ازدواجية المعايير بالتدخل الدولي
زاوية الكتاببن طفلة: موقف المالكي وزيباري ضد سوريا يتناقض مع موقفهما تجاه العراق
كتب إبريل 7, 2012, 9:07 ص 1085 مشاهدات 0
نهاية العام 2002، سألني مذيع محطة أجنبية عن سبب تأييد الكويت حكومة وشعباً لغزو العراق وإسقاط صدام حسين، وسماحها لقوات أميركا وبريطانيا بغزو العراق من الأراضي الكويتية، منفردة بذلك عن باقي المواقف 'المعلنة' للدول المحيطة، على رغم أن الكويت دولة مسالمة يناهض دستورها إعلان الحرب، فصححت له أننا في حالة حرب في حينه مع العراق، وهي حرب أعلنها علينا صدام حسين في 2-8-90 واستمرت حالة الحرب بيننا حتى بعد تحرير الكويت الذي أعقبه وقف إطلاق للنار وليس نهاية للحرب، مضيفاً أن صدام خطر يتهددنا بوجوده حتى سقوطه، وبأننا ككويتيين قد استنجدنا بالعالم كله ليخلصنا من احتلال صدام ومن قهر وسطوة 'البعث'، وبالتالي فإن من غير الأخلاق بل هو الازدواجية بعينها أن نناشد العالم إنقاذنا من صدام، وحرمان الشعب العراقي من الخلاص من نفس الطاغية الذي احتل بلادنا، ونحن بذلك منسجمون مع موقفنا: صدام الذي غزا بلادنا هو نفس صدام الذي كان جاثماً على صدر الشعب العراقي ببغداد، وأطفالنا بالكويت، ليسوا أكثر براءة ولا أرفع آدمية من أطفال العراق، والدم الكويتي الذي سفح ظلماً، له نفس لون الدم العراقي المسفوح منذ حكم 'البعث' حتى سقط. قبل أيام، أعلن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي معارضة حكومته للتدخل الأجنبي في سوريا، وشدد على ضرورة أن يتم التغيير في سوريا من الداخل السوري نفسه. المالكي يدرك أن دعوات التغيير من الداخل هي نفس دعوات التغيير من الداخل لنظام صدام، والكل كان يدرك أن سقوط نظام صدام من الداخل من سابع المستحيلات، فصدام سخر كل مقدرات العراق من أجل بقاء حكمه ولم يتردد في ارتكاب أية جريمة لاستمراره رئيساً للعراق مدى الحياة. ويرى المتابعون أنه لولا التدخل الأجنبي بالعراق، لكان صدام حيّاً يحكم بغداد حتى اليوم، ولكان السيد المالكي لاجئاً متشرداً بين دمشق وطهران. وإذا كان موقف المالكي يفهم ضمن موقفه الطائفي، وتعززه رئاسته الطائفية لحكومته، ويقويه موقف حليفه الإيراني، وخوفه من 'بعبع' البديل السني في سوريا ما بعد الأسد، فإن الموقف الأكثر غرابة هو موقف السيد وزير خارجية العراق هوشيار زيباري، فالسيد زيباري ضحية من ضحايا الهروب من صدام سنين طويلة في المنفى البريطاني، وأحد المؤيدين لعملية حرية العراق IRAQ OPERATION FREEDOM، التي أطاحت ببعث صدام ونظامه عام 2003، وقد كان من أشد المؤيدين لعملية تقديم الطمأنينة OPERATION PROVIDE COMFPRT، التي أعقبت تحرير الكويت عام 1991 وحمت الأكراد الذين نزحوا بالملايين من كردستان هرباً من بطش وانتقام صدام الذي أبادهم بالكيماوي في حلبجة. زيباري كرر ولا يزال اعتراضه على التدخل الأجنبي والدولي لحماية المدنيين السوريين، ولا أعرف لمَ قبل زيباري حماية شعبه من بطش بعث صدام، ولا يقبل الحماية للشعب السوري من بطش بعث بشار؟ هل يختلف البطش البعثي السوري عن نظيره العراقي أيام صدام؟ هل يختلف لون الدم السوري بدرعا وحمص وحماه عن لون الدم الكردي في حلبجة والسليمانية وأربيل؟ أم أن الطفل السوري ليس بحاجة للطمأنينة والأمن مثلما وفرها المجتمع الدولي لأطفال الأكراد عام 1991؟ سيزداد موقف حكومة المالكي ببغداد أشد مؤازرة لنظام بشار بدمشق، مدفوعاً بطائفية تلقائية مع زعيم أي تنظيم ديني من أي طائفة أو ملة، وسيستغل الأزمة السورية لتعزيز قبضته الداخلية، وتشتيت الانتباه الداخلي لفشله في إدارة الدولة العراقية وتصفية من بقي من خصومه. لكن! ماذا عنك يا زيباري؟
تعليقات