أزمة اليمن وحدها تؤهل مجلس التعاون لجائزة نوبل للسلام

عربي و دولي

1590 مشاهدات 0

تجاوز الحرب الاهلية في اليمن يؤهل المجلس لنوبل

في بداية الثورة الشبابية اليمنية وبأوامر من علي عبد الله صالح، وكإجراء احترازي قام مسلحين موالين له بإغلاق طريق صنعاء،وفي نقطة السيطرة الامنية كان يتردد سؤال واحد للسائقين : هل لديكم اسلحة؟ حيث يسمح للجميع بالمرور بعد سماع كلمة( كلا) بمن فيهم قائد الدبابة من نوع T72  السوفيتية والاكثر تدريعا في العالم .فإذا لم يكن هذا ساخرا فأين تكمن الكاريكاتورية؟ لكن الواقع يقول ان عسكري النقطة  كان واقعيا ووفيا لتراثه .فمن باليمن لايملك سلاح حتى يسأله عن السلاح !ومن سيعطيه سلاحه دون جولة  قتال  ولو بالخناجر!

ومثل القات،يعد إمتلاك السلاح جزء من التقاليد اليمنية،كما أن التراشق بصليات الكلاشنكوف لحسم الامور بجثة أو أثنتين مكمل لذلك المشهد . لذلك لم يكن التهويل بتوفر السلاح  في يد اليمنيين بكثرة إلا ذريعة من جماعة صالح لانتهاج الحل الامني . صحيح إن من يحمل مطرقة تبدو الاشياء له كالمسامير المغرية للطرق ، لكن وفرة السلاح  لكل الاطراف اليمنية كان عامل توازن و تهجين للنوازع ودافع للالتزام الكل  بحدوده .لقد كان خوف العقلاء من اليمنيين وكافة المراقبين هو نجاح صالح في دفع الامور الى منحدر تنزلق البلد  عبره الى الحرب الاهلية .

ولآن اليمن بلد التناقضات فقد تجاوز الحرب الاهلية الحتمية ووصل  بمعجزة لبر السلام . وفي الموسوعة يقال ان الفرد نوبل  مخترع الداينامايت هو أب التناقضات،فقد أراد بجائزته تعويض تنامي القوة المدمرة  للداينامايت  حتى قبل ان يتم استعماله،بل انه توفي قبل ان يستعمل .أما التناقض الاخر فهو اختياره وهو المهندس الكيميائي للسلام كأحد مواضيع جوائزه.  طبعا الى جانب الكيمياء و الفيزياء .

وحتى نخرج من تناقضاتنا الكثيرة يجب أن  نتعلم رد الفضل لاهله. فقد كانت المبادرة الخليجية أستجابة تاريخية أوقفت الحرب الاهلية  وفرضت السلام ،و ستجد هذه المبادرة لدى من يثمنها من اخواننا اليمنيين طريقها  لصفحات تاريخ اليمن السعيد .فقد تعرضت دول مجلس التعاون للهجوم من كلا الطرفين،وتم اتهامنا بكل الموبقات. بل وتعرض الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني لكافة انواع العقبات حتى تنازل صالح عن منصبه فابتعد شبح الحرب الاهلية . وتعرض الزياني وهو يحمل المبادرة وعبر رحلات مكوكية لا تتوقف بين صنعاءوعواصم الخليج الى مماطلات الرئيس،وغضبه، ومهاترات من يدعي تمثيل الشباب ولومهم له،ثم مماحكات صالح ومناوراته بوجود  نقاط خلاف  لم تحسم مرة تلو الاخرى. حتى وصلت الامور في مايو 2011م لاحتجاز الزياني وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي  في سفارة دولة الامارات بعد  تعرضهم للخطر  في الشوارع .

إن ترشيح مجلس التعاون كمنظمةإقيمية تستحق الجائزة أو في شخص الامين العام ليست سابقة، فقد سمعنا بمنحها للصليب الاحمر الدولي وتلك منظمة معروفة ، لكنني لم أسمع  بمنظمات أخرى فازت بجائزة نوبل للسلام مثل رابطة الأطباء الدوليون لمنع انتشار السلاح النووي، فهل منعت انتشار السلاح النووي حتى تفوز؟ كما لم اسمع من قبل بالمكتب الدولي للسلام، ولا مكتب نانسين الدولي، ولا مؤتمر باجواش للعلوم والشؤون الدولية! كما حصل عليها الدلاي لاما الرابع عشر لدعوته للسلام في بلده التيبت وليس السلام الدولي،كما حصل على الجائزة الصهاينة مناحم بيجن،إسحق رابين،وشمعون بيريز، رغم ان ايديهم ملطخة بدماء اهلنا في فلسطين ولبنان .و فاز بها الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارترالذي دق مسامير تقسيم السودان واحدا تلو الاخر حتى أكتمل النعش فحمله البشير محاولا الاحتماء به من مطاردة محكمة العدل الدولية .

لقد صمد مجلس التعاون كصانع للسلام في زمن الارباكات العربية،و إن رد الفضل لاهله يتطلب الدعوة العربية عبر منظمات عدة  لتكريم مجلس التعاون كمنظمة إقليمية  فوتت الفرصة عن نضوج مفجرات الحرب الاهلية في اليمن، واقصت بصبر طويل كل الانقسامات هناك .كما ان تكريم الامين العام للمجلس بوصفه ممثل للتجمع الخليجي  بتلك الجائزة هو تأسيس لاخلاقيات جديدة في النظام العربي الجديد .وتشجيع على المبادرات الخيرة.فهل ينسى الليبيين مثلا موقف المجلس ودفعه بالامور حتى تدخل المجتمع الدولي لفرض السلم على الارض الليبية . وقد لا يروق اقتراحي  لمجموعات تجرد علينا الحملات و تحمل شعارات عروبية زائفة وان كانت ذات وقع تحرري،فهل ننتظر حتى يفوز بجائزة نوبل للسلام كوفي عنان الذي كان إدخاله وقطفه الجهد الخليجي في سوريا منذ 14 شهرا،إيحاء متعمد أريد له ان يتشكل استنتاجا في النهاية للقول بأن السلام في سوريا كان جهد المجتمع الدولي لا  جهد المجتمع العربي ولا الخليجي !

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك