهر المراقبين.. ولكن تبقى «الأولويات»، التي كثر الحديث عنها، هي الغائب الأكبر في كل ما تتناقله الألسنة!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك