الدين ليس بحاجة إلى عنترياتكم الصوتية!.. جعفر رجب مخاطباً نواب البرلمان
زاوية الكتابكتب إبريل 2, 2012, 12:28 ص 945 مشاهدات 0
الراي
تحت الحزام / قميص عثمان وعمامة المهدي
جعفر رجب
لقد ثبت لدينا، ان الله بعث رسوله وانزل كتابه، مبشرا ومنذرا، وقد حورب الدين كثيرا، انتصر هنا وخسر هناك، قبل ان يولد نواب الامة، وقبل ان يقر الدستور الكويتي وقبل ان نؤسس برلمانا، وقبل ان ترسم خريطة الكويت!
وقد ثبت ايضا انه عندما يعين مهندس في الاشغال مثلا، فان الهدف منه ان يبني جسرا وشارعا، لا ان يتظاهر في شوارع مليئة بالمطبات - بسبب اهماله - دفاعا عن الاسلام، وعندما ينتخب عضو في جمعية تعاونية، الهدف منه تقديم الخدمات للناس، لا ان يرفع اعضاء الجمعية شعارات الدفاع عن الدين على ارفف بها بضاعة تالفة فاسدة باهظة الثمن، ليستفيد منها بعض اعضاء الجمعية، وعندما ينتخب النواب، فالهدف هو التشريع ومراقبة الحكومة، لا ان يجتمعوا في ساحة الارادة ويخطبوا ويبكوا ويلطموا على الاسلام والنبي، في الوقت نفسه يعاني عشرات الالاف من «بدون» امة محمد من الظلم في الكويت، بسبب تشريعات حكومية، ومشاركة نيابية في الجريمة!
لم يختر المواطن السني - واعتذر لهذا التصنيف ولكنه للتوضيح فقط - فلان النائب حتى يدافع عن الصحابة والدين والاسلام والقرآن والرسول، فالدفاع عن الدين لا يحتاج الى نائب ينوب عنه بالدفاع، بل هي مسؤولية كل مسلم، وهذه الامور لها من يقف ويتصدى لها، وسيبقى الدين موجودا والمقدسات محفوظة، حتى لو انتخب خمسون نائبا بوذيا للبرلمان!
ولم يختر الناخب الشيعي فلان النائب، ليدافع عن الائمة والتشيع والامام المهدي، لانه يعرف انه تكليفه الشرعي، سواء قام النواب او قعدوا، ذهبوا لساحة الارادة او ذهبوا للشاليه!
ولو كان الدين هو فقط ما يهتم به النواب صادقين مخلصين، دون مصالح سياسية، لكان الاولى ان يذهبوا للسفارة الاميركية، ليحرقوا علم اميركا، عندما حرقت المصاحف في افغانستان، وقتل الاطفال والنساء دون ذنب، ولتجمع النواب المصنفون بالشيعة والسنة من اجل هذا الهدف، ولكن يا سادة كل ما في الامر ان البعض يستهويه التاريخ، ويعيد تكرار المشاهد، لهذا تأخذهم الحماسة، فيرفعون المصاحف على الرماح، وقميص عثمان، وعمامة المهدي...من اجل فتات الاصوات على موائد الانتخابات!
لو كان النائب - الشيعي - «ذابح روحه»على التشيع، لاصدر قانونا فيه صالح البلد، يدعم فيه المساواة والعدالة بين فئات المجتمع، يساهم في بث قيم المواطنة، يدافع عن الكل لا البعض، فالناخب الشيعي ليس بالسذاجة، بان يرى حقوقه منحصرة في رخصة مسجد ومطبخ في حسينية، ولا الناخب - السني - يرى ان حقوقه منحصرة في اقرار قانون اعدام شاتم الصحابة!
مع الاسف النواب وبعض الغوغاء هم من يخلقون هذا الجو الملوث، وهم يسوقون لمثل هذه الاقتراحات، لسبب واحد لاغير، وهو عجزهم عن انجاز اي شيء، وعندما يكون انجاز النائب عمليا صفراً، لاشك سيبحث عن فتات الانجازات الوهمية، ليبيعها للناس!
ارحمونا يا نواب الامة، ودعوا الدين لاهل الدين - رغم انهم لم يتركوا السياسة لاهل السياسة - وارفعوا شعار «عبد المطلب» جد النبي الاكرم «انا رب الابل، وللبيت رب يحميه»، فيا نواب الامة اعتبرونا ابلا و «جابلوا حلالكم»، واتركوا البيت لرب البيت، والدين لرب الدين، فالله يدافع عن المؤمنين، والدين ليس بحاجة الى عنترياتكم الصوتية!
ايها المزايدون على حب النبي، ما هكذا تورد الابل، وان كنتم حقا تريدون حب الرسول وكسب رضى الله، فاهتموا بمصالح امة النبي، وحلوا مشاكلهم، حتى لا يضطروا الجلوس كالايتام على موائد اللئام!
انتم في الدفاع عن الدين فاشلون، وعن مصالح الناس عاجزون...فاصمتوا هو خير لكم ولنا!
تعليقات