شملان العيسى يكتب: دفاعاً عن نساء الأسرة

الوطن

ملتقطات  /  دفاعاً عن نساء الأسرة

د. شملان يوسف العيسى

 

تتعرض بعض نساء الاسرة الحاكمة الكريمة لانتقادات واسعة في وسائل الاعلام وشبكة المعلوماتية لأنهن بكل بساطة يعملن في العمل التطوعي والاعمال الانسانية المختلفة. ولقد نالت الاخت فريحة الاحمد الصباح قسطا كبيرا من النقد من النائب الدكتور وليد الطبطبائي الذي طلب من الديوان الاميري اتخاذ موقف تجاه قيام افراد من الاسرة الحاكمة الكريمة بمبادرات غير محكومة بقوانين وانظمة الدولة واختصاصات الجهات الرسمية المختصة، واستغرب النائب الطبطبائي تعهد الشيخة فريحة الاحمد بالعمل على بناء كنيسة للمسيحيين الارمن في الكويت.
ما دفعني للكتابة دفاعا عن الشيخة فريحة الاحمد وبنات الاسرة ليس كونهن ينتمين للاسرة الحاكمة الكريمة ولم ادافع عنهن لأنه تربطنني علاقات شخصية طيبة ببعض افراد الاسرة ولم ادافع عنهن لأنهن بنات الكويت ومن حقهن ممارسة كل حقوقهن بالتعبير عن انفسهن بحرية تامة، ما دفعني للكتابة هو فزعة بنت الكويت ووقوفها مع المبدأ الاساسي الذي تبناه المغفور له الشيخ عبدالله السالم ابو الدستور ووقوف ام حمود مع المبادئ الانسانية التي رفعتها الثورة الفرنسية والامريكية ورسخها الاعلان العالمي لحقوق الانسان خصوصا المواد التي تؤكد على حرية العبادة.
الشيخة فريحة تعرضت للانتقاد عبر تويتر والفيس بوك وغيره من جماعات الاسلام السياسي لأنها اتخذت موقفا مبدئيا لرفض مفاهيمهم وعناصرهم المتطرفة والمتحجرة والمعادية للحضارة والنزعة الانسانية.
دفاع ام حمود عن حرية المسيحيين الارمن بإقامة كنيسة لهم هو دفاع عن المفاهيم الحديثة كالحرية والديموقراطية وترسيخ مفاهيم التسامح الديني وحقوق الانسان، فالاسلام الذي يؤمن به اهل الكويت لا يوجد فيه تعصب ولا ازدراء للاديان الاخرى.
ام حمود عندما اتخذت موقفها من حرية العبادة فإنها تنطلق من روح اسلامية حقيقية منفتحة ذات بعد انساني تؤن بأن {لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استسمك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} (البقرة: 256) {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} (الكهف: 29).. وهناك آيات قرانية كثيرة تؤكد على التعددية العقائدية، لا احد ينكر بانه توجد آيات تخالف الاديان الاخرى.. لكن المطلوب من الانسان المؤمن ان يختار الوجه المشرق والحضاري للدين الذي يركز على العدالة والتسامح ونبذ التزمت والتعصب وكراهية الآخر.
لا نعرف حتى هذه اللحظة لماذا يزج النواب انفسهم بالانشطة الخاصة لسيدات الاسرة الحاكمة وخصوصا ان ما يقمن به هو نشاط فردي تطوعي الهدف منه تحسين صورة الكويت في الداخل والخارج، النائب الطبطبائي انتقد زميله النائب نبيل الفضل عندما تحدث عن زوجته بأنها تعمل سكرتيرة له في المجلس ولديها عمل في جهة حكومية اخرى وتدرس دراسات عليا في الخارج، واعتبر هذا الكلام شخصانيا وتدخلا في خصوصياته، اذن لماذا يتدخل النائب المحترم في خصوصيات واعمال بنات الاسرة وانشطتهن المتعددة؟
واخيرا نفخر نحن اهل الكويت بالمجهود الطيب الذي تقوم به سيدات الاسرة الحاكمة لرفعة شأن بلدهن ونتمنى ان تسير كل بنات الكويت في خطاهن ودفاعهن عن وطنهن لاعلاء راية الحرية ورفض الوصاية.