الحكومة رمت المواطنين في أحضان النواب.. برأي د. ابراهيم بهباني
زاوية الكتابكتب إبريل 6, 2012, 12:59 ص 547 مشاهدات 0
النهار
باب هاني / حكومتنا رمت المواطنين فى أحضان النواب
د. ابراهيم بهبهاني
الحكومات هي من رمت المواطنين في أحضان النواب... كان هذا هو العنوان وإليكم التفاصيل:
عندما يعجز المواطن عن الحصول على علاج في الخارج من الوزارة مباشرة يتوجه إلى نائب منطقته ليضع امامه الملف ليأتيه الجواب بعد أيام... لقد حصلت الموافقة ويمكنك الذهاب إلى المانيا ومعك مرافقون... عندها كأن الحكومة تقول لهذا المواطن اذا أردت ان تنجز ملفاً فما عليك إلا أن ترمي أوراقك بيد النائب الذي اقترعت له في الانتخابات... معنى هذا أن المواطن يصبح رهينة عند النائب وبالتالي يبقى أسيراً له وليس لاحد غيره.
واذا ما سألت أي قيادي بالدولة عن السبب بعجز الحكومة من تأمين أنصار لها في الدوائر والمناطق بعد 50 أو 60 سنة من الاستقلال وبدء التجربة الديمقراطية ،تسمع تبريراً وتفسيراً ليس له محلاً من الاعراب، هل هو عجز أم تخاذل أم خوف من النواب اصحاب الحناجر العالية أم ماذا؟
مواطن تواجهه مشكلة بالحصول على قرض من بنك التسليف تجده يفتش عن أقرب نائب لديه القدرة على التهديد والوعيد والصراخ وتخويف الوزير والحكومة وبالفعل يجد ضالته عند هذا النائب ... فكيف بالله عليكم تريدون أن تمارسوا سلطاتكم كحكومة وأنتم تتنازلون عنها يوماً بعد آخر لنواب الواسطات والخدمات ثم لماذا تلومون هذا المواطن اذا كنتم من ساهمتم بدفعه إلى أن يكون «عبداً» لهذا النائب أو ذاك ، فكيف سيستقيم التشريع والرقابة في ظل هكذا علاقة غير سوية بالمرة.
منصب قيادي تتهافت عليه مجموعة من المواطنين ذات العلاقة ، تقام مباريات للدخول ويخضع المتبارون للامتحان ، ثم يعاد الامتحان لكن النتيجة لاتظهر ولا تعلن والسبب ان من يختار لهذا الموقع ليس الكفاءة ولا الخبرة ولا أي من المواصفات والشروط التي تم وضعها من قبل الإدارة المعنية ... بل الواسطة التي تتحكم بهذا الملف والاختيار ، فالاختيار الحقيقي يجري خلف الستارة ويتم ترتيب الشخص الفائز قبل ان تتم المباراة ... وفجأة يأتي صاحب الخطوة ويتسلم المنصب ويتمتع بكل مزاياه وعلى حساب اصحاب الحق ومن يملك الكفاءة وعندما تستقصي وتسأل يقولون لك ان صاحب الحظ مدعوم من النائب الفلاني والمحسوب على القبيلة الفلانية ... أي ان اختيار الرجل المناسب بالمكان المناسب كذبة وصدقناها.
وهناك أمثلة عديدة على حالة التسيب في البلد وطرق التعيين في المراكز القيادية والحصول على وظيفة أو ترقية أو نقل أو قرض واذا لم تصدقوني اذهبوا إلى أي مؤسسة واستعرضوا حالة القيادات فيها أو اسمعوا القصص من أصحابها تعرفوا الحقيقة الصادقة وهي أن من صنع نواب الخدمات هم الحكومات والله المستعان.
تعليقات