مجاهدي خلق في حسابات زيارة نجاد للعراق

عربي و دولي

هل يطرد طالباني مجاهدي خلق أم تبقى الجماعة ورقة ضغط ومساومة

285 مشاهدات 0

نجادج وطالباني

 
في زيارة استغرقت يومين سجل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أسمة في قائمة الزعماء الإيرانيين الذين تطأ إقدامهم ارض العراق، حيث لم يزره زعيم إيراني  منذ وقت طويل. وقد حظي نجاد بمراسم استقبال مهيبة‏,‏ تعكس أهمية هذه الزيارة.وعلى الرغم أنه من المبكر للمتابع للزيارة تلمس نتائجها إلا أن التلميح بطرد جماعة مجاهدي خلق المعارضة الإيرانية قد شكل نقط جدل لايمكن تجاوزها .
 
فقد أكد  الرئيس العراقي جلال طالباني أن بلاده تعمل حاليا علي طرد الجماعة ذات التوجهات إلا سلامية والماركسية ‏,‏ مشيرا إلي أن وجود هؤلاء الإرهابيين محظور وفقا للدستور وان بلاده تحاول التخلص منهم.وبطبيعة الحال لم يأت هذا تصريح مام جلال (هكذا يناديه المقربون منه) من باب كرم الضيافة الكردية/العربية بل هو طلب رئيسي لطهران، فهل تحدث  كاكا (الصديق) طالباني بمنطق رجل الدولة العراقية ام بمنطق من يرد جميل طهران التي دعمت حزبه ضد طغيان صدام لفترات طويلة ؟

صورة لبعض مقاتلات مجاهدي خلق في العراق


تمتلك جماعة مجاهدي خلق بنية عسكرية و مؤسساتية قوية متمركزة في معسكر ( أشرف ) في محافظة ديالى قرب الحدود الإيرانية، وقد ساهمت الجماعة في الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 لكن سرعان ما اختلفت مع قادة الثورة وأعدم قادتها وانتقلت بمقرها إلى باريس. و إبان الحرب العراقية الإيرانية تسلمت مريم رجوي وزوجها مسعود رجوي قيادة الحركة في 1985.و تلقت الحركة دعما من العراق فنقلت مقرها لبغداد  بعد ضغوط إيرانية على باريس.
إن غياب منطق رجل الدولة في تعهد طالباني بطرد مجاهدي خلق يعني في مضمونه فتح الباب على مصراعيه  لطرد بقية حركات المعارضة الإيرانية  ومنهم الفصائل العربية الأحوازية التي يعتبرهم العروبيون ضيوف على الشعب العراقي والتي تحن إلى استقلال إمارة المحمرة التي ابتعلتها إيران في العشرينات من القرن الماضي.كما ان مجاهدي خلق ذخر استراتيجي وورقة ضغط على نظام طهران يمكن استخدامها عند الحاجة ، وبإمكان طالباني للإفلات من الإلحاح الإيراني  تحجيم المنظمة دون نزع سلاحها وتحويلها إلى خلية نائمة وهو عرف في السياسة الدولية لا يحتاج إلى ضرب أمثلة .
 لقد تعاملت القوات الأميركية عند دخولها العراق مع منظمة مجاهدي خلق  تعاملا دبلوماسيا يتسم بالصمت والتعامل السري، ونكاد نجزم بأن العلاقات بين الولايات المتحدة ومجاهدي خلق قد دخلت مراحل متقدمة من التعاون ،وعليه نعتقد ان قرار طرد المعارضة الإيرانية ليس في يد طالباني أو المالكي بل إن القرار النهائي لا يصدر من بغداد  بل من واشنطن.
وفي نفس السياق نتوقع تدخل فرنسي ،حيث اجتمع وصول ساركوزي  للسلطة وهو المتشدد مع النظام في ايران الحالي مع تحركات جماعة مجاهدين خلق بقوة في الساحة الأوروبية  كلها مؤخرا  حيث أنها بصدد عقد مهرجان تضامني مع المعارضة الإيرانية في باريس.
ونعود للقول إن نتائج زيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد للعراق  لا تزال في آفاق بعيدة يصعب تمييزها .

فايز الفارسي-الدوحه

تعليقات

اكتب تعليقك