'منبع البذاءة'.. 'طعمة' متهماً التشريعات المتعارضة مع المادة الثانية من الدستور
زاوية الكتابكتب إبريل 7, 2012, 12:05 ص 535 مشاهدات 0
الراي
الكلام المقتضب / ممكن أن نعمل على ذلك معاً؟
خالد طعمة
لا يوجد بيننا شخص إلا ويعرف الأخلاق الإسلامية الحميدة مثل: الحلم والأناة والشجاعة والمروءة والتروي والاعتدال والكرم والإيثار والرفق وحفظ اللسان وإتقان الأعمال والعفة والوفاء والأمانة والصدق، وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال عن الأخلاق: «وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.... فـإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا»، وقد أصاب بذكره حين قال إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا، لأننا مع الأسف نلاحظ ذهاب الأخلاق ونلاحظ الذهاب عن الوجود المعنوي الحقيقي، فأين أمتنا اليوم من مصاف الأمم؟ أين كنا؟ وكيف أصبحنا خصوصاً بعد أن أخذنا نصطنع عصبيات وحواجز لا تزيد إلا من كبر الفجوات بيننا؟ فهذه الأمم الكافرة الملحدة تتوحد بالرؤى والأفكار والأهداف ونحن نختلف حتى على أتفه الأمور.
إن سلطنا الأضواء على عناصر ومكونات مشكلة التردي في الأخلاق وزيادة البذاءة على عدة مستويات ومراحل في مجتمعاتنا لاكتشفنا بأنها تنبع من التشريعات المتعارضة مع روح المادة الثانية من الدستور الكويتي والتي لم تستكمل تطبيق الشريعة فكونت لنا بناء يعزز انحدار الأخلاق، فالزاني لا يقام عليه الحد وقد يتبخطر في الشارع دون عقاب، والمرابي يستمر في طغيانه على حاجات الناس، وبعض الصالحين مع الأسف يقف ويتنكر عن أفعال أقرانه في المجتمع ويبين شناعتها ومن ثم يتنصل عن مجتمعه، فإذا بالمجتمع بلا قائد ولا قيادة متناسيا التوصيات القرآنية والوصايا النبوية الشريفة حول مثل هذه التصرفات في قوله صلى الله عليه وسلم «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم»، إن هؤلاء يملكون المكانة والنصح والارشاد ولكنهم يتبرمون ويتقهقرون في صومعاتهم وأبراجهم العاجية فلا يخالطون إلا أصدقاءهم الخاصين أو الخالصين وبعد ذلك ينتقدون المجتمع وما فيه من الممارسات التي تستحق النقد والتوجيه.
إن أزمة الأخلاق المستمرة آثارها هدامة وتهدم الوطن ومن عليه، فتجد آثار الكذب متمثلة في انهيار الأسرة وعدم تحقيق خطط العمل، وبالتالي لا انتاجية اجتماعية ولا مهنية فيصل المجتمع إلى الانحطاط والفساد، ينبغي على كل عضو في المجتمع أن يتحرى الأخلاق الإسلامية فلا يبتعد عنها ويكافح حتى يجد آثار حسن خلقه في ما بعد بنمو المجتمع وتطوره وتراص بنائه.
ولنتذكر بأن الحلم والأناة على الجهلة والفاسدين ستكون نهايته الشلل لأصحابه، والشجاعة والمروءة على المعتدين والمستمرئين ستكون نتيجته انحسار عدوانهم وغيهم، والتروي والاعتدال سيؤتي طيب الثمر المادي والمعنوي، والكرم والإيثار والرفق سيقضي على العوز والحاجة، وحفظ اللسان سيشيع الحب والسلام، وإتقان الأعمال سيحقق الانجازات والتقدم، والعفة والوفاء ستبني أسراً كريمة وأصيلة، والأمانة والصدق ستكون المجتمع الواضح الشفاف المتحاب، بالله عليكم ألا نريد أن ينحسر عدوان المعتدين ونقضي على العوز والحاجة وإشاعة المحبة والسلام وتحقيق الانجازات والتقدم وبناء الأسر الكريمة والمجتمع المتحاب والواضح... ممكن أن نعمل على ذلك معاً؟
تعليقات