يجب تحويل المناطق القبلية إلى آخرى متمدنة.. دينا الطراح ناصحة
زاوية الكتابكتب إبريل 6, 2012, 12:03 ص 784 مشاهدات 0
القبس
كلمة راس / فى المجتمعات العشائرية القبلية
دينا سامي الطراح
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إ.نَّا خَلَقْنَاكُمْ م.نْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائ.لَ ل.تَعَارَفُوا إ.نَّ أَكْرَمَكُمْ ع.نْدَ اللَّه. أَتْقَاكُم إنَّ اللهَ عَل.يْمٌ خَب.يْرٌ». (الحجرات: 13) (صدق الله العظيم)
* * *
نزلت هذه الآية في وقت كانت فيه أشكال الحياة بسيطة في شبه جزيرة العرب، حيث كان يقطنها عدد قليل من السكان ورؤوس القبائل، مثل ربيعة ومضر والأوس والخزرج.. الخ، وليس كما في يومنا هذا، حيث التعداد السكاني أخذ بالتزايد وتوافد سكان من دول أخرى صار أمرا سهلا، ولأني مؤمنة بأن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان.. فإني لا أدري سببا يجعل الشعوب الخليجية أو العرب: - يعيشون حياتهم في قبائل وعشائر، يعجز الآخرون عن معرفة كنهها وصفاتها وأفعالها، وما يمكن استحسانه أو استنكاره وفقا لتقاليدها الغامضة، فالقبيلة أو العشيرة تحض أفرادها على عدم عصيانها والانصياع لها وليس لغيرها، وأن يكون ولاؤهم وانتماؤهم بالدرجة الأولى لها.. لتوفر الحماية لهم وتدافع عن مصالحهم وتؤمن لهم الفرص اللازمة لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم وأهدافهم، حتى وإن كان ذلك على حساب الغير أو القانون الذي يجب أن يسود!
- معنى التأويل أعلاه هو أن يحصل التعارف بين الناس في مسائل المصاهرة تبعا لقرب النسب أو بعده، ليتحرى الله مصلحة المسلمين عند الإقدام على اختيار الزوج أو الزوجة حين الزواج، وتثبيتا لمبدأ التكافؤ بين الزوجين، سواء في النواحي المادية أو العلمية أو في المكانة والبرستيج، ولأن الطيبين للطيبات والخبيثون للخبيثات.. في الدين الإسلامي، ولأن العرق دساس كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وليس ليعيش الخليجيون أو العرب بقبائل وعشائر ونحن في القرن الحادي والعشرين!
- إن العيش ضمن قبيلة أو عشيرة في مجتمع ما يعد علامة سلبية على عدم اندماجه مع العالم بدوله المحيطة، خاصة المتطورة منها.. فمعظم الدول العظمى كبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا واليابان وكل القارات.. لا يوجد شيء فيها اسمه قبيلة أو عشيرة، خصوصا أننا صرنا نعيش في إطار الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والطائرات والسيارات ومركبات الفضاء، وليس بمعزل عن الآخرين كالسابق، مما يستدعي فهم أن العالم وما يحويه من أشخاص ذوي أصول مغايرة وعقليات مختلفة، يجب ان نتبادل التعاون معهم، وأن نستطيع التفاهم معهم حتى وإن لم ينشأوا في البيئة نفسها التي نشأنا فيها، وأن نتعاطف معهم حتى وإن لم ينتموا الى القبيلة ذاتها، التي ننحدر منها، وأن نحسن معاملتهم من دون أن يكونوا على صلة بعشيرة ما تتمتع بثقل تمكن مساومتها، أو إمكانات يمكن استغلالها، أو تربطنا بها صلات أو معرفة مسبقة أو مصالح تحقق من خلالها.. فتكافؤ الفرص بين البشر، واحترام الآخرين لمجرد أنهم محترمون في تعاملهم معنا، وعدم الاستخفاف بهم أو تحقيرهم كلها أمور جاءت ضرورية وكنتيجة لطائفة من أعمال العقل.
وفي نهاية المطاف أود التنويه بالمعاني التي يجب الاعتقاد بها في القرآن الكريم، حتى لا يتهم أحد المسلمين بسذاجة التفكير، أو يتهموا الإسلام بأنه دين رجعي يعادي مفاهيم التحضر والتمدن والتطور، ولذلك أرى أنه يجب على المسلمين في الدول الخليجية والعربية ضرورة العمل على تحويل المناطق القبلية الى مناطق متمدنة فورا، والدول والشعوب في الخليج، على الأخص، عليها الدور الأكبر في ذلك لأن رسالة الإسلام نزلت بها.
تعليقات