سوريا كما تراها آمال عربيد بين ناري 'التسوية' و'التقسيم'
زاوية الكتابكتب إبريل 4, 2012, 12:01 ص 690 مشاهدات 0
القبس
العين الثاقبة / سوريا بين نارين: إما التسوية وإما التقسيم
آمال عربيد
ان تسارع الأحداث في سوريا يشبه في مراحله منطقة البلقان، خاصة في حالة قصف المدن والعنف المستشري بين النظام والمعارضة، واتخاذها مدة اطول من الثورات العربية السابقة، جعل حلها اكثر صعوبة وتعقيدا، لاعتماد النظام على حماية كبيرة من روسيا والصين، تجعل عملية الحسم العسكري الدولي صعبة لإنهاء عنف النظام، واجراء الإصلاحات الدستورية، الأمر الذي جعل الدول الكبرى (أميركا والناتو) تلجأ إلى تسوية دولية تضمن فيها مصالح هاتين الدولتين، بما يناسب خريطة الشرق الأوسط الجديد، وتخدم استراتيجيتها في المنطقة، وتشكل خيبة امل لشعوب عربية آمنت ووثقت بحماية الأمم المتحدة لحقوقها، ونيلها للحرية من استبداد انظمتها (مباحثات كوفي عنان)، وخسارة إقليمية لدولتين (تركيا - ايران) راهنتا على دعم الطرفين على أمل استعادة أمبراطوريتهما!
هل هذه التسوية ستلاقي قبولا او لاقبولا في الشارع السوري خاصة، والعربي والإقليمي عامة؟ هل هي لمصلحة النظام ام المعارضة السورية؟ او الاهم منهما! حقنها الدماء ووقف العنف وامتثال الطرفين لقرارات الأمم المتحدة؟! ولكن ما هي هذه التسوية، وعلى ماذا تعتمد؟ هل تشرع الحوار السياسي وأهمها مسألة الحريات؟ ومن ثم الانتقال الى التغيير الشامل النوعي في المؤسسات التي تحتوي على جميع المكونات المجتمعية والسياسية، بمن فيهم الاقليات الإثنية (الأكراد، الأرمن، الأشوريون والكلدان وغيرهم) والدينية (مسيحيون، دروز، وغيرهم)، هل ستتجه الإصلاحات الدستورية نحو بناء دولة ديموقراطية وتعددية، تتشارك فيها مع الأحزاب الوطنية، ولا تتداخل فيها المصالح الفردية والعائلية والأجنبية (عربية - إقليمية ودولية)؟ هل هذا النظام الذي رفض كل مبادرات الجامعة العربية، وآخرها «قمة بغداد الاستثنائية» والتوصيات الروسية والصينية، والتهديدات الدولية الأميركية، والعقوبات الاقتصادية والسياسية العربية والغربية؟ سيرضخ للمفاوضات لينقذ نفسه أولا، ويخرج من الأزمة منتصرا بقالب وطني، بإفقاده المعارضة حجتها بفساد النظام بإصلاحاته الدستورية؟ ولكن هل سيفي هذا النظام بوعوده للدول الكبرى، وهو لم يحفل بها خلال 40 عاما، رغم إقراره بسقوط اصلب الأنظمة العربية وأشدها صرامة واستبدادا وحماية (ليبيا ومصر)، واستفادته من تجربتها بإطالة مدة الصراع العنيف! الا انه يعي ان هذه التسوية فرصة ذهبية، ليبقى مشاركا في الحكم، لأنها مرحلية ومؤقتة لحين تفرغ الدول الكبرى من ازماتها الداخلية (انتخابات اميركية وفرنسية - تظاهرات معارضة لبوتين في روسيا)!
لكن هل حقا ستنجح التسوية بجمع المجلس الوطني السوري المعترف به عربيا وإقليميا، مع ألوية النظام في مؤسسة دستورية واحدة؟ من دون ان تنال المعارضة اهم مطالبها، وهو تنحي عائلة الأسد عن الحكم والإفراج عن جميع المعتقلين السوريين السياسيين والعسكريين، واجراء الإصلاحات الفورية، او ستؤلف حكومة محايدة مستقلة تنقل البلاد عبر مراحل الى حكومة ديموقراطية؟ ومن ثم وضع دستور جديد للبلاد يؤدي الى انتخاب برلمان حر ورئيس جديد للبلاد؟! أو ان الأزمة اصبحت امام مفترق طرق؛ إما الحوار السياسي، أو الفوضى وحرب داخلية تؤدي الى التقسيم، وتشعل ما حولها من دول؟
تعليقات