إصلاح المؤسسة العسكرية
محليات وبرلمانالأمن الوطني في بعده الخارجي في خطر
مارس 3, 2008, منتصف الليل 801 مشاهدات 0
فوجئت الكويت بخبر تصدر يوم أمس الأول السبت 1 مارس 2008 صحف محلية يحذر من تجاوزات تمس الأمن الوطني ليس في بعده الداخلي كما حدث في أزمة مغنية /عبد الصمد/ لاري ولكن في بعده الخارجي هذه المرة،حيث جاء الخبر بان «هناك تجاوزات في عمل طائرات F18.. عددها الحالي في القوة الجوية 48 طائرة.. القادرة منها على أداء مهماتها 14 فقط.
وهنا يجدر بنا التوقف أمام هذه الصدمة الجديدة التي لا تحدث إلا في بلدان لا يعرف فيها معنى لكلمة المحاسبة، وإذا كانت أزمة انقطاع الطاقة الصيف الماضي في البلد الأول المصدر للطاقة في العالم قد مرت دون حساب عسير فإن هذه الأزمة خط أحمر لا يجب تجاوزها في بلد يعيش طفرة مالية غير مسبوقة .
لقد وضعت القيادات العسكرية بعد التحرير خطط لجعل سلاح الطيران الذراع القوية لوقف تقدم العدو للكويت من البر او البحر او الجو وفي سعيهم لذلك تم شراء المقاتلات الحديثة وتم تدريب كوادرها من المقاتلين وأطقم الصيانة، وأرست القيادات المتعاقبة مبدأ عدم التهاون في الجاهزية القتالية خصوصا في بلد لا تنقصه المادة ، لكن زخم وهمة المخلصين من أبناءنا لإدامة وصيانة هذه الطائرات أخذت في التحطم كما يبدوا أمام' قرارات طغت فيها التوجهات الشخصية لرئيس الأركان على معايير الكفاءة والاقدمية والتدرج العسكري المتمثل بالحصول على الدورات الحتمية التي يجب أن يحصل عليها كل قائد عسكري» كما قال بذلك عضو لجنة الداخلية والدفاع في مجلس الأمة النائب د. جمعان الحربش
فكيف للمخلص أن يعمل وهو يرى من هو اقل منه قدرات وشهادات ومثابرة وقد حصل على الترقيات والدورات والأنواط والتكريم في مؤسسة تحول فيها الولاء للمؤسسة والوطن كأحاديث أهل المدينة الفاضلة بينما الولاء للقيادات الكبيرة هو الطريق للترقية .
إن ما تطرق له النائب د. جمعان الحربش في بيانه الصحفي لا يهمنا في شي حين قال أن 'المؤسسة العسكرية تشهد اختلالات واضحة تتمثل في مشكلة التسرب الوظيفي للقيادات الوسطى من الجيش برتبتي رائد و مقدم وان هذه المشكلة تزايدت منذ تولي رئيس الأركان الحالي مهام منصبه بسبب السياسات المتبعة في اختيار القيادات العليا القائمة في الغالب على العلاقات الشخصية به أو من تطرقه إلى أوضاع الكلية العسكرية ومخرجاتها المتدنية ونظام القبول فيها ' كل ذلك لا يهمنا في شي مثلما يهمنا أمر تدني الجاهزية القتالية في الوقت الذي ارتفعت فيه وتيرة نشر أخبار وصور وخطب رئيس الأركان الذي يتميز ببلاغة خطابية غطت لفترة طويلةعلى الخلل الذي ظهر لأعضاء لجنة الداخلية والدفاع كما قالت المصادر الإعلامية حيث كتبت أن ' لدى بعض النواب علم بحادثة طائرة F18 أثناء مهمة تدريبية، أطلق قائدها الصاروخ الأول فلم يصب الهدف، والثاني لم ينطلق رغم المحاولات المتكررة.. وهو ماجعل القوة الجوية تستعين بفريق أمريكي لإزالة هذا الصاروخ من الطائرة».
ولعل التساؤلات النارية للنائب ضيف الله بورميه تفتح الباب على مصراعية لتجلي الحقيقة حول مسائل مهمة جدا، ولعل الحريصون على أمن ومستقبل هذا البلد يفتحون أعينهم لرؤية أخطار تحدق بالمؤسسة العسكرية.
إن أمن الأوطان دين في رقبة كل مواطن يستحيل سداده، وعلى أعضاء مجلس الأمة السمو فوق تصفية الحسابات في هذه القضية وتجاوز موضوع الجهة التي حركتها سواء 'حدس' أو غيرها بحيث لا يمر هذا الموضوع عليهم مرور الكرام وان يؤدوا الدور المفترض منهم في محاسبة المقصرين حساب يليق بالدور المناط بهم وهو أمن الكويت الخارجي .
إن اخطر مكان يتسلل اليه الفساد والمحسوبية هو المؤسسة العسكرية،كما قال د.جمعان الحربش في بيانه الصحفي وقد سمعنا بالكثير منها في المؤسسة العسكرية للأسف لكن أن تتحول أسلحتنا الحديثة وذخرنا الاستراتيجي لخردة حديد مهملة ليس لقلة المال أو الرجال بل بسبب سؤ الإدارة وقلة الكفاءة فذلك موضوع يعد السكوت عنه في منزلة العار، وعلى جهاز الأمن الوطني أن يكون له دور في وقف البلاغة الخطابية للمؤسسة العسكرية ودفعها لصقل سيوف تراكم عليها الصدأ من الإهمال ، فهذه قضية أمن وطني .
تعليقات