'قمة التخبط الحكومي'.. د. وائل الحساوي متحدثاُ عن التعليم العالي
زاوية الكتابكتب إبريل 3, 2012, 1 ص 550 مشاهدات 0
الراي
نسمات / أخيراً.. جامعة ثانية!
د. وائل الحساوي
قبل أقل من سنتين، دعاني الاخوة الأفاضل في رابطة أعضاء هيئة التدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للمشاركة في لجنة لوضع دراسة حول إنشاء جامعة تطبيقية تقوم على أساس كليات الهيئة القائمة حالياً، وكنت سعيداً بالمشاركة مع اخواني في اللجنة بالرغم من شعورنا بالإحباط من موقف وزيرة التربية السابقة ورفضها لأي فصل بين التعليم التطبيقي والتدريب أو إنشاء جامعة على أساس كليات الهيئة.
إن من يدرس واقع هيئة التعليم اليوم يدرك تماماً بأن فصل التعليم التطبيقي عن التدريب قد أصبح ضرورة ملحّة، ليس فقط بسبب الاختلاف الكبير بين أهداف هذين النوعين من التعليم وصعوبة دمجهما تحت مظلة مؤسسة واحدة، ولكن كذلك بسبب التضخم الكبير في أعداد الطلاب والطالبات الذي وصل إلى خمسين ألف طالب وطالبة، وتعدد الكليات والمعاهد ومراكز التدريب وتشعب أنظمتها الإدارية ولوائح العمل وغيرها لذلك فإن تأسيس جامعة تطبيقية تكون نواتها كليات الهيئة هي النواة الأولى للفصل، كما أن ازدياد أعداد الخريجين من الثانوية وعدم توافر أماكن لاستيعابهم وفتح المجال لهم لاستكمال دراستهم الجامعية يتطلب عملية جراحية سريعة.
بذل فريقنا جهوداً كبيرة لتحويل تلك الفكرة إلى واقع، كما كان للمهندس أحمد مندني جهد كبير في تبني تلك الفكرة والحصول على تواقيع عشرات نواب مجلس الأمة بالموافقة عليها، وأسميناها جامعة جابر للعلوم التطبيقية.
ولقد كان للوزير الشجاع الأخ أحمد المليفي دور كبير في سبيل تبني تلك الفكرة ودفعها نحو التطبيق، وها نحن نرى اليوم ثمرة تلك الجهود بموافقة مجلس الأمة في مداولته الأولى على إنشاء جامعة جابر للعلوم التطبيقية خلال 3 سنوات والتي نسأل الله تعالى أن تتحقق من دون معوقات في ظل الأخ الفاضل الوزير نايف الحجرف.
نشعر بالفخر عندما نشاهد مجلس الأمة يقود المبادرات ويذلل الصعاب التي عجزت عنها الحكومة، ولئن كنا نستطيع الحديث عن تخبط الحكومة على جميع الأصعدة لكن جانب التعليم العالي يمثل قمة التخبط، فمن يصدق بأن بلداً في العالم يزيد تعداد سكانه على ثلاثة ملايين نسمة يؤسس جامعة واحدة منذ 46 سنة ثم يعجز عن تأسيس جامعة أخرى، فتارة يحتج بقلة الموارد وتارة بالدورة المستندية وتارة بتعطل المشاريع الى ان بلغ الكويتيون الذين يدرسون في الخارج أكثر من 40 ألفاً في بلد يدعم دول العالم كله على بناء المدارس والجامعات!!
هنالك من يطالبون بعدم ربط تلك الجامعة مع كليات الهيئة وهذا مستحيل في ظل الحاجة لتوفير أعضاء هيئة تدريس ومعامل وورش ومبان مما لا يمكن تحقيقه خلال ثلاث سنوات.
تعليقات