تجلت باحتجاز ثلاثة مغردين

زاوية الكتاب

سياسة 'الانتقائية و التمييزية' تتكرس في البلد، برأي الزيد

كتب 1686 مشاهدات 0


الخلاصة
أم تأكل أبناءها (2)

زايد الزيد

تحدثنا في المقال السابق عن السياسات «الانتقائية» أو «التمييزية» التي باتت تتكرس في البلد في السنوات الأخيرة، وان هذه السياسات وصلت الى دائرة سجن أو احتجاز حرية بعض الأفراد لأن هؤلاء الأفراد مستهدفون لذاتهم أو بسبب انتماءاتهم الفئوية، وليس بسبب الأفعال التي ارتكبوها، وكان المواطن نهار الهاجري نموذجا لمثل تلك السياسات «الانتقائية» أو «التمييزية»!
وقبل أيام تم احتجاز ثلاثة من الشباب المغردين، وسبب اعتقالهم وحجز حرياتهم انهم شاركوا آخرين - تجاوز عددهم الألف مغرد - بالتعليق على موضوع في التويتر، والمعلومات المتوافرة عن التحقيق مع الشبان الثلاثة ان هناك تفسيرات «قسرية» وغير متخيلة، لتغريدات هؤلاء الشبان! والملاحظ في الأمر ان هناك كثيرا من المغردين على الموضوع ذاته كانت تغريداتهم مخالفة بشكل صريح للقانون، ومع ذلك لم يتم استدعاء أصحابها، وهو ما يقودنا مرة اخرى لموضوع السياسات «الانتقائية» أو «التمييزية»، ما يعني بكل بوضوح ان هؤلاء الشبان الثلاثة مستهدفون لذاتهم، واذا ما عرفنا سبب هذا «الاستقصاد» كون هؤلاء الشبان من النشطاء في الحركات الشبابية التي قادت الحراك الشعبي السياسي الأخير الذي أثمر اسقاط رئيس الحكومة السابقة ومجلس «القبيضة»، اذا ماعرفنا هذا السبب، فان عجبنا يصبح باطلا!
نعود للموضوع الأساسي، لنقول: ان أخطر شعور يعتري المواطن هو انه يشعر ان مواطنته ناقصة بفعل سياسات «انتقائية» أو «تمييزية» تمارس ضده ليس لكونه مذنبا، بل لكونه ينتمي لفئة أو شريحة مغضوب عليها من السلطة التي تمسك بزمام الأمور في البلد!
لنرجع الى كل الدول التي تعاني انقسامات فئوية حادة ومتصارعة، سنجد ان سلطاتها كانت تمارس سياسات «انتقائية» أو «تمييزية» ضد بعض الفئات في مجتمعاتها، فاشتعلت بعدها نيران لم تهدأ، من الاقتتال الفئوي ايا كان نوعه!
المصيبة ان مسؤولينا وسياسيينا ومفكرينا يتحدثون عن ضرورات التنمية وأساليبها ووسائلها تكاليفها المالية! وليتهم يعلمون أنه لا تنمية في ظل الانتقائية والتمييز في تطبيق القانون! وأنه لا تنمية بوجود فئات بالمجتمع تتعالى على فئات أخرى، من خلال أفعال وممارسات وقرارات تنفيع من السلطة! وانه لا تنمية بوجود بوادر احتراب فئوي بسبب غياب العدالة وعدم تطبيق القانون على الجميع بالتساوي!
مرة أخرى، نريد تدخل الحكماء، ولكننا نتلفت يمنة ويسرة، وللأسف الشديد لا نرى حكماء..
اللهم احفظ هذا البلد وأهله من مكروه

الآن - النهار

تعليقات

اكتب تعليقك