معاناة اللاجئين السوريين بالصور
عربي و دوليأعداداهم بالآلاف، موزعين بين تركيا والعراق والأردن ولبنان
إبريل 6, 2012, 5:18 م 2923 مشاهدات 0
تتزايد معاناة اللاجئين السوريين في دول الجوار مع طول فترة اللجوء وعدم وضوح أفق حل للأزمة المستعصية في سورية.
ويقول الكثير من اللاجئين السوريين إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق، إنه بالرغم من الدعم الذي حصلوا عليه من البلاد التي فروا اليها، إلا ان اوضاعهم الانسانية في خيم موقتة، وصعوبة إدراج أولادهم في المدارس وبعدهم عن منازلهم ووطنهم «بات يشكل عبئاً نفسياً وإنسانياً متزايداً».
وقال بانوس مومتزيس منسق الامم المتحدة لشؤون اللاجئين السوريين، إنه يتم استقبال السوريين الفارين من العنف بحسن ضيافة كبير، ولكن الأعباء الملقاة على كاهل الدول المجاورة تزداد ايضا مع استمرار تدفق اللاجئين.
وبعد 20 يوماً من توليه هذه المهمة يتوق مومتزيس لتعويض الوقت الضائع في الجهود الرامية لدعم العدد المتزايد للاجئين.
وقال في مقابلة مع رويترز: «قررنا خلال الاثني عشر شهراً الماضية مساعدة السوريين بهدوء، ولكن أصبح هناك فراغ. هناك شعور بالإلحاح في ما يتعلق بإمكانية تحرك التمويل بسرعة للمساعدات الإنسانية».
وقدمت الكويت اليوم تبرعاً بقيمة مليون دولار لمفوضية الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين:
http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=103380&cid=30
ومنذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل عام، شنت القوات الحكومية حملة على المعارضة أسفرت عن قتل ثمانية آلاف سوري على الاقل ودفع سوريين كثيرين للفرار للخارج. ومن المتوقع استمرار الازمة في الوقت الذي لا تلوح فيه في الافق نهاية لأعمال العنف.
ومنذ تعيينه، قضى مومتزيس الذي كان يعمل سابقاً منسق الأمم المتحدة للاجئين الليبيين خمسة ايام في لبنان وأربعة ايام في الأردن ويعتزم السفر الى تركيا هذا الاسبوع.
ووفقاً لأحدث إحصاء سريع لوكالة الامم المتحدة للاجئين، فإن عدد اللاجئين في هذه الدول الثلاث يبلغ أربعين ألفاً. ولكن الأمم المتحدة نفسها تقول الآن إن الرقم الحقيقي ربما يكون اكبر من ذلك بمرتين.
وساعد مومتزيس على إطلاق خطة للأمم المتحدة بتقديم 84 مليون دولار للاجئين السوريين يوم الجمعة تتوقع ان يحتاج نحو 100 ألف شخص لدعم خلال الستة اشهر المقبلة.
وقال مومتزيس: «هذه ليست خطة تتعلق بأسوأ سيناريو يمكن ان يحدث، إنها مجرد استجابة للاحتياجات الحالية لنحو 100 الف شخص في المنطقة، مع تسجيلنا لعدد أكبر وأكبر من الناس يومياً. وفي الوقت الذي يعبر فيه الناس الحدود، فإننا نرى الأعداد تتزايد بشكل فعلي».
وتقول وثيقة نداء الامم المتحدة إنه يجب على الوكالات الانسانية ان تكون مستعدة ايضاً لما يصل لنحو 205 آلاف لاجئ «في تدفق ضخم محتمل».
وقال مومتزيس إن «حالة الامن والعنف في سورية لها انعكاس مباشر على الدول المجاورة. وعندما تكون هناك توترات في حمص وإدلب نرى موجة من الناس تعبر الى تركيا او تعبر الى الاردن. وفي الاردن، حيث كنت عند الحدود منذ 48 ساعة، يوجد نحو 150 شخصاً يعبرون الحدود يومياً، وفي لبنان الأعداد أصغر، فهناك ما يتراوح بين عشر و15 عائلة يومياً. وفي تركيا، عبر 1500 شخص، على الرغم من أنني كنت في هذه المهمة خلال فترة 72 ساعة».
وتابع: «عبر بعض الناس من خلال نقاط الحدود الرسمية وعبر آخرون من خلال الحقول. الجميع يحاولون الوصول الى الامان أيّاً كانت الطريقة التي يمكنهم استخدامها».
وأقامت الحكومة التركية ثماني مدن خيام ومدينة إيواء مؤقت، ولكن معظم السوريين الذين عبروا الى الاردن ولبنان تستضيفهم المجتمعات المحلية وتسكن مع عائلات في منازلها.
وقال مومتزيس إنه على الرغم من ان السكان المحليين وحكوماتهم اظهروا حتى الآن كرماً غير عادي، فمن المتوقع حدوث احتكاك مع الوافدين الجدد في نهاية الامر.
واشار الى عائلة سورية اضطرت لانتظار انتهاء العائلة اللبنانية التي تستضيفها من الأواني قبل ان تتمكن من طهو طعامها، كما زار عائلة لبنانية تستضيف 15 لاجئاً في غرفة معيشتها.
وقال: «قالوا لي انه يتعين على هؤلاء الناس استخدام المرحاض. ويتعين عليهم الاستحمام. فاتورة المياه الخاصة بنا ارتفعت مرتين ونصف منذ وصولهم. وكحد أدنى ستقول انه يجب ان يكون هناك بعض الدعم المالي لفاتورة المياه والمرافق والكهرباء».
ويهدف جزء من نداء الامم المتحدة الى المساعدة في الابقاء على العلاقات ودية بحيث لا يطيل اللاجئون البقاء او يثيرون الاستياء بحصولهم على امتيازات خاصة.
وبشأن معاناة اللاجئين يقول المعارض سهيد العقاري (30 عاما) الذي يقيم في مدرسة مهجورة تقدم لها الطعام والغذاء جمعية خيرية محلية 'لا يمكنني العودة إلا بعد سقوط النظام.'
وأضاف 'عاد اثنان من أبناء عمي إلى سوريا لكن بعد خمسة أو ستة أيام ألقي القبض عليهما. نعتقد أنهما في سجن بدمشق' مضيفا أن زوجته وأطفاله ما زالوا موجودين في سوريا.
ويقول العقاري إن معتقداته السياسية جعلته لاجئا خوفا من السلطات وانه يخشى الشبيحة الذين يحاربون إلى جانب الجيش السوري ويبحثون عن المعارضين.
أما مصطفى حليم وهو لاجئ عمره 41 عاما يقيم في المدرسة المهجورة مع زوجته وأبنائه فيقول انه تم دس عقار منوم في طعام اثنين من اللاجئين السوريين يعيشان في غرفة مجاورة وخطفا في منتصف الليل.
وقال حليم 'جاء جواسيس هنا وأخذوهما' مشيرا إلى فصل يقع في نهاية الممر تم تحويله إلى غرفة نوم. ولم يتسن التحقق من هذه الأقوال بشكل منفصل لكن سكانا آخرين بالمنقطة تحدثوا عن الأمر ذاته.
وحليم نفسه مطلوب القبض عليه. وقال وقد بدا عليه التوتر انه كان يعمل محاميا لدى الحكومة السورية لكنه انشق وانضم للاحتجاجات.
وقال 'بعد أن راني أفراد الأمن في المظاهرات قيل لي إني سأعتقل وان علي الفرار من لبنان… نطلب من الحكومة اللبنانية الحماية.'
ومن مخيم اللاجئين بتركيا يقول مصطفى شاكر هو مدير المدرسة وإمام من مدينة اللاذقية السورية انه ساهم في تأسيس المدرسة في المخيم، التي بدأها قبل أربعة أشهر مع 15 طالباً في شقته في أنطاكيا.
'عندما بدأنا التفكير في إنشاء المدرسة، شعرنا أن أطفالنا لا ينبغي أن يكونوا في الشوارع أو يشاهدون نشرات الأخبار'، يقول شاكر مضيفاً: 'نحن نشعر ان هذا جزء من الثورة، واجبنا الآن أن نؤمّن المدارس ونعلّم الأطفال'. ويشير شاكر إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول كسر شعب بلاده، معتبراً أن تثقيف الأطفال سيجعل الثورة أقوى.
وائل كردي، طبيب سوري (24 عاماً) وصل الى تركيا العام الماضي، مع مجموعة صغيرة من الأطباء الشباب وطلاب الطب، بهدف مساعدة السوريين الجرحى. خلال النهار، يزور المرضى في المستشفيات السورية التركية، ويمضي ليله في مقهى عبر الشارع من مستشفى المدينة العام.
وفي إحدى الليالي، كان الطبيب يقلّب كومة من الإيصالات وسجلات المرضى. ويقول أن عدداً قليلاً من السوريين يحصلون على الرعاية الطبية المناسبة. 'قررنا أن ننشئ عيادة عامة للاجئين خارج المخيمات، وهذا جاء من واقع تجربتنا هنا'، يقول كردي، الذين فرّ من سوريا في يوليو/ تموز الماضي بعد القبض عليه بتهمة الاحتجاج على نظام الأسد. 'كانت والدتي مريضة وأنا لا أعرف الى أين آخذها'.
ويستقبل المستوصف الصغير المرضى في شقة في الطابق السفلي في حي سكني حيث تتجول القطط والدجاج في الشوارع الترابية. ويشير أبو بهاء، أحد الأطباء في المستوصف إلى أن هناك عدد كبير من المرضى السوريين في المستشفيات، لكن العيادة لا تتسع سوى لستة أسرّة. واضاف 'اننا نعتزم استئجار مبنى أكبر'.
وبالعراق قال اللاجئ شريف الطوسي، 41 عاما، وهو من أهالي قرية البوكمال السورية، إنه قدم طلب اللجوء للعراق عبر الهلال الأحمر والمسؤولين في منفذ الوليد الحدودي، 'الذين سارعوا بنقل مطلبنا للحكومة العراقية في بغداد والتي وافقت على إدخالنا العراق كلاجئين'.
وأضاف الطوسي، الذي نقل من المنفذ إلى المخيم مع عائلته يوم الأربعاء، 'نحن نعجز عن تقديم الشكر للحكومة العراقية، إننا بحاجة إلى غذاء وخدمات علاجية ومكان آمن يجعلنا بمأمن مما يحدث في بلدنا'.
وأثنى الطوسي في حديث لموطني على الجهود العراقية في توفير الخدمات في المخيم، 'خصوصا أنه بامكاننا الاتصال بأهلنا الذين مازالوا في سوريا للاطمئنان على أحوالهم'.
أما بركة النعماني، 37 عاما من مدينة حلب السورية، فقال في حديث لموطني 'الوضع الداخلي في سوريا جعل منا البحث عن مكان أئمن من مدننا .سنعود قريبا إلى ديارنا بعد انتهاء الازمة في الفترة القادمة'.
تعليقات